عربي ودولي
غصت مدينة كربلاء المقدسة، في العاشر من شهر محرم، بملايين الزائرين من مختلف مدن العراق ومن خارجه، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه.
وكما هو الحال في كل عام، اكتظ مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام، والمنطقة الرابطة بينهما، والشوارع والازقة المؤدية إليهما بالزائرين الذين أحيوا هذه المناسبة الأليمة بمختلف الطقوس والشعائر الحسينية، التي تكللت ظهر اليوم بأداء مراسيم ركضة طويريج بعد قراءة المقتل الحسيني.
وبحسب مسؤولين في العتبة الحسينية المقدسة، فإنّه "استعدادًا لهذه المناسبة، قامت الأمانة العامة للعتبة الحسينية، والأمانة العامة للعتبة العباسية، بتوفير كافة الظروف الملائمة لرعاية الزائرين وتأمين راحتهم".
وفي كلمة له بالمناسبة، أكّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أنّ "القيم التي جسدتها ملحمة كربلاء ستبقى نبراسًا للمصلحين والثائرين على الظلم، وأنّ ذكرى عاشوراء لا تزال تلهم الشعوب في مسيرتها نحو الكرامة والعدل ورفض الاستبداد".
وقال السوداني إنّ "شهادة الإمام الحسين وصحبه (عليهم السلام) غيّرت وجه التاريخ، وأصبحت معيارًا لفرز الحق عن ظلام الباطل، وإنّ البطولة وقيم الشجاعة في كربلاء، أضحت ملاذًا للثائرين والعاملين في درب الإصلاح ورفض الظلم".
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنّ "واقعة الطف تُعد تمثيلًا حقيقيًا للنهج الرسالي المحمدي الأصيل، وللاتجاه الإنساني والعقائدي في تصحيح المسار الذي انحرفت معه السلطة عن الدولة والمجتمع".
وأضاف السوداني أنّ "خروج الإمام الحسين عليه السلام، كان من أجل الإصلاح وتعرية دعاية الحاكم الفاسق الذي حرّف الحق وتسلّط على أمور المسلمين، ومن اجل إنقاذ دين الله ورسوله من الضياع".
من جانبها، أكّدت وزارة الداخلية العراقية، أنّ "زخم زيارة عاشوراء في كربلاء المقدسة بدأ منذ السابع من محرم، وأنّ دخول الزائرين إلى المدينة يتم بشكل منتظم وآمن دون تسجيل أي حالات سلبية أو خروقات أمنية حتى الآن".
وأوضح المتحدث الرسمي بإسم الوزارة العميد مقداد الموسوي، أنّ "الخطة الأمنية الخاصة بزيارة العاشر من محرم لا تزال مستمرة، مع تكثيف الجهود الأمنية لضمان سير المراسيم الدينية بسلاسة، حتى خروج جميع الزائرين من المحافظة بأمان، وان هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود الوزارة لتأمين المناسبات الدينية وحماية المواطنين والزوار".
وأضاف الموسوي قائلًا إنّ "الوزارة لم تسجل حتى هذه اللحظة، أي خرق أمني يُذكر خلال مراسيم زيارة العاشر من محرم الحرام، وان هذه الزيارة تُعدّ من أكثر الزيارات انسيابيةً وتنظيماً مقارنة بالسنوات الماضية، سواء على مستوى حركة الزائرين أو الإجراءات الأمنية والخدمية".
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي في العراق، محمد الحسان، في تصريحات صحفية له من كربلاء المقدسة، حيث أدى مراسم الزيارة للإمام الحسين عليه السلام، إنّ "ما رأيته اليوم في كربلاء هو صورة حيه لعراق الوحدة والثبات، وما لمسته فيها يجسد بصلابة، معنى الانتماء الوطني الذي يعلو فوق كل الاعتبارات".
ولفت إلى أنّ "توقيت زيارة كربلاء مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، نابع من احترامنا العميق لقدسية مشاعر العراقيين"، مشيدًا بالأجواء الروحية والتنظيمية التي تشهدها المدينة خلال هذه المناسبة، ومعتبرًا كربلاء "نموذجًا حقيقيًا لعراق السلام والتقدم".