عين على العدو

في تصعيد لافت، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" تصريحات مثيرة للجدل لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، تشير إلى توجه حكومته نحو تنفيذ خطة للهجرة الطوعية من القطاع خلال أسابيع، في حال فشل التوصل إلى اتفاق.
في هذا السياق، قال معلّق الشؤون السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" إيتمار آيخنر :"إن نتنياهو قام، مؤخرًا، بدفع خطوات عملية لصالح "الهجرة الطوعية" لسكان غزة، بهدف إبقاء الوزير إيتمار بن غفير في الحكومة. وقد وعده نتنياهو بأنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ستبدأ "إسرائيل"، خلال أسابيع بـ"هجرة طوعية" لآلاف الغزيين إلى دول خارجية".
وأضاف: "تشمل الخطوات التي بدأ نتنياهو تنفيذها، من بين أمور أخرى، عقد اجتماعات دورية محورها هذا الموضوع، على الأقل مرّة في الأسبوع، وتوزيع الصلاحيات بين جهات مختلفة. وقد دُعي إلى هذه الاجتماعات ممثلون عن "الموساد" ووزارة الخارجية وجهات أخرى، وخلالها وجّه نتنياهو الموساد لتسريع الاتصالات التي يديرها مع الدول المرشحة لاستقبال الفلسطينيين من القطاع".
وبحسب مصادر مطلعة، قبل حوالى أسبوعين، خلال أحد هذه النقاشات، قال نتنياهو لبن غفير: "سأمضي في طريقك، وأدفع بموضوع الهجرة الطوعية"، وفقًا لآيخنر.
ونقل آيخنر عن مسؤول رفيع في الحكومة قوله إن: "نتنياهو يدفع بخطوات ملموسة، ولقد انخرط في الموضوع بقوة، ويحاول بذلك إقناع بن غفير بعدم الانسحاب من الحكومة".
وبحسب آيخنر: "في سياق الاتصالات التي أجرتها "إسرائيل"، فقد تم التوصل إلى اتفاقات مع خمس دول ستستقبل مهاجرين من غزة. وبموجب هذه الاتفاقات، خلال الأسبوع الأول من تنفيذ الخطة، سيجري تشجيع هجرة آلاف الغزيين. الجديد في الأمر هو أنهم سيخرجون عبر "إسرائيل" ومنها إلى الأردن، وليس عبر مصر"، وفقًا لتعبيره.
ونقل آيخنر عن الصحفي باراك رافيد قوله مؤخرًا "إن "إسرائيل": "تجري محادثات مع إثيوبيا، ليبيا، وإندونيسيا، وهناك دول أخرى تجري معها "إسرائيل" محادثات. وقد تحدث رئيس الموساد دادي برنياع، في هذا الموضوع، مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومع مسؤولين أميركيين آخرين. وبرنياع، الموجود حاليًا في الولايات المتحدة، أطلع الأميركيين على أن تلك الدول أبدت استعدادها لاستقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة، وطلب دعم الولايات المتحدة بتقديم حوافز لهذه الدول مقابل موافقتها على استقبال الغزيين".
وفي محاولة لإبقاء الوزير بتسلئيل سموتريتش في الحكومة، وعده نتنياهو بتقديم ملف ضم مناطق معينة في قطاع غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، مع أن المنطقة الأولى المخصصة للضم هي المنطقة الحدودية الشمالية، بحسب آيخنر. بينما يقول مسؤولون كبار في الحكومة إن نتنياهو، فوق كل شيء، مهتم بـ"صفقة" تبادل الأسرى، وهي على رأس أولوياته. وحتى في المحادثات المغلقة، يقول إن أولوياته هي الأسرى ووقف إطلاق النار، وإيران. لكنه يدرك أن الاتصالات قد تفشل بسبب عناد حماس، ولهذا يستعد بجدية للدفع بالـ"هجرة الطوعية" وأيضًا الضم. ومن أجل التنسيق الأمثل مع الأميركيين، في هذه القضايا، أرسل نتنياهو الوزير رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ورئيس الموساد دادي برنياع إلى إجراء محادثات في واشنطن.
ولفت إلى أن مسؤولًا "إسرائيليًا" مطلعًا كان قد قال: "حتى الآن، كان موضوع الهجرة الطوعية نظريًا فقط، لكن اليوم لم يعد كذلك. نتنياهو يريد دفع موضوع الهجرة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. هناك حوار مع الدول، وهناك فهم بأنه إذا لم يتم الاتفاق، فخلال الأسابيع القادمة ستبدأ عمليات إخراج أعداد من المهاجرين الطوعيين. ليسوا بالملايين، لكن بالتأكيد عدة آلاف من الغزيين".