اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "الحملة الأهلية": السبت نستقبل جورج عبد الله في المطار ونعتصم في بيروت تضامنًا مع غزة

خاص العهد

عملية دهس بطولية تُربك الاحتلال وتُجدِّد وهج المقاومة في الضفة
خاص العهد

عملية دهس بطولية تُربك الاحتلال وتُجدِّد وهج المقاومة في الضفة

164

في مشهد يعكس تصاعد وتيرة العمليات الفدائية في الكيان الصهيوني، أُصيب صباح اليوم الخميس 24 تموز/ يوليو تسعة صهاينة، بينهم عدد من جنود الاحتلال، في عملية دهس نوعية نُفذت قرب كفار يونا، شمال مدينة نتانيا وسط فلسطين المحتلة.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام العدو، فقد اقتحمت مركبة موقفًا للحافلات كان يتجمع فيه جنود صهاينة على الطريق رقم 57، قبل أن ينسحب المنفذ من المكان، في خطوة أربكت المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية.

عملية الدهس التي وصفها إعلام العدو بـ "المباغتة"، دفعت شرطة العدو إلى إطلاق حملة تمشيط واسعة شملت وحدات خاصة ومروحيات عسكرية وكلابًا بوليسية، بالتوازي مع تفعيل فرق الطوارئ في المستوطنات المجاورة، وسط حالة من الإرباك والقلق داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية.

وفيما أُعلن في البداية عن إصابة ثمانية جنود، أكدت المعطيات لاحقًا أن عدد المصابين ارتفع إلى تسعة، وُصفت حالة بعضهم بالمتوسطة، ما يؤشر إلى أن منفذ العملية نجح في إحداث اختراق ميداني في واحدة من أكثر المناطق حراسة وانتشارًا للقوات الصهيونية.

حماس: العملية رد مشروع على المجازر في غزة والضفة.. ولن تُخمد جذوة المقاومة

في هذا السياق، رأى عضو القيادة السياسية لحركة حماس بسام خلف، أن العملية البطولية التي نُفذت صباح اليوم قرب مفترق بيت ليد غرب طولكرم "رد طبيعي ومشروع على الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق [الشعب الفلسطيني] في غزة والضفة الغربية، من مجازر إبادة وتجويع وقتل وتدمير".

وفي تصريح لموقع العهد الإخباري قال خلف إن: "هذه العملية تأتي أولًا وأساسًا ردًّا على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في قطاع غزة، حيث يشن حرب إبادة حقيقية تستهدف الإنسان والحجر وكل مقومات الحياة، إلى جانب القرارات السياسية الصهيونية الأخيرة التي اتخذها الكنيست لتكريس الضم واعتبار الضفة الغربية جزءًا لا يتجزأ ممَّا يُسمى بالدولة الصهيونية".

وأضاف: "العملية تأتي أيضًا بعد أن ارتكب الاحتلال خلال 48 ساعة فقط مجازر بحق أطفالنا في الضفة، كان آخرها قتل أربعة فتية بدمٍ بارد، من بينهم الشهيدان أحمد علي أسعد عشيرة (15 عامًا)، ومحمد خالد عليان عيسى (17 عامًا) في بلدة الخضر قرب بيت لحم".

وأشار خلف إلى أن "ما حدث اليوم هو أضعف الإيمان، ويأتي رغم التضييق الأمني الهائل الذي تفرضه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال، ورغم القبضة الأمنية الصهيونية المفروضة على الضفة المحتلة"، موضحًا أن "هذه العملية تثبت مجددًا أن التنسيق الأمني فشل فشلاً ذريعًا، كما أن أجهزة استخبارات العدو أخفقت في منع هذه العمليات النوعية".

وتابع قائلاً: إن "رد الفعل "الإسرائيلي" المتوقع كإغلاق الحواجز وتشديد الخناق على أبناء شعبنا لن يثنينا عن المضي في طريق المقاومة، بل سيزيد من قناعة شعبنا بأن الكيان لا يفهم إلا لغة القوة، وأن استمرار الاحتلال سيقابل بمزيد من العمليات".

ولفت إلى أن "الاحتلال الصهيوني حاول التخفيف من وقع العملية عبر الإيحاء بأن الإصابات طفيفة، ولكن سواء صحت هذه الادعاءات أم لم تصح، فالمغزى واضح: هناك رسالة ميدانية من أبناء [الشعب الفلسطيني] في الضفة تقول، إن المقاومة مستمرة، وإن كل محاولات خنقها وتطويقها ستفشل".

وأردف خلف قائلاً: "نحن في حركة حماس نرى أن هذه العمليات، سواء كانت فردية أو منظمة، هي تعبير طبيعي عن الرفض الشعبي العارم للاحتلال والضم والتهجير، وهي رسالة بأن الضفة ما زالت تخبئ الكثير، وأن القادم أعظم".

وختم خلف تصريحه بالتأكيد على أن "العدو الصهيوني يجب أن يتوقع المزيد من الضربات، كما يتلقى دروسًا يومية في الصمود والمقاومة في غزة، فإن الضفة ستظل على العهد، ولن تستكين حتى تحرير كل شبر من فلسطين، كل فلسطين".

