اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي حزب الله لطلاب الثانوية العامة: أثبتم أن إرادة الحياة والعلم أقوى من التهديد والعدوان

خاص العهد

عن الحرف الأول للمقاومة
خاص العهد

عن الحرف الأول للمقاومة

​​​​​​​الحرف الأول.. الأربعاء
123

في زمن كان فيه الحرف سلاحًا، أبصرت جريدة "العهد" النور. لم تكن انطلاقتها سهلة، وهي انطلاقة تُشبه ظروف بداية الثمانينيات. غرفة التحرير أشبه بـ"كراج" سيارة على الطريق العام، أما فريق العمل فلم يتجاوز أربعة أفراد. في 18 حزيران الماضي، أكملت عامها الواحد بعد الأربعين بثوب موقعها الإلكتروني الذي انطلق بحلة جديدة قبل أيام.

أعوام شكّلت فيها كلمة المقاومة الأولى الرأي العام والوعي الجماعي. لم تكن "العهد" مجرد صحيفة تُقرأ، بل كانت أحد معالم المنزل، وجزءًا من الطفولة. كُثر كانوا ينتظرونها كل يوم جمعة، لتحلّ ضيفة عليهم، حتى ارتبط هذا اليوم باسمها. تنقل للأجيال صوت الجبهة، تُعرّفهم على ملامح القادة، تُنمّي فكرهم السياسي والاجتماعي والديني، وتُعلّمهم أن الكلمة أيضًا مقاومة.

وفي محاولةٍ لاستعادة التاريخ، ولتوثيق مسيرة إعلامية واكبت مسيرة المقاومة منذ انطلاقتها، أعدّت وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله فيلمًا وثائقيًا، جمعت فيه شهادات من 26 شخصية. نستحضر في هذا المقال القليل منها، وكان لكلّ شخصية دورٌ مباشر أو رؤية خاصة تجاه الجريدة الرسمية لحزب الله. هؤلاء الأشخاص، من رؤساء تحرير ومسؤولين وموظفين وكتّاب وقرّاء حتى، تحدّثوا عن ولادة الجريدة في ظروف استثنائية، والتحديات التي رافقتها، والرسالة التي انطلقت لأجلها، لتتحوّل إلى ذاكرة المقاومة وتاريخها.

ولم يكن وثائقي "الحرف الأول" مجرد رصدٍ تقني لتاريخ صحيفة، بل أشبه برحلةٍ في الذاكرة الجماعية لحركة إعلامية وثقافية ولدت من رحم المقاومة؛ كبُرت معها، ووثّقت عملياتها، وقدّمت فكرها وعقيدتها للناس، فكانت صلة الوصل بين القيادة والبيئة. رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، الشيخ محمد يزبك، يتحدّث عن البدايات الأولى عندما كانت الجريدة لا تزال فكرة، ولماذا سُمّيت بـ"العهد". إحدى الشهادات أتت على لسان الشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين قبيل استشهاده بفترة قليلة، تحدّث فيها عن "العهد" بصفته قارئًا دائمًا، واستذكر كيف كان ينتظر الجريدة عندما كان في قم المقدسة بشوق، ويقرأها بشغف.

الشهادة التي أدلى بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب الحاج محمد رعد، حول جريدة "العهد" لا تُشبه أي شهادة أخرى. يسرد الحاج الذي كان أول رئيس تحرير للجريدة، تجربته. يتحدّث بلسان قلبه ووجدانه، فيسرد الحكاية بتفاعل كبير، كأنّه اليوم الأول لتولِّيه المهمة. ما زالت الذكريات عالقة في حنايا القلب، وتسكن التفاصيل الذاكرة. يتلألأ الدمع في عينيه شوقًا لتلك الحقبة، حيث كانت الكلمة تُكتب بمداد الدم، وتُوزَّع على الأرصفة بحماسة الإيمان. وفق الحاج رعد، أطلت مجموعة مهمة من كوادر حزب الله على "العهد" بكتابة مقال أو موقف أو خاطرة، فـ"العهد" كانت معهد تدريب للمهنيين الإعلاميين والسياسيين الذين واكبوا هذه المسيرة.

عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن فضل الله، يصف الجريدة بـ"حافظة ذاكرة المقاومة الإسلامية"، وهو رأي يتكامل مع ما يقوله النائب علي فياض الذي يصفها بـ"أرشيف المقاومة". زميلهما النائب حسن عز الدين يرى في الجريدة، المحفورة في "الوجدان والروح"، أكثر من صحيفة ورقية مطبوعة، فهي تاريخ ممتد منذ بدايات الحركة الجهادية إلى اليوم. إنها الحرف الأول في مسيرة المقاومة، وفق ما يُعبّر الدكتور حسين رحال الذي تولى رئاسة تحرير الجريدة في فترات عدّة.

ما كُتب أعلاه ليس إلا ومضات قليلة جدًا من ذاكرة واسعة، فما زال في جعبة الشهود الكثير من الشهادات، نتركها لتبوح بها العدسة، بصوت من عاش التجربة لا من رواها. شهادات صادقة قُصّت، على مدى ساعات طويلة. رواية "العهد" التي ستُقدَّم خلاصتها في 56 دقيقة، تنوّعت فيها الآراء والشهادات، ومنها شهادات لمسؤولين، وموزعين، وخطاط، ومصورين وكُتّاب؛ جميعهم رووا تجربة وسيلة إعلامية واكبت حقبات المقاومة المشرّفة، منذ أن كانت جريدة، إلى أن أضحت موقعًا إلكترونيًا يصل إلى مختلف أنحاء العالم، ما يجعل استعادة الماضي إسهامًا أساسيًّا في حفظ ما هو أكثر من تاريخ... إنه حفظ للهوية، وفيض من الذاكرة التي ستبوح ببعضٍ من حكاياتها في فيلم "الحرف الأول".

فيلم "الحرف الأول" يُعرض عند التاسعة والنصف من مساء الأربعاء (16 تموز 2025) على قناة "المنار".

الكلمات المفتاحية
مشاركة