إيران

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 31 تموز 2025، بالأحداث العالمية المرتبطة بالوضعين الأميركي والأوروبي، مع التركيز على الموجة العالمية المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني في حرب إبادته لغزة.
مأساة النرجسي
في هذا الصدد، قالت صحيفة إيران: "سواء شئنا أم أبينا، يظلّ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الشخصية الأهم في السياسة الأميركية لما يقرب من عقد من الزمان. وقد أتيحت لنا الفرصة الكافية الآن للحكم عليه، وقد اتضحت جليًا حقيقتان عنه. أولًا، قلّل من شأن جاذبيته السياسية منذ البداية، ومع مرور الوقت أصبح سياسيًا أكثر فعالية. فعلى الرغم من كذبه المتكرر ووعوده الكاذبة وإداناته الجنائية وجرائمه "الجنسية" واستعداده الواضح لثني أي قاعدة تعترض سبيل أجندته، فقد أعاد بناء الحزب الجمهوري بما يرضيه، مع أن في ولايته الأولى التي كانت ضعيفة للغاية، فاز بإعادة انتخابه للعام 2024. وهو الآن يحاول إحداث أكبر تحول جذري في تاريخ السياسة الأميركية: استيلاء استبدادي على السلطة بدأ يشق طريقه، وقد ينجح".
وتابعت: "ثانيًا، ما تعلمناه عن ترامب هو أنه سياسي سيء للغاية؛ يجمع بين الجهل والسلوك المتهور، وتفضيله الولاء على الكفاءة دفعه مرارًا وتكرارًا إلى اتخاذ قرارات حمقاء، ولقد كان أكثر نجاحًا في تركيز السلطة وتكديس الثروة الشخصية والضغط على الأهداف الضعيفة من تصميم وتنفيذ مبادرات بناءة تفيد الولايات المتحدة ككل".
وأردفت: "مع هذا المزيج من المهارة السياسية وعدم الكفاءة السياسية، الكارثة تختمر؛ لأن ترامب يمكن أن يستخدم كاريزمته ومكانته المؤاتية - سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس والمحكمة العليا التي كانت متعاطفة معه على الأقل- لحل العقد وعدم الكفاءة التي منعت الرؤساء الأخيرين من اتخاذ إجراءات لحل المشكلات الخطيرة للبلاد". ورأت أن الولايات المتحدة أفادت أيضًا من قدرتها على جذبِ ألمعِ عقول العالم والاحتفاظِ بها، والآن يُبدد ترامب هذه الميزة، إذ تتقدم الصين بالفعل على الولايات المتحدة في مجال البحث والتطوير، ويُنتج باحثوها المزيد من الاختراعات والأوراق العلمية، وقد أخذت زمام القيادة في بعضِ تقنيات المستقبل الرئيسة (السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة).
ولفتت الصحيفة إلى أنه ينبغي على ترامب أن يسعى إلى إصلاح وتعزيز الشراكات الاستراتيجية للولايات المتحدة، لا أن يُعامل الحلفاء كرعايا يُستغلون، وستؤدي سياسته الجمركية المتقلبة والقسرية إلى رفع الأسعار على المستهلكين الأميركيين وتقليص النمو الاقتصادي محليًا ودوليًا. كما أنها ستُضعف قدرة حلفاء الولايات المتحدة على الاستجابة لمطالب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي. وقالت :"إن افتعال المشكلات مع الدول الصديقة للولايات المتحدة، مثل الدنمارك وكندا وكوريا الجنوبية واليابان، ربما يكون من أكثر القرارات حماقةً التي اتخذها رئيسٌ أميركي على الإطلاق؛ قد تُصرّ هذه الدول على أسنانها وتستسلم لبعض مطالبه، لكنها لن تنظر إلى أميركا بالطريقة نفسها مرة أخرى، وستكون أقل ميلًا بكثير لاتباع نهج واشنطن أو الاستجابة لمطالبها المستقبلية".
استمرار الارتباك الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي
من جهتها، ذكرت صحيفة رسالت: "على الرغم من أن أنباء التقدم المحرز بين واشنطن وبروكسل في مفاوضات التعريفات الجمركية قد عززت إلى حد ما مناخ الثقة بالمستقبل بين جمهور أسواق رأس المال في دول منطقة اليورو، إلا أن انتقادات مضمون الاتفاق وغياب ضمانات إنفاذه لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على الأسواق المالية الأوروبية".
وأوضحت أنه: "من بين الانتقادات الموجهة للاتفاقية مضمونها، وفقًا لبنود الاتفاقية، ستخضع معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى السوق الأميركية لرسوم جمركية بنسبة 15%. إلا أن تفاصيل الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الأميركية إلى أوروبا لا تزال غير واضحة. بمعنى آخر، ستُعفى العديد من السلع الأوروبية من رسوم واشنطن الثابتة البالغة 15%، في الوقت نفسه، تحاول رئيسة المفوضية الأوروبية منع جمهور أسواق رأس المال من التركيز على الجوانب الغامضة والسلبية للاتفاقية".
وأشارت إلى أن: "أحد الأمور التي أدت إلى فشل الاتحاد الأوروبي، في محادثات التجارة الأخيرة مع الولايات المتحدة، هو ثقة ترامب في أن الأوروبيين لن يواجهوا حربه الجمركية بشكل جماعي. وكان رئيس المفوضية الأوروبية قد حذر سابقًا من أن المفوضية قد أعدت عدة قوائم من التدابير المضادة للتعريفات الأميركية، بقيمة إجمالية تبلغ 93 مليار دولار. ومع ذلك، بسبب الخلافات العميقة بين الدول الأعضاء، لم تنفذ أي من هذه التدابير، بينما أرادت فرنسا وإسبانيا التعامل بحزم مع واشنطن، أكدت ألمانيا وإيطاليا ضرورة التوصل إلى اتفاق على الفور".
وأكدت أن: "الاتفاقية الأخيرة كارثةٌ مقارنةً بما كان قائمًا قبل العام 2025، فقبل تولي دونالد ترامب السلطة، كانت سلع الاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة خاضعةً لرسوم جمركية بنسبة 4.8٪. ويبدو أن الاتفاقية الأخيرة ستشمل زيادةً بنسبة 10٪ في هذه الرسوم لتصل إلى 15٪. في المقابل، وستخضع السيارات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي، والتي تدخل السوق الأميركية اليوم برسوم جمركية بنسبة 27.5٪، لرسوم جمركية جديدة بنسبة 15٪".
موجة عالمية نصرة لفلسطين
بدروها، قالت صحيفة وطن أمروز: "ابتداءً من العام 2025، اعترفت 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة رسميًا بدولة فلسطين. ويمثل هذا الرقم 75 في المئة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ما يشير إلى دعم دولي واسع النطاق للاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة، وفي السنوات الأخيرة، وخاصة منذ العام 2024، اعترفت العديد من الدول الجديدة بفلسطين. ومن أهم هذه الدول فرنسا، التي تخطط للاعتراف رسميًا بفلسطين في أيلول 2025، لتصبح خامس دولة عضو في مجموعة الدول السبع تفعل ذلك".
كما انضمت دول أوروبية، مثل أيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا إلى القائمة في العام 2024، بحسب الصحيفة، ووصفت الاعتراف بفلسطين بأنه جزء من الجهود المبذولة لإحلال السلام. كما اعترفت دول منطقة البحر الكاريبي، مثل جزر البهاما وترينيداد وتوباغو وجامايكا وبربادوس بفلسطين في السنوات الأخيرة. وتشمل القائمة الإجمالية للدول التي اعترفت بفلسطين دولًا من جميع القارات.
وتابعت: "ولا تقتصر موجة الدعم العالمي لفلسطين على الإجراءات الرسمية للدول، تسبقها دولٌ مختلفة في العالم. فعلى سبيل المثال، بدأ أكثر من 700 طبيب وممرض إيطالي إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على استمرار الإبادة الجماعية في غزة. ووفقًا لتقارير إعلامية محلية، بدأ أكثر من 700 طبيب وممرض في مقاطعة توسكانا بوسط إيطاليا إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على استمرار الإبادة الجماعية في غزة. وفي اليونان، اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في جزيرة كريت احتجاجًا على وصول سفينة سياحية "إسرائيلية". وكان الاحتجاج والمعارضة لوصول السياح "الإسرائيليين" ثالث حادث من نوعه في الجزر اليونانية، خلال الأيام الأخيرة، كما اعتقلت الشرطة اليونانية نحو 15 متظاهرًا".