لبنان

مرة جديدة، يأتي تحرّك وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي متأخرًا، على وقع التطورات الأمنية في الجنوب ووسط تصاعد الخروقات "الإسرائيلية"، ليُدلي بمواقف بدت أشبه بـ"رفع العتب" أكثر منها مبادرة فعلية في الدفاع عن السيادة اللبنانية.
وخلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الخامس بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي للمتوسط المنعقد في بروكسيل، كرّر رجي عبارات الالتزام ببسط السيادة والدعوة لدعم الجيش، لكنّه لم يقدّم أي طرح فعلي أو تحرّك عملي يوازي حجم الخطر المحدق بالجنوب والبقاع. والأخطر، أنّ بياناته الصادرة عنه غالبًا ما تأتي بعد الاعتداءات والتصعيد "الإسرائيلييْن"، ما يطرح تساؤلات جدية حول غياب الاستباقية وفعالية التحرك الديبلوماسي اللبناني، الذي يبدو محصورًا في المناسبات والمؤتمرات.
رجي الذي تحدث عن ضرورة دعم الجيش لم يأتِ على ذكر سياسة الدولة الغائبة عن الرد على الاحتلال المستمر لخمس تلال إستراتيجية، ولا عن الخروقات اليومية للطائرات المسيّرة ولا عن الشهداء الذين يرتقون بشكل شبه يومي جرّاء صواريخ العدو. كما إنّ حديثه عن النزوح السوري بقي في دائرة المطالبة "المعهودة"، من دون ضغط حقيقي على المجتمع الدولي.