اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الماء سلاح إستراتيجي للكيان الصهيوني.. من العريش إلى صيدا!

إيران

الصحافة الإيرانية تواكب تحركات
إيران

الصحافة الإيرانية تواكب تحركات "البريكس" وزيارة عراقتشي إلى الرياض

73

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 10 تموز/يوليو 2025، بالتطورات الحاصلة في الساحة الدبلوماسية العالمية والإقليمية في ما يخص التطورات والتوتّرات الحاصلة في منطقة غرب آسيا، بدءًا من البريكس وصولًا إلى زيارة عراقتشي إلى الرياض.

أخطاء الإصلاحيين في فهم الغرب

بداية، كتبت صحيفة وطن أمروز: "كانت الوحدة والتضامن الوطنيان أبرز نتائج حرب الاثني عشر يومًا التي فرضها الكيان الصهيوني على بلادنا. ووفقًا للعديد من الخبراء، كان الإجماع والتضامن الوطنيان أهم العوامل في حسابات العدوّ لوقف الحرب. خلال الحرب الأخيرة، وصلت جماهير الشعب إلى وعي ذاتي جماعي بشأن الحقائق المتعلّقة بالسياسة الدولية، والأهم من ذلك، المكونات المكونة للأمن القومي، بالإضافة إلى مؤشرات دفاع البلاد. أظهرت الصور والأفلام المتنوعة من كلّ ركن من أركان إيران أن غالبية المجتمع، بصرف النظر عن نوعها وذوقها وتوجهها، كانت متفقة على دعم وحدة إيران وقائد الثورة. أدى هذا الوعي الذاتي إلى وصول المجتمع إلى تقديرات دقيقة وواقعية بشأن مفهوم الأمن القومي والقدرة الدفاعية. وبالمثل، خلال هذه الحرب، تبلور لدى الرأي العام الإيراني فهم دقيق وعميق لما يُزعم أنه آليات وقواعد وقيم دولية، وأدرك أنه في لحظات حاسمة، مثل الهجوم الصهيوني غير القانوني على إيران، لم تُجدِ هذه القواعد والقوانين ومؤشرات النظام الليبرالي الديمقراطي نفعًا فحسب، بل تجاهلها واضعوها ومدّعوها، عندما تعرّضت مصالحهم للخطر، بسهولة، وقدّموا دعمًا شاملًا للنظام الصهيوني المعتدي. 

وتابعت الصحيفة: "ومع بروز هذه الحقائق، أقرّ عدد كبير من الناشطين والفاعلين السياسيين خطأ تفاؤلهم تجاه القواعد والآليات الدولية خلال الحرب الأخيرة وبعدها. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن العديد من هؤلاء اعترفوا بخطأ انتقاداتهم للحكومة، لا سيما في مجال السياسات الإقليمية وأدوات الردع في المنطقة، وقد أدركوا هذه الحقيقة من خلال دويّ قنابل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
على أي حال، لقد أدى هذا الوعي العام والعقلانية والاعترافات الصادقة لبعض الناشطين السياسيين وعناصر البلاد، إلى بلورة موقف واقعي شامل في البلاد تجاه قضية الأمن القومي والنظام الدولي وآلياته. والأهم من ذلك، أن الوعي الذاتي الذي نشأ قد تمحور حول دعم السياسات الرسمية للنظام، وخاصةً آراء وتحذيرات قائد الثورة". 

وأضافت الصحيفة أنّ: "أهمية التضامن الوطني المبنيّ على الوعي الذاتي الجماعي كبيرة لدرجة أن المهتمين بالحفاظ على هذا التضامن الوطني وصونه يشددون أيضًا على تجنب إثارة القضايا الخلافية. لذلك، وبينما أتاحت حقائق الحرب فرصة مناسبة لرفض الآراء الزائفة والمنحرفة والمكلفة للمهتمين بالغرب، والذين يؤمنون بمراعاة معايير النظام الغربي، فإنه نظرًا لضرورة الحفاظ على التضامن الوطني وتجنب إثارة القضايا الخلافية، لم يُتخذ أي إجراء أو جهد لإلقاء اللوم على هؤلاء الأفراد وهذه الحركات".

ورأت الصحيفة أنّه: "رغم هذا النزاهة المطلقة، للأسف، سُمعت في الأيام الأخيرة أصواتٌ كاذبةٌ ومضللةٌ ومُحطمةٌ للوحدة من حركة الإصلاح، ما يُظهر أن هذه الحركة لم تتعلم من أفكارها وحساباتها السابقة فحسب، بل تُحاول أيضًا إعادة إنتاج الأفكار الفاشلة والمُكلفة نفسها. من ناحيةٍ أخرى، أثارت مقابلة الرئيس الأخيرة مع تاكر كارلسون، والتي حملت للأسف رسالةَ ضعفٍ ومداهنةٍ واضحة، مخاوفَ من أنه في هذه الظروف الدقيقة للغاية، حيث يجب توخي أقصى درجات الحيطة والحذر للحفاظ على اللحمة الوطنية وتعزيز دفاعات البلاد، قد تُرسل الحكومة إشارات ضعفٍ وتراجعٍ، بل واستسلامٍ، لا سمح الله، لعدوٍّ خارجي، وخاصةً الولايات المتحدة". 

[...] وأظهرت التصريحات الأخيرة لجبهة الإصلاح، مع الأسف، أنه رغم الهجوم العسكري على إيران، لا يزالون يُصرّون على عدم فهمهم لوقائع الحرب ومتطلبات تعزيز القدرة الدفاعية والقدرة الرادعة، وبتجاهلهم دروس هذه الحرب، يُواصلون طرح صيغة التنازل والاستسلام نفسها.

ولفتت إلى أنّه "من الواضح الآن، وبعد الحرب التي فرضها النظام الصهيوني والولايات المتحدة على إيران، وبعد إثبات صحة سياسات النظام ومواقفه تجاه قضية الأمن القومي، ومنهجه تجاه الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، وبالطبع تأييد غالبية المجتمع لهذه السياسات والمناهج، أصبحت الظروف مهيأة لمواصلة واعتماد السياسات والإجراءات اللازمة في هذا الإطار، ولن تُعيق أو تُعرقل إجراءاتٌ مثل أقوال جبهة الإصلاح أو التصريح الأخير لعدد من الناشطين السياسيين والاقتصاديين هذا المسار".

وقالت إنّ: "ما فعلته وتفعله جبهة الإصلاح وغيرها من الجماعات والأطياف التي تتفق معها سوف يسجل في الذاكرة التاريخية للأمة الإيرانية كمجرد أمثلة على سوء الفهم والتنازل والاستسلام لغزو هذه الأرض".

مجموعة "البريكس" ونهاية الأحادية الغربية

بدورها، كتبت صحيفة رسالت: "رمزت القمة السابعة عشرة لمجموعة البريكس، في ريو دي جانيرو، إلى انتقال تاريخي نحو نظام عالمي لم يعد يحتكر صنع القرار والسلطة للغرب. وعقدت القمة في وقت واجه فيه النظام الدولي القائم على الهيمنة الغربية تحديات بسبب التطورات الجيوسياسية والحروب والأزمات المالية وعدم كفاءة الهياكل الحالية". 

وتابعت: "كما تجاوز البيان الختامي للقمة التوقعات الدبلوماسية النموذجية. واتّخذ أعضاء مجموعة البريكس موقفًا حازمًا ضدّ السياسات التدخلية والثنائية للغرب من خلال إدانة صريحة للهجمات الأميركية و"الإسرائيلية" على المنشآت المدنية الإيرانية، والتأكيد على استخدام الجوع كسلاح في غزّة". 

[...] جمعت قمة البريكس الأخيرة شخصيات؛ مثل: لولا دا سيلفا ولافروف ومودي ولي كه تشيانغ وأبي أحمد وسيد عباس عراقتشي. يوضح هذا المزيج أن مجموعة البريكس لم تعد مجرد ممثل للاقتصادات الناشئة، بل هي جهة فاعلة سياسية ذات مواقف واضحة وقوة للتأثير على العالم.

[...] إن مجموعة البريكس اليوم هي رمز للإرادة السياسية لدول الجنوب لإعادة بناء الهياكل العالمية. إن إدانة تصرفات الولايات المتحدة والنظام الصهيوني هي علامة على النضج المؤسسي وتصميم مجموعة البريكس على تأدية دور أكثر فعالية على الساحة العالمية.