الجهاد الإسلامي: الجنود والمستوطنون أهداف مشروعة.. وشعبنا لن يستكين حتى التحرير الكامل

بدوره، أكَّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محفوظ منوَّر، أنَّ عملية الدهس البطولية التي نُفذت اليوم في الضفة الغربية تأتي في سياق الردّ الطبيعي على العدوان الصهيوني المتصاعد، سواء في قطاع غزة حيث تُرتكب المجازر بحق المدنيين، أو في الضفة الغربية التي تشهد عمليات قتل يومية بحق الأطفال والشباب، وسط صمت دولي وتواطؤ واضح.

وفي تصريح خاص لموقع العهد، شدّد منوّر على أنّ العدو الصهيوني، وكعادته عقب كل عملية فدائية، يهرع إلى إغلاق المناطق ونشر قواته في محاولة يائسة للوصول إلى المنفذين، بعد أن يعجز عن إحباط العملية قبل وقوعها، مؤكدًا أن هذا الاستنفار ليس إلا محاولة لطمأنة المستوطنين والجمهور الصهيوني، عبر استعراضات أمنية تشمل الطائرات المروحية والوحدات الخاصة والكلاب البوليسية.

وأوضح منوّر أن "هذا النوع من العمليات، رغم خطورته، يُشكّل صدمة معنوية كبيرة للمستوطنين، ويفضح زيف الشعور بالأمان الذي يحاول الاحتلال ترسيخه في وعي جمهوره"، مذكّرًا بما جرى خلال هبّة القدس حين وصل الرعب بالمستوطنين إلى حد الاستعانة بجيرانهم الفلسطينيين لقضاء حاجاتهم اليومية خشية الخروج من منازلهم.

وأضاف: "اليوم، الضفة الغربية التي تمارس فيها قوات الاحتلال والمستوطنون العبث والإرهاب، تتحوّل إلى ساحة مفتوحة للمقاومة، وهي فرصة لكل من يستطيع أن يوجّه ضربات موجعة لهذا العدو الذي لا يتورع عن ارتكاب الجرائم بحق أرضنا وأهلنا".

وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي: إن "هذه العمليات هي تجلٍّ حيّ لحق الدفاع عن النفس؛ لأن الجنود والمستوطنين هم من يحتلون أرضنا، ولنا كل الحق في مقاومتهم بكل الوسائل المتاحة"، مضيفًا: "نحن لا نبحث عن الجنود، إنما هم من يأتون إلينا مدججين بالسلاح، وجاهزون للقتل، ومن حقنا أن نردّ عليهم بمثل ما يفعلون".

ودعا منوّر الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى مواصلة الطريق، والاستفادة من تجارب العمليات السابقة التي أثبتت فاعليتها وتأثيرها الكبير، مؤكدًا أن المقاومة ليست خيارًا بل واجبًا، وأن استخدام الحجر، السكين، العصى أو السلاح، هو أقلّ ما يمكن أن يُقدَّم في معركة الدفاع عن الأرض والهوية والكرامة.

وأشار إلى أن الاحتلال يدرك جيدًا حجم التأثير النفسي لمثل هذه العمليات على المستوطنين، خصوصًا مع تغوّل المشروع الاستيطاني الذي يحظى بحماية من جيش الاحتلال، وأن "هذه العمليات ترسل رسالة واضحة: أنْ لا أحد من هؤلاء سيشعر بالأمان طالما هناك شعب يرفض الخضوع ويصرّ على المواجهة".

وتابع منوّر: "في ظل الانتشار الواسع لعشرات الآلاف من جنود الاحتلال والمستوطنين المسلحين، وهو ما يشكل جيشًا ثانيًا داخل الأرض المحتلة، فإن تمكّن شاب فلسطيني، أو أكثر، من تنفيذ هذه العملية يُعدّ إنجازًا بحد ذاته، ويؤكد أن العدو لا يستطيع السيطرة الكاملة كما يدّعي".

وحيّا القيادي في الجهاد الإسلامي، منفذي العملية، مؤكدًا أن "العمليات الفدائية تُعتبر الرد الطبيعي والمنطقي من الشباب الفلسطيني على كل المجازر والاعتداءات التي تُرتكب يوميًا، سواء في غزة المحاصرة أو في الضفة الصامدة"، معبّرًا عن فخره بكل مقاوم اختار الميدان رغم معرفته المسبقة بالمخاطر، ومُذكّرًا بأن "الشهادة في سبيل الله والأرض ليست خسارة، بل فوز عظيم".

وختم منوّر تصريحه بالتأكيد على أن حركة الجهاد الإسلامي تبارك هذه العملية البطولية، وتدعو أبناء الشعب الفلسطيني في كل نقاط الاشتباك إلى الدفاع عن أنفسهم، والوقوف إلى جانب أهلهم في قطاع غزة، مؤكدًا أن "هذا هو الموقف الطبيعي لشباب فلسطين أينما كانوا، في مواجهة كيان غاصب لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة