خاص العهد

ندّد النائب ملحم الحجيري بتصريحات الموفد الأميركي توم برّاك الذي هدد فيها بضم لبنان إلى سورية وإلحاق لبنان بما سمِّي تاريخيًا بـ"بلاد الشام"، منتقدًا صمت وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي تجاه هذه التصريحات التي تنال من سيادة لبنان واستقلاليته.
وقال في تصريح لموقع "العهد" الإخباري: "يجب على وزير خارجيتنا أن يُثبت وجوده ويتحرّك إزاء العدوان الصهيوني على لبنان؛ مرورًا بالقصف والتدمير والاغتيالات والتهديدات ومؤخرًا برّاك، مشيرًا إلى أن رجي غائب كليًا عن السمع.
وتساءل الحجيري عن موقف الوزير رجي من تصريحات الموفد الأميركي، وقال: "كنا نتمنى لو أنه استدعى السفيرة الأميركية لمساءلتها عن هذه التصريحات والمواقف الضبابية الأميركية تجاه لبنان من الرئيس الأميركي ترامب ومبعوثه برّاك".
وأضاف حجيري: "هذا شيء معيب جدًا بحق دولة تتمتع بسيادة، كما هو معيب أيضًا بحق أناس يدعون ويسمون أنفسهم "سياديين".. مع الأسف؛ لا نسمع من هؤلاء إلاّ تصريحات عمن يدافع عن لبنان وعن السيادة اللبنانية والكيان اللبناني".
وقال: "الجبهة التي تمّ رفع العقوبات الأميركية عنها وهذا الوزير (وزير الخارجية يوسف رجي) يعملان عند معلم واحد اسمه الأميركي"، وأضاف: "في ظلّ وزير خارجية يتم تهديد الكيان اللبناني.. "هؤلاء أناس يعيشون في كوكب آخر؛ لا تحركهم أية مشاعر سيادية لا تجاه التهديدات بالتدمير والتفجير، ولا حتى تهديد البلد بكينونته ووجوده كدولة".
لا بدّ من استيضاح الموفد الأميركي
من جهته استغرب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم صمت وزير الخارجية اللبناني حيال "ما أطلقه الموفد الأميركي من مواقف متعددة، وخاصة موقفه الأخير الذي يتعلق بوجودية لبنان كدولة ووطن، وقال: "كأنَّ هناك من يملي علينا في وطننا كيف تكون خارطة وجود هذا الكيان".
هاشم وفي حديث لـ"العهد" قال: "لا يمكن تحت أي مبرر أن يلوذ بعض أهل الحكم بالصمت والسكوت عن هذه المواقف والتصريحات التي لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام"، معربًا عن اعتقاده بأن ما أدلى به برّاك "ليست مجرد زلة لسان، وإنما ينمّ عن كثير مما يُحاك لوطننا وحتى للمنطقة بشكل عام".
ورأى أن الموقف الأميركي هذا "يعني أن هناك نوايا خبيثة تأخذ المنطقة إلى مكان آخر ورؤية أخرى مختلفة، وهذا ما يستدعي مواقف واضحة وحاسمة من المسؤولين المعنيين بشكل موحد، وإن كانت وزارة الخارجية هي المعنية بالدرجة الأولى على مستوى الحكومة، لكن مع الأسف هذا الوزير (رجي) لا ينبس ببنت شفة إزاء هذه المواقف التي وصلت إلى هذا المستوى الذي يمكن أن يصب في خانة الصمت المريب".
وقال: "لا نعرف أين يأخذنا مثل هذا السكوت عن هذه المواقف المريبة والمستغربة التي تستدعي صوتًا صارخًا وموقفًا واضحًا إزاء هذه المواقف التي تستهدف وطننا"، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية والمسؤول الأول فيها دأبا في الآونة الأخيرة على "إعطاء مواقف ملتبسة في بعض الأحيان، والصمت المريب في أحيان أخرى إزاء ما يطرح من أفكار ومواقف".
ولفت إلى أن "المطلوب اليوم مواقف واضحة وصريحة لا لبس فيها ولا بدّ أن يكون هناك موقف لمطالبة الموفد الأميركي بأن يكشف نواياه وليس فقط أن يكون موقفه ملتبسًا، بل يعبر بشكل صريح عن رؤية الدولة التي يمثل وما هي الأسباب التي دفعته لمثل هذا الطرح وما هي النوايا التي تختبئ وراءه".