إيران

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 26 تموز/يوليو 2025 ببيان آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الذي صدر يوم أمس بمناسبة مرور أربعين يومًا على ارتقاء القادة الشهداء في بداية الحرب الأخيرة.
كما اهتمت بانعكاسات الحرب الأخيرة على الداخل الإيراني وغير ذلك من الملفات مثل تدهور الأوضاع السورية الداخلية وانفلات وحدة سورية من يد الحكم الجديد.
تكاليف الشعب
بداية، مع صحيفة "رسالت" التي كتبت: "على الرغم من أن الحرب استمرت 12 يومًا، إلا أن عواقبها ستبقى في أذهان الشعب لسنوات. لقد جاء العدوّ ليحرق الأمل ويطفئ حياة الأمة بالنار والحديد. لكن البلاد لم تُهزم، بل منحت أيضًا حياة جديدة للجبهة الصحيحة.
وتابعت "الآن، في ذكرى أربعين شهداء اليوم الأول من الحرب، لم تعد رسالة قائد الثورة مجرد تحليل؛ بل كانت بيانًا إستراتيجيًا لمستقبل الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة".
في هذه الرسالة، تم تحديد سبع مهام؛ ليس فقط للمؤسسات، ولكن لتاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا.
1. الوحدة، شرط أساسي للبقاء، قال قائد الثورة في بيانه إن الحفاظ على الوحدة الوطنية واجب كلّ واحد منا. أي أنه في هذه الأيام، حتّى صمتنا أو كلماتنا يمكن أن تعزز الوحدة أو تمزقها. في عصر الهجمات المشتركة، في عصر الحرب الإدراكية، نحن جميعًا - دون استثناء - جزء من فيلق الدفاع عن التضامن الوطني. لم تعد الوحدة توصية أخلاقية؛ إنها ضمان إستراتيجي لبقاء إيران والإسلام.
2. التقدم العلمي، سلاح، وقال قائد الثورة بحزم، إنّ التسريع الضروري في تقدّم العلم والتكنولوجيا في جميع القطاعات هو واجب النخبة العلمية في معركة اليوم، ليست الطائرات والصواريخ سوى جزءٍ من العناصر الحاسمة. تعتمد القوى العظمى على نخبها، لا على الجيوش فحسب. وإن لم نبق على حافة المعرفة، فقد خسرنا الغد. يجب أن يكون كلّ مختبر، وكلّ شركة ناشئة، وكلّ بحث أكاديمي حصنًا منيعًا في خدمة أمن الوطن وكرامته.
3. وظيفة سلاح الإعلام [...] كاتب اليوم مسؤول ليس فقط أمام جمهوره، بل أيضًا أمام دماء الشهداء وعيون أمهاتهم.
4. [...] الاستقلال الوطني، فمن واجب القادة العسكريين تسليح البلاد بشكل متزايد بوسائل حماية الأمن القومي والاستقلال، ولكن ليس القادة العسكريين فقط؛ علينا جميعًا أن نؤدي دورنا في تعزيز الردع والاستقلال. الاستقلال ليس مجرد شعار. يجب أن يكون ملموسًا، في الإنتاج، في الفكر، في البرمجيات، في القوّة العسكرية، وفي عدم الاعتماد على الأجانب.
5. الجدية والمتابعة وإنجاز عمل البلاد واجب على جميع الأجهزة التنفيذية المسؤولة، لا عدو، مثل عدم الكفاءة الداخلية، الناس في الميدان يراقبون النتيجة. أي جهاز تنفيذي يتخلف عن الشعب سيتخلف في قطار الثورة. لم تعد الإدارة الجهادية خيارًا؛ بل ضرورة.
6. إن التبليغ المعنوي وإضاءة القلوب، ونصح الناس بالصبر والسكينة والثبات من واجبات رجال الدين، في أوقات القلق والشك، يجب تحرير القلوب من القلق، لا بالوعود الفارغة، بل بذكر الله وبيان الحق. إذا لم يكن لدى الناس روحانية، فلن يرتاحوا حتّى مع الخبز. دور رجال الدين في استقرار الجبهة الداخلية حيوي.
7. الشغف والذكاء وشعلة الشباب؛ هي ذخيرة الثورة، إن الحفاظ على الحماسة والوعي الثوري واجبٌ علينا جميعًا، وخاصةً الشباب.
[...] في هذه الفقرات السبع مجرد رسالة؛ بل هي خارطة طريق، وأمرٌ بالتحرك، وثقة الشهداء بين أيدينا.
وإذا سألنا: ماذا سينتج عن هذه الدماء المتدفقة؟ يجب أن نقول: إذا التزمنا بواجبنا، فمن هذه الأيام الاثني عشر، يمكن بناء اثنا عشر قرنًا من النور؛ وإلا، فسنغرق أنفسنا في بحر دماء الشهداء".
الجولاني بلا جنوب
هذا؛ وكتبت صحيفة "وطن أمروز": "أدى اتفاقٌ توسطت فيه الولايات المتحدة بين نظام الاحتلال الصهيوني والحكومة السورية إلى انسحاب السويداء من سيطرة دمشق ونزع سلاح درعا والقنيطرة. وبموجب الاتفاق بين النظام وحكومة الجولاني، والذي توسطت فيه الولايات المتحدة، يُحظر دخول أي مؤسسة أو منظمة تابعة للحكومة السورية المركزية إلى محافظة السويداء، ويُعتبر هذا البند، باعتباره أحد أهم بنود الاتفاق، بمثابة الانسحاب الكامل للسويداء من دائرة نفوذ دمشق؛ مع استمرار السماح للمنظمات التابعة للأمم المتحدة بالعمل في هذه المنطقة.
وتابعت "ووفقًا لبنود هذا الاتفاق، سيُشرف الولايات المتحدة مباشرةً على ملف إدارة المناطق الجنوبية من سورية، وخاصة محافظة السويداء، وقد تعهدت واشنطن بمتابعة التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق. وفي إطار هذا الاتفاق، أُمرت قوات العشائر ووحدات الأمن العام بالانسحاب من القرى الدرزية".
وأضافت "وأُسندت مسؤولية تطهير هذه المناطق من وجود هذه القوات إلى الجماعات الدرزية المحلية لضمان عدم بقاء أي قوات عشائرية أو متمردة فيها. ولتنظيم الشؤون الإدارية والخدمية، سيتم تشكيل مجالس محلية من سكان السويداء الأصليين، تكون مسؤولة عن تقديم الخدمات للسكان. إضافةً إلى هذه التطورات، سيتم تشكيل لجنة خاصة لتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان وتوثيقها، وستُرفع تقاريرها مباشرةً إلى الجانب الأميركي".
وتابعت "كما بدأت قوات حكومة الجولاني انسحابها من السويداء بعد هذا الاتفاق. وأعلنت وزارة دفاع الثوار في دمشق انتهاء مهمّة الجيش في ملاحقة الجماعات غير الشرعية. في المقابل، أكد قادة الدروز أن الطائفة الدرزية وطنية تمامًا وترفض أي تقسيم أو انفصال، وشددوا على الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سورية".
وأردفت "ويتعلق جزء آخر من الاتفاق بمنطقتي القنيطرة ودرعا؛ حيث تقرر جمع جميع الأسلحة من هاتين المنطقتين وتشكيل لجان أمنية محلية من سكانهما. لن تحمل هذه اللجان أسلحة، بل ستؤدي دورًا إشرافيًا فقط. يأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي صرّح فيه بنيامين نتنياهو أمس، مدّعيًا أنه لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث لإخواننا في السويداء بسورية".
[...] توقع المحللون أن تدمير البنية التحتية العسكرية السورية في الأيام الأولى لسقوط دمشق على يد النظام الصهيوني، وقضايا أخرى مثل تطرف قوات الجولاني وعدم وجود قوات سورية محلية في جماعة تحرير الشام للسيطرة على جميع أنحاء سورية، إلى جانب عوامل مثل التدخل العسكري والسياسي لتركيا وقطر ونظام الاحتلال والولايات المتحدة في هذا البلد، سيؤدي إلى التفكك التدريجي وتدمير سورية الموحدة؛ وهو مشروع تم تحديده بما يتماشى مع المصالح الاقتصادية والممرية للنظام الصهيوني والولايات المتحدة".
ضرورة تغيير بعض الأساليب
بدورها، كتبت صحيفة "إيران": "باختصار، كرّر مسعود بزشكيان في كلمته خلال اجتماعه مع أعضاء جبهة الإصلاحيين التأكيد على ضرورة تعزيز التماسك الاجتماعي وتحسين العلاقة بين الحكومة والشعب. وقد برزت صحة مواقف بزشكيان والأثر الإيجابي للتماسك الوطني في حرب الاثني عشر يومًا والعدوان العسكري "الإسرائيلي" على بلدنا بموضوعية تامة. وأصبح نشاط النشطاء السياسيين والاجتماعيين والثقافيين، إلى جانب مختلف شرائح الشعب، ركيزة أساسية للنظام السياسي في مواجهة الحرب النفسية التي شنها المغرضون والساعون إلى الدمار".
ولفتت إلى أنّ"قوة الشعب التي ظهرت في الميدان شكّلت جرس إنذار لبعض الحركات السياسية والشخصيات والمسؤولين، ليتساءلوا عن سبب إهمالهم لهذه القضية في السنوات الماضية أو عدم بذلهم الجهود اللازمة لتمهيد الطريق للمشاركة الشعبية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية".
وختم "يقع على عاتق المفكرين والخبراء والمختصين في مختلف المجالات مناقشة هذه المسألة المهمّة المتعلّقة بتغيير بعض المناهج، وذلك لاستخلاص مبادئ توجيهية من هذه المناقشات وتفاعل الأفكار لتقديمها إلى صانعي القرار".