عين على العدو

قال العميد في جيش الاحتياط "الاسرائيلي" مايك هرتسوغ: بصفتي من عاش سنوات طويلة في أميركا، لا أذكر تضرر صورة ومكانة "إسرائيل" في الولايات المتحدة كما نشهده مؤخرًا بسبب الحرب في غزة"، مشيرًا إلى أن "الصور الخارجة من غزة كانت أبلغ من ألف كلمة صدرت عن "إسرائيل"، وضربتنا بقوة في ساحة الوعي، بل اخترقت حتى معاقل الجمهوريين، خاصة بين الشباب".
وفي مقال في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أضاف هرتسوغ الذي شغل حتى الفترة الأخيرة منصب سفير الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة: "صحيح أن لدينا حاليًا إدارة أميركية داعمة، لكن الخطر المحدق بمكانتنا في أميركا يجب أن يثير القلق في نفوس القيادة "الإسرائيلية""، مردفًا: "هذا مجرد جانب واحد، فبعد قرابة عامين من اندلاع الحرب، لم تحقق "إسرائيل" بالكامل أيًا من أهدافها المشروعة: إسقاط حماس عسكريًا وحكوميًا، وإعادة جميع الأسرى، ويبدو أن "إسرائيل" ضلّت الطريق في متاهة غزة ولا تعرف كيف تُنهي هذه الحرب".
وتابع: "عند هذه النقطة التي وصلنا إليها، من الضروري إجراء تقييم استراتيجي (خالص من السياسة) لما يمكن تحقيقه من الاستمرار في الحرب بأي شكل من الأشكال، مقابل الثمن الذي ندفعه وسندفعه، وهو التآكل الداخلي، والانهيار الكبير في مكانتنا الدولية، والجمود في قدرتنا على استثمار وترجمة إنجازاتنا غير المسبوقة في الحرب ضد إيران"، لافتًا إلى أن "هذا التقييم والتوتر بين هدفي الحرب، إسقاط حماس وتحرير الأسرى يؤديان إلى استنتاج مفاده أن على "إسرائيل" اعتماد استراتيجية شاملة تتضمن: مبادرة سياسية، استقرار إنساني، وضغط عسكري مركز، وليس الانزلاق نحو احتلال غزة".
ورأى أنه "يجب بأي حال عدم الانجرار إلى أخطاء استراتيجية مثل احتلال أو ضم غزة".
وشدد على أن "الاحتلال يعني على الأرجح حكمًا بالموت على الأسرى، وسيُحمّل "إسرائيل" عبئًا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا غير محتمل، على حساب أولويات أخرى، وعلى رأسها التهديد الإيراني".
وسأل: "من سيدير غزة؟ "إسرائيل"؟"، معتبرًا أن ضم الأرض قد يتحول إلى خطوة لا يمكن الرجوع عنها وخطأ جسيم.
وأشار إلى أنه "بدلًا من أن يشكل ضغطًا على حماس، سيرتد إلينا، وسيشجع على الاستيطان "الإسرائيلي" في غزة (ويجب إزالته تمامًا من جدول الأعمال)، وسيعمق التسونامي الدولي ضد "إسرائيل"، وسيُبعد الشركاء الإقليميين والدوليين المحتملين عن الانخراط في مستقبل القطاع والمساهمة في إدارته "في اليوم التالي"".
وختم: "لقد حان الوقت للحكومة أن تعتمد وتعرض أفقًا واستراتيجية واضحة وواقعية".