خاص العهد

يتقاطر ملايين الزائرين سنويًا من مختلف مدن ومحافظات العراق، ومن بلدان عربية وإسلامية وأخرى غير إسلامية، سيرًا على الأقدام نحو كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.
ورغم الظروف المناخية القاسية في الصيف أو الشتاء، والتحديات والمخاطر الأمنية التي شهدتها السنوات الماضية جراء سياسات الأنظمة الحاكمة وإجرام الجماعات الإرهابية التكفيرية، فإن أعداد المشاركين في هذه المسيرة المليونية الإيمانية تتزايد عامًا بعد عام.
ومع هذا التزايد، تتسع وتتنوّع مظاهر تقديم الخدمات للزائرين من طعام وشراب ودواء ومأوى، لتجعل من مسيرة الأربعين تظاهرة عالمية متعددة الأبعاد، تحمل رسائل إنسانية وسياسية وأخلاقية واجتماعية بالغة الأهمية.
الولاء لسيد الشهداء
الدكتور علي الساعدي، القادم من محافظة ميسان، يرى أن مسيرة الأربعين تمثل استحضارًا لمجمل مشاهد واقعة الطف وما تبعها من أحداث السبي والتنكيل بأهل بيت الإمام الحسين عليه السلام، مؤكدًا أن الولاء له يتجلى في نصرة الحق، والدفاع عن المظلومين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبذل والعطاء المادي والمعنوي.
مواساة العقيلة زينب عليها السلام
المدرسة الجامعية جنان زين الدين العقيلي تعتبر أن المسيرة تمثل مواساة للسيدة زينب عليها السلام، التي صبرت واحتسبت خلال فقدانها لأبناء الحسين عليه السلام واحدًا تلو الآخر، ثم تحملت رحلة السبي المأساوية. وتضيف أن مشقة السير لا تُقارن بما كابدته العقيلة زينب، التي جسدت الشجاعة والثبات في أصعب الظروف.
قضية وموقف
أما الزائر الإيراني أحمد شريف زاده، القادم من مدينة قم مع عائلته سيرًا من النجف الأشرف، فيؤكد أن الإمام الحسين عليه السلام ضحى بنفسه وأهله لحفظ الدين المحمدي الأصيل، وترسيخ قيم الكرامة الإنسانية ورفض الظلم والفساد. ويقول: "في مسيرنا نحو مرقده الشريف، نجدد العهد معه ونؤكد التزامنا بالسير على طريقه".