عين على العدو

قالت الصحافية والمحررة في صحيفة "هآرتس" رفيت هخت إنّ رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق هدفه، وهو تنفيذ مرحلة جزئية جديدة تشمل إطلاق سراح نحو عشرة أسرى مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، مع الحفاظ على إمكانية استئناف القتال لاحقًا، وما يحدث الآن من بث رسائل تهديدية ووعود باحتلال غزّة هو محاولة يائسة لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، ممزوجة بكمية كبيرة من الإحباط".
وأضافت: "التهديدات باحتلال القطاع تمثل خطوة يائسة من نتنياهو، إذ إن الحصار الذي فرضه على غزّة في آذار/مارس انقلب ضدّه. فبدلًا من "إخضاع حماس"، كما كان يثرثر وزراؤه، أصبح خاضعًا بالكامل لمصلحة حماس، التي تستند الآن إلى الرأي العام الدولي السلبي تجاه "إسرائيل""، مشيرةً إلى أنّ حماس تشعر "بالقوّة ولا تبدي رغبة في صفقة، وخصوصًا ليس بالشروط التي يطرحها نتنياهو. والآن، مع تدفق المساعدات إلى غزّة بشكل كبير -دون أن تستعيد "إسرائيل" أي أسير منذ إفشال الصفقة الأخيرة- لا يوجد لحماس أي دافع للتفاوض أو القبول بأي اتفاق وفق منطق نتنياهو".
ونقلت عن مصدر في حكومة العدو قوله "أشكّ في أن نتنياهو يريد فعلًا احتلال القطاع. في اجتماع الحكومة الأخير بدا في حال سيئة أكثر من المعتاد، من الواضح أن عبئًا ثقيلًا يثقل كاهله".
وبحسب رفيت هخت، المسؤولون في المؤسسة السياسية يقدّرون أن ما يجري هو تكتيك للضغط، لكن في ظل الجنون الذي شهدته السنوات الأخيرة، لا يجرؤ أحد على الجزم بشكل قاطع".
وتابعت "رغم أن التقديرات تشير إلى أن ما يجري، في هذه المرحلة، مجرد مناورة إعلامية، إلا أن هناك احتمالًا كبيرًا لأن تتحول في النهاية إلى واقع دامٍ. تمامًا كما يفعل مقامر خاسر يضخ أموالًا إضافية في سهم فاشل على أمل عكْس الاتّجاه، كذلك يُغرق نتنياهو "إسرائيل" أكثر فأكثر في مستنقع غزّة، وهو مستعد للتضحية بالأسرى وبأرواح جنود إضافيين. منذ أكثر من عام، يعد نتنياهو بـ"نصر مطلق" ضدّ حماس، ويكذب بأنه على وشك تحقيقه، وبدلًا من تقليص الخسائر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه يلوّح بشيك بلا رصيد. والآن، يسعى حتّى لزيادة رهانه".
وقالت هخت: "لا خلاف على أن المستوى العسكري يخضع للمستوى السياسي، لكن رفض إيال زمير لخطة تُضحّي بالأسرى تحت شعار "الضغط العسكري سيعيد الأسرى" هو أمر ضروري وواقعي. رئيس الأركان ليس مخوّلًا بالموافقة على خطة تُفقد حياة الأسرى أو تُرسل جنودًا إلى موتهم من أجل إنقاذ شعبية نتنياهو داخل اليمين بعد كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر".
وختمت: "الاعتقاد بأن نتنياهو يسعى أساسًا إلى شراء مزيد من الوقت يبدو منطقيًا وينسجم مع نمطه المعروف. ومع ذلك، فإن الإقالات الأخيرة لكل من تجرأ على معارضته، من يوآف غالنت إلى يولي إدلشتاين، لا تبشّر بمستقبل أفضل لزمير".