اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي طلب لعقد جلسة برلمانية طارئة.. أمهات الجنود الصهاينة: "أولادنا ليسوا وقودًا للمدافع"

عين على العدو

ناحوم برنياع: كارثة كبيرة ونتنياهو اضطرّ الى الانصياع للمنظمات الدولية
عين على العدو

ناحوم برنياع: كارثة كبيرة ونتنياهو اضطرّ الى الانصياع للمنظمات الدولية

96

 قال المحلّل السياسي، في موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ناحوم برنياع: "في متاجر الأدوات المنزلية في الولايات المتحدة، توجد لافتة تحذير لا تحتمل التأويل: "إذا كسرتها، تصبح ملكك"، وفيما يتعلق بغزة، فإن هذا التحذير كان حاضرًا أمام أعين متخذي القرار منذ السابع من أكتوبر: إذا دمرت غزة فهي ملكك. غانتس وآيزنكوت يتهكّمان بين الحين والآخر على نتنياهو لأنه خشي الدخول بعملية برية في القطاع مباشرة بعد العملية. هما دفعا وهو أجّل. وبالنظر إلى الوراء، يمكن تفهُّم تلك المخاوف بدرجة أكبر".

وأضاف: "في غضون أسابيع، انجرف نتنياهو إلى الطرف المتطرف الآخر: ليس فقط دخول بري بل دخول بري حتى "النصر المطلق"، ليس فقط القضاء على البنية العسكرية لحماس بل إبادة حماس حتى النفق الأخير، حتى آخر مقاتل"، مشيرًا إلى أنّه "في قيادة الجيش كانوا يعلمون أن هذه أهداف غير قابلة للتحقيق، لا ضمن جدول زمني يتماشى مع التوقعات، ولا بثمن معقول، ولا حين تكون حياة عشرات الأسرى معلقة بخيط".

وأردف برنياع: "الجيش يسير على روتينه: في قيادة المنطقة الجنوبية في بئر السبع، جلس ضباط برتب عالية وصاغوا الخطط؛ الفرق دخلت والفرق خرجت. كل جولة حظيت باسم بطولي خاص بها، وطموحاتها الخاصة بالنصر، رغم أن البحر بقي نفس البحر، والرمل هو نفسه، وغزة بقيت كما هي، والنتائج نفسها"، لافتًا إلى أنّه "على مدى 22 شهرًا مضت، وبين ما شاهدته مرارًا على الأرض، وما يخرج من هناك من أخبار مؤلمة يوميًا، أنا ممزق من الداخل: قلبي يتمنى نجاحًا مدوِّيًا، إنجازًا عسكريًا يُنهي هذه الملحمة المستمرة مرة وإلى الأبد، لكن عقلي يرى انعدام الجدوى، وضياع الطريق، والثمن الفادح".

وتابع: "بعد العملية، كان يجب ضرب حماس بكل القوة، حتى لو كان ذلك بثمن إصابة المدنيين. هذا ما اعتقدته حينها، وهذا ما أعتقده اليوم. لكن بعد عام -بل حتى قبل ذلك- كان يجب على الحكومة والجيش أن يفهما أن الوضع في غزة انقلب: الفائدة التي تُجنى من قتال خمس فرق -أكثر من عدد الجنود الذين هزموا الجيش المصري في حرب يوم الغفران- أصبحت ضئيلة إلى هامشية، والضرر من فقدان الجنود، والمكانة الدولية لـ"إسرائيل"، وإصابة المدنيين، يزداد سوءًا. حماس مذنبة، لكن "إسرائيل" مسؤولة".

وأشار برنياع إلى أنّ "الغالبية العظمى من الجنود في غزة لا يتواصلون مع المدنيين الغزيين، ولا حتى مع المقاتلين. هم لا يشاهدون معاناة الأطفال ولا صراخ النساء، ولا يرون مقاطع الفوضى. لكن الصور صعبة، والشهادات مروعة، حتى لو كان العالم سعيدًا برؤية أطفال يموتون من سوء التغذية في غزة، وحتى لو كانت بعض الشهادات جزئية، لم يكن ينبغي السماح لهذا الوضع بالاستمرار. فهو يخدم حماس فقط"، مضيفًا: "لقد ضُربنا بقسوة، وأكلنا الأسماك النتنة، وأصدقاؤنا في العالم يريدون طردنا من المدينة".

وواصل برنياع كلامه: "الكارثة كبيرة إلى درجة أن نتنياهو اضطر إلى طيّ الأعلام، إيقاف -على الأقل في ساعات النهار- العملية العسكرية التي أمر بها، الانصياع لمطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، واللجوء إلى إسقاط المساعدات الغذائية (الإسقاط الجوي يجلب كمية ضئيلة من الطعام لكنه يبدو جيدًا في الصور؛ زيادة عدد الشاحنات لها تأثير أكبر)، خوفًا من رد فعل غاضب من سموتريتش وبن غفير -توأميْ الجهل السياسي- استسلم نتنياهو في السر، كأجبن الجبناء".

ولفت برنياع إلى أنه "يمكن الجدال حول مدى مسؤولية نتنياهو عن الإخفاق في غلاف غزة صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لكن لا يمكن إعفاؤه من المسؤولية عمّا حدث بعد ذلك. لا يمكنه الادعاء أنه لم يُنبّه، أو أنه كان مصابًا باضطراب في المعدة، أو أن المستشارة القانونية قيدت يديه: غزة كلها مسؤوليته، لكن نتنياهو ليس وحده. تفكك الهجوم في غزة يجب أن يعلّم قيادة الجيش بعض الدروس: 

أولًا: ألا يُصغوا إلى أفكار غير مسؤولة، حتى لو صدرت من جنرالات مخضرمين مثل غيورا آيلاند، و"إسرائيل" لا يمكنها طرد السكان أو تجويعهم: أعتقد بأن آيلاند يدرك اليوم حجم خطئه.

ثانيًا: للجيش دور حيوي في الحوار مع المستوى السياسي. إذا كانت لدى رئيس الأركان تحفظات مهنية بشأن استمرار الحرب -وأعتقد أن لديه-كان عليه أن يناضل بشأنها في كل المنتديات".

وختم المحلل السياسي الصهيوني: "في بداية الحرب، في ممر إحدى القواعد العسكرية، سمعت جملة من ضابط احتياط مخضرم، يرتدي القلنسوة. هذه الجملة ترافقني منذ ذلك الحين: "السؤال الذي لا يقلقني هو كيف ستخرج حماس من الحرب، السؤال الذي يقلقني هو كيف سيخرج منها المجتمع "الإسرائيلي""".

الكلمات المفتاحية
مشاركة