عين على العدو

"إسرائيل ديفنس": الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين رسالة تحذير لـ"تل أبيب"
طريق مسدود في غزّة: جميع الطرق تؤدي إلى كارثة سياسية واقتصادية
رأى الكاتب عامي روحكاس دومبا في تحليل نشره على موقع "إسرائيل ديفنس الإسرائيلي"، أنّ المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره مع استمرار الحرب في غزّة، مشيرًا إلى أنّ مؤشرات الاعتراف المتزايد بدولة فلسطينية من قبل فرنسا، بريطانيا، ودول أوروبية كبرى، ليست مصادفة بل ردّ مباشر على سياسات "إسرائيل".
وعدّد الكاتب عاملين رئيسيين دفعا نحو هذا التحوّل: تصاعد الخطاب "الإسرائيلي" حول ترحيل سكان غزّة، وتفاقم المشاهد الإنسانية الكارثية في القطاع. وأضاف أن العالم يوجه رسالة صريحة إلى "إسرائيل"، مفادها بأن ترك الساحة السياسية دون حلول ملموسة سيؤدي إلى تحركات دولية لا تصبّ في مصلحتها، وأن هامش المناورة السياسي يضيق بسرعة.
في الوقت ذاته، بحسب دومبا، يبدو أنّ رؤية خطيرة بدأت تتبلور في أروقة الحكم في "إسرائيل"، وترى في الترانسفير الحل الوحيد لقضية غزّة. ولا يدور الحديث بالضرورة عن طرد جماعي بالقوّة في ليلة واحدة، بل عن عملية زاحفة ومحسوبة: أولًا، احتلال كامل للقطاع وفرض حكم عسكري.
بعد ذلك، يتم تركيز السكان في مخيمات للنازحين، وتُدار الأزمة الإنسانية بطريقة تشجع على "الهجرة الطوعية". هذه إستراتيجية لا تثير فقط اشمئزازًا أخلاقيًا، بل تتجاهل أيضًا دروس التاريخ وتبعات اقتصادية كارثية.
وعندما ندرس بعمق البدائل العملية المتاحة أمام "إسرائيل" ضمن هذه الإستراتيجية، تتكشف صورة قاتمة من انعدام الجدوى.
حكم عسكري – عودة إلى ماضٍ فاشل
ورأى دومبا أنّ فكرة إعادة الحكم العسكري في غزّة، على غرار ما كان قبل 2005، هي وصفة مضمونة للفشل. التجربة التاريخية تُعلّم أن هذا النوع من الحكم لم يُحقق الأمن، بل شكّل أرضًا خصبة لصعود حماس بين الجمهور الفلسطيني.
وفي واقع اقتصادي تواجه فيه "إسرائيل" عجزًا هائلًا في الميزانية نتيجة الحرب ونسبة دين إلى ناتج محلي آخذة في الارتفاع، فإن تخصيص قسم كبير من الميزانية السنوية لإدارة حياة سكان غزّة هو بمثابة انتحار اقتصادي.
الضم – نهاية الديمقراطية "الإسرائيلية"؟
ووفق دومبا، إذا كان الحكم العسكري مجرد مرحلة انتقالية، فهناك من يفكر بخيار الضم الكامل للقطاع. وهنا تواجه "إسرائيل" معضلة وجودية. ضم الأرض والسكان يعني إضافة نحو مليوني ناخب مسلم إلى "دولة إسرائيل" (الكيان). خطوة كهذه تهدّد مباشرة الأغلبية اليهودية وطابع الدولة الديمقراطي.
بعبارة أخرى من أجل "حلّ" قضية غزّة عبر الضم، قد تضطر "إسرائيل" إلى التضحية بروحها الديمقراطية، وفق تعبيره. حتّى هنا، فإن التكاليف الاقتصادية الهائلة لإعادة إعمار وإدارة القطاع ستظل قائمة، وستثقل كاهل الاقتصاد "الإسرائيلي" لسنوات طويلة.
الزاوية الإقليمية
بشكل ساخر، قال دومبا إنّه بينما تفكر "إسرائيل" في حلول متطرّفة ومدمرة، تحاول دول الخليج المعتدلة ومصر الترويج للحل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار؛ الحلّ السياسي.
ورأى أنّ رفض الحكومة "الإسرائيلية" المتواصل لمناقشة بديل سياسي لا يُظهر قوة، بل يُعد اندفاعًا انتحاريًا يقود "إسرائيل" نحو مستقبل قد تخسر فيه اقتصادها، وديمقراطيتها، ومكانتها الدولية. "إسرائيل" تقف عند مفترق طرق تاريخي، والسؤال لم يعد "ما الذي سيحدث مع غزّة؟"، بل "ما الذي سيحدث مع "دولة إسرائيل"؟، ختم دومبا.