اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مراسم تكريمية خاصة للقائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر أمام ضريحه

إيران

الصحف الإيرانية: ترامب مقامر فاشل
إيران

الصحف الإيرانية: ترامب مقامر فاشل

77

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 02 آب 2025 بالتصريحات الغاضبة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران، مما يدل على ازدياد الشعور بالفشل تجاه الاقتدار الإيراني.

المقامر الفاشل

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة همشهري: "أن ترامب لم يستطع إخفاء غضبه من مواقف الجمهورية الإسلامية في تصريحاته الأخيرة بشأن إيران"، مؤكدًا أن الإيرانيين لا يتصرفون بشكل سليم؛ وهي مسألة تُشير، قبل كل شيء، إلى غضب دونالد ترامب من الفشل في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة في المواجهة العسكرية مع طهران. 

وقالت إن "ترامب، الذي ظن أنه من خلال التخطيط لهجوم عسكري مشترك مع الكيان الصهيوني ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، سيُقنع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات غير المتوازنة، يواجه الآن مواقف إيرانية تُصرّ على الالتزام بخطوطها الحمراء في المفاوضات، ولا ترغب في التراجع عن مواقفها المبدئية". 

من ناحية أخرى، واجه الرئيس الأميركي في الأسابيع الأخيرة عددًا كبيرًا من التقارير والمعلومات التي تُشير إلى أن الهجوم المشترك على إيران لم يُحقق الأهداف الاستراتيجية التي سعت إليها واشنطن و"تل أبيب"؛ وهو أمرٌ، في ظل الوضع الكارثي في غزة، أثار شكوكًا أكثر من ذي قبل حول تحالف ترامب ونتنياهو المناهض لإيران.

وبحسب الصحيفة، تضمن موقف ترامب الأخير من إيران النقاط التالية:

1. عدم الارتياح إزاء المواجهة مع إيران: في حين توقع ترامب أن تؤدي الهجمات على إيران إلى جلب طهران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة من موقف ضعف، إلا أن المواقف الأخيرة لطهران ووزير الخارجية الإيراني بشأن قضية التخصيب لم تُرضِ الرئيس الأميركي. لم تقل إيران الشيء الصحيح. لم يتحدثوا بشكل جيد ويجب عليهم أن يفعلوا ذلك.

2. الإصرار على الادعاء: أصر ترامب، متبعًا ممارسته في الأسابيع الأخيرة، مرة أخرى على تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية.

3. نكسة جديدة: يبدو أن الرئيس الأميركي، الذي أصر سابقًا على التدمير الكامل للقدرات النووية الإيرانية، قد تراجع الآن، بالنظر إلى التقييمات الحالية.

لدراسة أسباب الموقف العصبي الجديد للرئيس الأميركي تجاه إيران، يجب ذكر قضايا مختلفة؛ وفقًا للصحيفة، منها: الفشل في تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، الموقف النووي الإيراني الرسمي، الانقسامات الداخلية الأميركية، تعزيز قدرات إيران، والمخاوف بشأن مثلث موسكو وطهران وبكين.

انعدام الهوية الأميركية مقابل الصهاينة

بدورها، قالت صحيفة وطن أمروز: "إن قضية الجوع في غزة والدعم الأميركي الصريح للكيان الصهيوني هي إحدى الأزمات الإنسانية والسياسية في العالم اليوم التي جذبت الاهتمام الدولي، وتوضع هذه الأزمة في سياق الصراع الطويل الأمد بين فلسطين والعدو المحتل وحصار غزة، والذي كان له آثار مدمرة على حياة سكان غزة". 

وأضافت: "تخضع غزة لحصار غذائي شديد، وتواجه نقصًا حادًا في الغذاء ومياه الشرب المأمونة والأدوية والوقود، ولا يمكنها الوصول إلى أي طريق للحصول على الغذاء، في حين تشير التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وغيرهما من المنظمات الدولية إلى وضعها الكارثي".

ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من سكان غزة يعيشون في فقر مدقع، فالوصول إلى الماء والغذاء مستحيل تحت أي ظرف من الظروف، والاحتياجات الإنسانية الأساسية محدودة للغاية، في الوقت الذي سافر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف المسؤول مباشرة عن المفاوضات بين غزة والكيان الصهيوني، إلى الأراضي المحتلة، وأعلن دعم بلاده الكامل لـ "إسرائيل".

ورأت أن الولايات المتحدة، بصفتها أحد الحلفاء الرئيسيين للكيان الصهيوني، تدعم "تل أبيب" عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا منذ سنوات. ويشمل هذا الدعم تزويدها بأسلحة متطورة، واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن ضد "إسرائيل"، وتقديم مساعدات مالية ضخمة. 

وقالت: "غالبًا، تبرر الحكومة الأميركية أفعال الكيان في غزة بحجة حق الدفاع عن النفس، حتى لو أدت هذه الأفعال إلى سقوط ضحايا مدنيين وأزمات إنسانية. وفي حالات مماثلة، اتخذت الولايات المتحدة مواقف متشددة للغاية، وسعت إلى تصوير هويتها السياسية على أنها داعمة للحرية والديمقراطية، لكن لا جديد يُذكر عن هوية الولايات المتحدة السياسية ودفاعها عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وما إلى ذلك، تجاه الكيان الصهيوني". 

