اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الصحف الإيرانية تحذّر من الخداع الصهيوني 

مقالات مختارة

حين يقول برّاك:
مقالات مختارة

حين يقول برّاك: "فاجأناكم مو"

47

عماد مرمل - صحيفة الجمهورية

خلطت زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لبيروت الأوراق والحسابات، بعدما فاجأ بنمط مقاربته للردّ اللبناني على ورقته، الحلفاء والخصوم على حدّ سواء.

بينما كان كثرٌ يفترضون أنّ مهمّة برّاك ستكون حاسمة هذه المرّة، إذا بها تنتهي إلى باب مفتوح على شتى التفسيرات والاجتهادات، بعدما أطلق مواقف حمّالة أوجه وقابلة للتأَويل في أكثر من اتجاه، وفق نمط لوحة الموناليزا التي يراها كلٌ على طريقته، من زاويته.

الأمر الثابت والأكيد وسط كومة الفرضيات، هو أنّ المتحمسين في الداخل لدور أميركي صارم، كانوا ينتظرون من برّاك أن يأتي إلى لبنان حاملاً العصا وحدها بلا أي جزرة، ليس فقط للتلويح بها، وإنما لاستخدامها أيضاً من أجل فرض الورقة الأميركية ونزع سلاح "حزب الله" تحت الضغط السياسي والعسكري.

وكان هؤلاء يتمنون بطبيعة الحال أن لا يعجب الردّ اللبناني الموفد الأميركي، وأن يخرج برّاك ليصرّح بأنّ هذا الردّ مرفوض، وانّ المهلة المعطاة للمسؤولين من أجل الالتزام بنزع سلاح الحزب عبر جدول زمني واضح قد انتهت، وانّ لبنان أضاع الفرصة الأخيرة، وانّ واشنطن لا تستطيع أن تمنع تل أبيب من استكمال الحرب على "حزب الله".

هذا هو التصريح "المثالي" الذي كان يريد البعض ان يسمعه من برّاك، وتحديداً أولئك الذين يمكن تصنيفهم بأنّهم "فانز" الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، ممن انتظروا "نسخة ذكورية" عنها ورفعوا سقف التوقعات قبل وصول الموفد الأميركي.

لكن برّاك لم يروِ غليل غلاة المتحمسين، ولم يكن ينقص سوى أن يقول لهم "فاجأناكم مو"، بعدما استخدم لهجة ديبلوماسية في إطلالته من بيروت، وأشاد بالردّ اللبناني الذي اعتبره مرضياً وموزوناً، وأبدى الإمتنان له، معرباً عن تفاؤله الكبير.

كذلك، بدا لافتاً تشديد برّاك على أنّ معالجة مسألة سلاح "حزب الله" هي شأن داخلي ولا تأتي من أميركا او فرنسا. وهنا تقاطع ليس فقط مع الخطاب اللبناني الرسمي، وإنما أيضاً مع أحد أجزاء الخطاب الأخير للأمين عام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي أكّد الاستعداد لمناقشة الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية، "ونحن لدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتوافق.‏ لكن، اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونعطي النتيجة".

إنما هناك في المقابل من ينبّه إلى انّه لا يجوز الإفراط في التفسير الإيجابي لمواقف برّاك، إذ ربما تكون مرونته الظاهرة تندرج في سياق تمويه سياسي يمهّد لتوجيه ضربة إلى "حزب الله"، تماماً كما حصل حين شُنّت الحرب على إيران بينما كان الأميركيون يفاوضونها حول الملف النووي.

ويلفت "المرتابون" أيضاً إلى انّ رسائل برّاك المركّبة لم تخل من تحذيرات مبطنة، فحواها انّ على لبنان انتهاز الفرصة الحالية على قاعدة، "إما أن تلتحقوا بقطار المتغيّرات في المنطقة الذي يضمّ حاملي تذاكر السلام والتطبيع، وإما ان تُترَكوا لوحدكم تواجهون مصيركم المجهول".
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة