في أعقاب التقارير التي تحدّثت عن مواجهة حادّة بين وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش ورئيس الأركان إيال زامير، هاجم خلالها سموتريتش زامير بلهجة قاسية وصلت الى حدّ قوله: "إننا نفتقد هيرتسي هاليفي"، عبّر القائد السابق لسلاح البحرية، اللواء احتياط إليعازر ماروم، عن رفضه لما وصفه بـ"الإساءة للمؤسسة العسكرية"، معتبرًا أن الحكومة حمّلت زامير أهدافًا غير واقعية في غزة.

وقال ماروم في مقابلة صباح اليوم الأربعاء مع إذاعة "103FM" "الإسرائيلية": "السجالات أمر مشروع جدًا في "الكابينت" وأيضًا في الحكومة. من الطبيعي أن تُطرح الأسئلة، وهذه أداة ضرورية، حتى في مجالس إدارة الشركات. لكن أن يتم التهجّم بهذه الطريقة على رئيس الأركان، والتحدّث معه بأسلوب غير محترم، فهذا يمسّ بالجيش ككل. عندما يتحوّل رئيس الأركان إلى كيس ملاكمة، فهذا أمر غير مقبول ويضرّ بروح الجيش وقادته وجنوده".

وأضاف ماروم: "الجميع ظنّ أن مجيء إيال زامير سيكون بمنزلة الخلاص، بعد هرتسي هاليفي الذي اعتُبر "دفاعيًا". لكن الحقيقة أن الجيش لم يتغيّر، والبرامج بقيت متشابهة. زامير لم يَعِد بشيء، لكن التوقّعات المُبالغ فيها، والرغبة السياسية في التخلّص من هاليفي، حمّلت زامير ما لا يستطيع الجيش تنفيذه، وهنا بدأ الانهيار. ومن الواضح أنه لم يتم الالتزام بأيّ جدول زمني منذ بداية الحرب، لأن الواقع دائمًا أكثر تعقيدًا".

وتابع ماروم قائلًا: "لقد وطئنا على لغم دعائي أعدّته حماس بإتقان. جُلبت "عربات جدعون"، وتم الحديث عن السيطرة على الأرض ونقل السكان. لكن دون سيطرة فعلية على العمق، لا يمكنك معرفة من يتسلّم طرود المساعدات. يوضع الطعام، ثم يندفع الناس لأخذه، دون أن تعرف من هم. هذا لا يختلف عمّا كان سابقًا، وبالتالي لم نُحقق شيئًا".

وأوضح ماروم: "ما جرى هو أن حماس جذبتنا إلى مفاوضات وركبت الموجة، وزرعت ألغامًا وعيّة (تأثيرية) انفجرت دفعة واحدة، ووجدنا أنفسنا في مشهد استعراضي داخل غزة. ولا أحد يسأل بوضوح: ما الذي نقوم به؟ ولماذا؟ وكيف؟".

وختم ماروم بالإشارة إلى غياب التنسيق، قائلًا: "الجهود العسكرية، الإنسانية، والسياسية–الإعلامية لا تعمل بتناغم. كل جهة تعمل بشكل منفصل، ولا يوجد أحد يطرح تصورًا لليوم التالي. هذا ما قاد إلى حالة من الذعر. برأيي، قضية الأسرى لم تعد مسألة أخلاقية فقط، بل أصبحت معضلة عسكرية".

الكلمات المفتاحية