وأردفت: "يمكن تحليل الدعم الأميركي غير المشروط للكيان في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة من زوايا مختلفة، ولكن ربما يكون وصف انعدام الهوية السياسية دقيقًا، بينما المقصود بهذا الوضع هو الغموض الأخلاقي والتناقض الواضح بين شعارات أميركا وأفعالها. في الواقع، لدى أميركا هوية متناقضة تمامًا في هذا الصدد".  

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تُصوّر نفسها دائمًا كمدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي لكنها عمليًا، من خلال تقديم الدعم العسكري والسياسي للكيان الصهيوني، تتجاهل الانتهاك المنهجي لحقوق الفلسطينيين. ويُظهر هذا التناقض بطلان خطاب حقوق الإنسان الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة وهو مثال على فقدان الولايات المتحدة لهويتها. وتعتبر الولايات المتحدة "إسرائيل" قاعدتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط وهي مستعدة لدفع ثمن أخلاقي باهظ (مثل المجاعة في غزة) للحفاظ على هذا الحليف، ومستعدة للمخاطرة باتهامها بأنها دولة تطبق معايير مزدوجة في العلاقات الدولية. ويُظهر هذا السلوك الهوية الواقعية (وليس المثالية) للسياسة الخارجية الأميركية، والتي تتعارض حتى مع المصالح المبدئية للديمقراطية في الولايات المتحدة، والتي لطالما استخدمتها على مدى المائة عام الماضية لتحقيق مصالحها الوطنية والتدخل في أجزاء مختلفة من العالم. 

وأوضحت أن سلوك الولايات المتحدة تجاه غزة يُعد أحد أهم المعايير التي تُظهر أن الهوية التقليدية للولايات المتحدة قد وُضعت في مذبح مصالح أقلية صهيونية متطرفة. وعلى وجه الخصوص، تتأثر حكومة ترامب بشكل واضح بهذه الأقلية. وقد أدى هذا الوضع إلى أن الهوية القائمة على قوة ومصالح مجموعة محددة، وليس حتى هوية ومصالح الولايات المتحدة، تؤثر على جميع سياسات واشنطن المعلنة، مثل حماية حقوق الإنسان.

من رماد الحرب إلى أفق السلام

من جانبها، قالت صحيفة مردم سالاري: "لقد أصبحت حرب الاثني عشر يومًا بين إيران و"إسرائيل"، بكل مرارتها وتكاليفها البشرية والنفسية، نقطة تحول في العقلية الإيرانية الجماعية. ولم يثبت هذا الحدث بموضوعية مستوى التهديدات الأمنية للمجتمع فحسب، بل أبرز أيضًا قيمة السلام والتضامن والأمن المستدام بين الشعب وحتى النخبة الحكومية. الآن، لم يعد السلام مثالًا مجردًا أو شعارًا سياسيًا؛ بل هو ضرورة حيوية للبقاء والتنمية والحياة البشرية في إيران اليوم".

وأضافت: "في مثل هذا المنعطف، يواجه المثقفون والمفكرون والرواد النظريون في إيران مهمة تاريخية: توجيه هذه الصحوة الاجتماعية نحو المصالح الوطنية القائمة على إرادة غالبية الشعب. يجب أن يتجاوز هذا الأمر الاعتبارات الأيديولوجية أو الأمنية وأن يستند إلى محاور مثل التركيز على السلام المستدام، وتقليل التدخلات الإقليمية المكلفة، وإعادة بناء ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية، وتحويل الأمن إلى منفعة عامة".

وتابعت: "تُظهر تجربة دول مثل فيتنام وألمانيا بعد الحرب أنه من الممكن اختيار طريق السلام والتنمية وسط الدمار. بعد الحرب مع الولايات المتحدة، استطاعت فيتنام، من خلال التخلي عن سياساتها العدوانية وبدء إصلاحات اقتصادية، استعادة شرعيتها المحلية وتبوؤ مكانة في النظام الدولي. أما ألمانيا الغربية، بعد الحرب العالمية الثانية، فبقبولها المسؤولية التاريخية وتركيزها على التنمية الاقتصادية وتعليم السلام، أصبحت من أكثر دول العالم استقرارًا. ألم يحن الوقت لإيران أن تستلهم هذه النماذج وتسلك مسارًا جديدًا؟ لتحقيق هذا التحول، لا بد من وضع مجموعة من الاستراتيجيات المتكاملة في مختلف المجالات. ففي السياسة الداخلية، ينبغي إعطاء الأولوية للحوار الوطني لإعادة تعريف المصالح الوطنية بناءً على إرادة غالبية الشعب. وفي السياسة الخارجية، يمكن لتبني مبدأ الأمن الإقليمي بمشاركة الجيران أن يُسهم في تخفيف التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة. وفي المجالين الثقافي والاجتماعي، ينبغي أن يحل تعزيز الهوية الإيرانية، وتعزيز التضامن الوطني محل الخطابات الانقسامية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة