عين على العدو

رأى المحلل العسكري "الإسرائيلي" آفي يسسخروف، في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" إن: "التهديد "الإسرائيلي" لحماس بضم أراضٍ في قطاع غزة هو من أكثر الحيل الواهية في الحرب الأخيرة. الضم لن يجبر حماس على تغيير مواقفها في مفاوضات تحرير الأسرى، لكنه بالتأكيد موجه لإرضاء القاعدة الشعبية ووزيري المالية بتسلئيل سموتريتش و"الأمن القومي" إيتمار بن غفير، بعد قرار الحكومة باستئناف تحويل المساعدات الإنسانية إلى غزة وحماس".
وقال: "مع الأسف؛ يبدو أننا أمام المزيد من الأفكار السخيفة في سياق الحرب الفاشلة ضد حماس. الفشل هنا يرتبط أساسًا بعدم تحقيق الأهداف، وحماس لم تنهر بعد سنة وعشرة أشهر، والأسرى لم يعودوا إلى بيوتهم، وكل بضعة أسابيع، ونظرًا إلى صعوبة الحكومة في تحقيق "النصر المطلق"، تظهر فكرة جديدة مبتكرة"، موضحًا: "في البداية كان الأمر يتطلب استبدال رئيسي الأركان والشاباك، بالإضافة إلى وزير "الأمن" (الحرب)، وهنا عُيّن وزير جديد هو إسرائيل كاتس، رجل الليكود المخلص حتى النهاية لنتنياهو، والحكومة عينت رئيس الأركان الجديد بتوصية من إسرائيل كاتس، والعدو الآخر لـ "إسرائيل" بعد حماس، رونين بار غادر منصبه، لكن الفشل بقي على حاله".
وأضاف: "بعد ذلك جاءت "القنبلة النووية" بشكل منع تحويل المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر الأمم المتحدة، وأُنشأ صندوق مساعدات أميركي- "إسرائيلي" كان من المفترض أن يمهد الطريق لسقوط حماس وتحقيق تحرير الأسرى. لكن هذا لم يحدث أيضًا"، مردفًا: "ثم جاء "محور موراغ" وبعده "محور ماغن عوز"، وبالتوازي بالطبع عملية "عربات جدعون"، ولم يتغير شيء للأفضل - بل بالعكس، هناك جوع في غزة وأصبح حملة تشجعها حماس".
وأكد أنه: "في الرأي العام الدولي، تحولت "إسرائيل" إلى الظالم الرسمي للعالم، الشر الأكبر الذي يعمل حاليًا على كوكب الأرض. هل هذه مبالغة؟ نظرة الى الدعوات لمقاطعة "إسرائيل" في الأكاديميا، والثقافة، والسينما، والرياضة، تقريبًا في كل مجال، تُظهر أن هذا تعبير معتدل عن وضع "إسرائيل" في العالم، وهذا قبل أن نتحدث عن موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وشدد على أن "العملية (العدوان) في غزة لا تزال متعثرة، ومع كل أسبوع تضاف أسماء جديدة إلى قوائم القتلى، وتنضم المزيد من العائلات الثكلى إلى هذا الدوامة المخيفة والمروعة، بينما الجيش "الإسرائيلي" والشاباك يعرفان أن الحرب في غزة قد استُنفدت ويجب إنهاء الحدث، لكن نتنياهو تحت ضغط سموتريتش وبن غفير يفضل اللجوء إلى الضم بدلًا من إنهاء الحرب. ونؤكد الضم ليس أداة ضغط على حماس، وربما العكس هو الصحيح. فهو سيجعل "إسرائيل" تبدو بشكل سلبي أكثر في العالم، ويزيد الضغط الدولي عليها لإنهاء الحرب. قد يساعد ذلك ائتلاف نتنياهو في الصمود لمدة أطول، لكن الأسرى لن يعودوا إلى بيوتهم. حماس لا تتأثر بإعلانات الضم "الإسرائيلية"، لكن قرار الضم قد يمهد الطريق لإنشاء مستوطنات جديدة في غزة".