تحقيقات ومقابلات

الرئيس لحود يُعايد اللبنانيين عبر "العهد" بانتصار تموز: شعلة المقاومة مستمرّة
الرئيس لحود: يجري التفاوض على سلاح المقاومة فهل الحلّ أن نسلّم قوّة الردع كاملةً ليقضي العدوّ على لبنان؟
في كل عام تُطلّ فيه علينا ذكرى تموز 2006، سرعان ما يتبادر إلى الذهن اسم رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود. في تلك المرحلة، كان قصر بعبدا يحتضن رئيسًا لم يتزحزح عن ثوابته الوطنية. بقي كالجبل الشامخ في وجه الضغوط الدولية والإقليمية. كان يُدرك منذ اللحظة الأولى أن خيار المقاومة هو الخيار الوطني الوحيد الذي يحمي لبنان، أما الاستسلام فلا وجود له في قاموس الشرفاء.
في تلك الأيام الصعبة، اتخذ لحود مواقف حاسمة، وهو المتيقّن منذ البداية أن لبنان سينتصر. كرسيّ الرئاسة لم يُغْره يومًا، ولم يرَ فيه سوى وسيلة لخدمة لبنان الوطن، حتى بات نموذجًا يستحق أن يُدرَّس لكل من يريد تولّي مناصب سياسية في لبنان. رفض الرضوخ للابتزاز السياسي والدبلوماسي، وحوّل قصر بعبدا إلى خليّة نحل، ووقف بصلابة إلى جانب الجيش والشعب والمقاومة، فكان الانتصار الإلهي في آب 2006.
وفي الذكرى الـ19 لانتصار تموز، يتوجّه الرئيس لحود عبر موقع "العهد الإخباري" بالمعايدة إلى الشعب اللبناني في هذا الانتصار الذي شكّل سابقةً في تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي، بعد انتصار التحرير في العام 2000، بفضل رجال المقاومة الذين صمدوا أيضًا في وجه العدوّ في الحرب الأخيرة وسطّروا بطولاتٍ تاريخيّة. وفق قناعات الرئيس لحود، لهذه الذكرى في هذا العام بالتحديد أبعادٌ إضافية، إذ إنّ المشهد في لبنان والمنطقة أظهر أنّه لا رادع لهذا العدو، ولو لم يكن لبنان في العام 2006، كما في العام 2024، جاهزًا للمواجهة، لكان لقمةً سائغة للعدوّ.
ويضيف الرئيس لحود: "في هذه اللحظة التي نستذكر فيها هذا الانتصار، يجري التفاوض على سلاح المقاومة، فهل يجوز ذلك بينما نرى أنّ العدو لم ينفّذ أيّ بندٍ من الاتفاق الذي وقّعه منذ أشهر، وهو يستبيح السيادة يوميًّا؟ فهل الحلّ هو أن نسلّمه قوّة الردع كاملةً ليقضي على لبنان، كما يفعل في غزة، التي يقدّم أهلها أيضًا نموذجًا في الصمود؟"
ويشدّد لحود على "أنّنا في هذا العام أيضًا يجب أن نتذكّر أننا وصلنا إلى الانتصار في حرب تموز من خلال المعادلة الذهبية التي أرسيناها في قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وهي ستبقى صالحة اليوم وغدًا، ونقصد بها تلاحم الشعب والجيش والمقاومة لحماية لبنان، في وقتٍ نشهد فيه اليوم مشاريع تقسيمية في لبنان عبر ضمّ أجزاء منه إلى دول أخرى، وهي من أسوأ المؤامرات التي تُحاك ضدّ وطننا منذ عقود، مع فارق أنّها باتت مكشوفة وعلنيّة".
ولا ينسى الرئيس لحود سيّد شهداء الأمّة، الشهيد الأسمى السيّد حسن نصر الله، فهو رفيق الدرب في الكثير من المحطّات، يقول فخامته: "في هذا العام أيضًا يحمل الاحتفال بذكرى الانتصار معنى مختلفًا، إذ هي المرّة الأولى التي تحلّ فيها هذه الذكرى بينما يحضر معنا الشهيد السيّد حسن نصر الله بالروح، لذا من واجبنا أن نؤكّد أنّ شعلة المقاومة مستمرّة مع قيادتها، ومع شبابها الذين أثبتوا أنّ قوّتهم ليست بسلاحهم، بل بإيمانهم وعزيمتهم، وهم ما بخلوا مرّةً في تقديم أرواحهم من أجل الدفاع عن أرضهم".
ويختم الرئيس لحود كلامه بالقول: "يجب أن تكون هذه الذكرى لحظة تأمّل في دور المقاومة، الذي لم يكن فقط رادعًا للعدوّ كما حصل في العامين 2006 و2024، بل أيضًا لحماية لبنان من المشاريع الطائفية والمذهبية التي نرى نتائجها في الإقليم. وهذا الأمر لا يقتصر على العمل المسلّح، بل يشمل أيضًا السياسة، عبر العمل على إقرار قانون انتخاب يعتمد لبنان دائرةً انتخابيةً واحدة، ليكون لبنان واحدًا فعلًا، فيتراجع الخطاب الطائفي لصالح الخطاب الوطني، إذ ثبت أن قانون الانتخاب، الذي تُناقَش مسوداته اليوم، هو المدخل للتجديد في الطبقة السياسية ولِبناء وطنٍ أفضل".