[...] ومن المواضيع المهمّة الأخرى في بيان البريكس انتقاد السياسات الاقتصادية غير العادلة للغرب؛ بدءًا من التعريفات الجمركية الأحادية الجانب ووصولًا إلى العقوبات المالية وآليات مثل تعريفة الكربون التي فرضها الاتحاد الأوروبي. ورأت البريكس هذه الإجراءات تتعارض مع روح التعاون الدولي، داعيةً إلى إعادة تعريف النظام الاقتصادي.

[...] بناءً على ما سبق، لا بد من القول إن قمة البريكس في ريو دي جانيرو كانت أكثر من مجرد بيان، صدىً للرغبة التاريخية للدول التي لم تعد ترغب في البقاء على الهامش. إن دعم إيران وإدانة تصرفات "إسرائيل"، ومعارضة السياسات الاقتصادية الغربية والتركيز على العدالة والسيادة، كلها تشير إلى أن العالم قد دخل عصرًا جديدًا من تعدد المراكز والأقطاب".

خلف كواليس زيارة عراقتشي للرياض

هذا؛ وكتبت صحيفة قدس: "في الوقت الذي تزايدت فيه التهديدات الأميركية والكيان الصهيوني ضدّ بلادنا، توجه السيد عباس عراقتشي، والذي ذهب إلى البرازيل لحضور قمة البريكس، مباشرة إلى الرياض عند عودته من هذه الرحلة، والتقى بالمسؤولين السعوديين، بما في ذلك ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير "الدفاع" خالد بن سلمان ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، وهو الحدث الذي لفت انتباه المحللين.

ولفتت إلى أنّ: "هذه الزيارة وقعت في الوقت نفسه الذي أدلى فيه ترامب بتصريحات عن الاستعداد للمفاوضات، ومن ناحية أخرى، تكهنات وسائل الإعلام الغربية حيال إمكان نشوب صراع عسكري مع الجمهورية الإسلامية. في هذا الجو، وعلى الرغم من أن البعض يرى الرحلة الأخيرة لوزير الخارجية متماشية مع المشاورات المعتادة بين طهران والرياض حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، إلا أن البعض يطرح أيضًا تساؤلًا حول ما إذا كان الحكام السعوديون سيحملون رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران أو العكس، بهدف تخفيف التوترات القائمة؟".

[...] في غضون ذلك، رأى أحمد دستمالشيان السفير الإيراني السابق في لبنان والأردن، في حديث مع قدس، التطور الأخير إيجابيًا ومبتكرًا، قائلًا إنّ العلاقات الإيرانية السعودية، والتي كانت في أزمة خلال فترة، وصلت اليوم إلى مستوى جيد ومتماسك ومتوسع مع العديد من الجهود التي بُذلت. وتجري حاليًّا مشاورات وثيقة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين والثقافيين من الجانبين، وخاصة بشأن التطورات الإقليمية والدولية التي تتطلب التنسيق والتفاهم المشترك.

وفي إشارة إلى زيارة خالد بن سلمان إلى طهران قبل بضعة أشهر، أشار هذا الخبير في شؤون غرب آسيا إلى أن هذه الخطوة تُعدّ نقطة تحول في العلاقات الثنائية، وقد مهدت الطريق لتشكيل تعاون أوسع وأعمق بين طهران والرياض، وتشير إلى الإرادة الجادة للبلدين لتعزيز مستوى التفاعلات الأمنية والعسكرية. خلال هذه المرحلة، قامت إيران أيضًا بأنشطة دبلوماسية واسعة النطاق مع مختلف الدول، بهدف منع المنطقة من الدخول في أزمات جديدة. هذه الزيارات ضرورية ومفيدة ومسؤولة.

كما أشار دستمالشيان إلى نهج السعودية تجاه عدوان النظام الصهيوني الذي استمر 12 يومًا على بلدنا، وقال إنّ في حرب الـ 12 يومًا المفروضة، كان للرياض مواقف إيجابية ومهمة وبذلت جهودًا متواصلة لوقف الحرب من خلال ممارسة الضغط على الأميركيين و"إسرائيل". كما تمت زيارة خالد بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة في الإطار نفسه. ويجري الآن تبادل نشط وإيجابي لوجهات النظر بين طهران والرياض، ما يمكن أن يسهم بشكل كبير في السلام والاستقرار في المنطقة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة