اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي محفوظ لـ"العهد": قتل الصحفيين في غزّة يستهدف الحقيقة ويهدّد حرية الإعلام

خاص العهد

استطلاعٌ للمركز الاستشاري.. المقاومة خيار إستراتيجي وردع العدوان يحتاج لأدوات متعددة
خاص العهد

استطلاعٌ للمركز الاستشاري.. المقاومة خيار إستراتيجي وردع العدوان يحتاج لأدوات متعددة

69

في لحظة سياسية وأمنية شديدة الحساسية يمرّ بها لبنان والمنطقة، وفيما تتواصل التهديدات "الإسرائيلية" والتدخلات الخارجية، يكشف استطلاع حديث للمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق عن مواقف لبنانية راسخة، تؤكد أن خيار المقاومة ما زال يحظى بتأييد شعبي واسع، وأن الرهان على الجيش أو الدبلوماسية وحدهما لردع العدوان ليس كافيًا.

هذه النتائج، التي جاءت بعد أشهر من الحرب الأخيرة وما تبعها من حملات دعائية وتشويش، تضع أمام صناع القرار خريطة واضحة لمزاج الشارع اللبناني واتّجاهاته.

مقاومة راسخة في الوجدان اللبناني

أكد الأستاذ الجامعي والباحث في المركز أحمد فاعور في حديثٍ لموقع العهد الإخباري، أن الاستطلاع الذي أُجري بين 27 تموز/يوليو و4 آب/أغسطس 2025 وشمل 600 مواطن من مختلف المناطق والطوائف، أظهر أن 60% من اللبنانيين يرفضون سحب سلاح المقاومة دون إستراتيجية دفاعية واضحة، مع اختلاف النسب بين الطوائف: 96% من الشيعة، نصف السنّة، 32% من المسيحيين، و55% من الدروز يرفضون هذا الخيار. ويرى فاعور أن هذه الأرقام تعكس أن المقاومة، رغم الحملات والضغوط، ما زالت خيارًا وطنيًا جامعًا يتجاوز الانقسامات.

الجيش والدبلوماسية.. أدوار غير مكتملة

بيّنت النتائج أن 72% من المستطلَعين لا يرون أن الجيش اللبناني قادر بمفرده على صد العدوان "الإسرائيلي"، فيما اعتبر 76% أن العلاقات الدبلوماسية وحدها لا تكفي لردع أي اعتداء. وأوضح فاعور أن هذا الموقف الشعبي يعكس إدراكًا؛ بأن الدفاع الوطني يحتاج إلى منظومة متكاملة تتوزع أدوارها بين الجيش والمقاومة والدبلوماسية.

الأحداث في سورية.. قلق لبناني عابر للطوائف

ورأى 73% من اللبنانيين أن ما يجري في سورية يشكّل خطرًا وجوديًا على لبنان، و74% أنه يهدّد الاستقرار الأمني والسلم الأهلي، و68% أنه قد يمهّد لحرب يشنّها المسلحون على البلاد. وأكد فاعور أن هذا القلق موجود لدى جميع المذاهب، وإن اختلفت نسبته، ما يعكس تأثير الساحة السورية المباشر في المزاج اللبناني.

ثقة محدودة بالمؤسسات الرسمية

في تقييم المؤسسات، حصلت رئاسة الجمهورية على ثقة متوسطة إلى مرتفعة لدى 67% من المستطلَعين، تلتها رئاسة الحكومة (55%)، البرلمان (50%)، القضاء (40%)، وأخيرًا وزارة الخارجية (38%). ويرى فاعور أن هذه الأرقام تترجم أزمة ثقة عميقة متأثرة بالانقسامات السياسية والمذهبية.

التدخلات الخارجية… رفض شامل باستثناء واحد

أجمع اللبنانيون على اعتبار التدخلات الخارجية - الأميركية والسعودية والفرنسية والتركية - سلبية، باستثناء موقف الشيعة الذين رأوا التدخل الإيراني إيجابيًّا، وهو ما ينسجم مع التحالفات السياسية القائمة.

دلالات النتائج وفق فاعور

يرى فاعور في حديثه لـ"العهد" أن هذه النتائج تحمل أربع دلالات أساسية:

1 - المقاومة كخيار إستراتيجي ثابت: رغم الضغوط الإعلامية والسياسية، لا تزال المقاومة تتمتع بقاعدة دعم عابرة للطوائف، ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في أي معادلة دفاعية مستقبلية.

2 - ضعف الرهان على أدوات منفردة: الأرقام تكشف أن اللبنانيين يدركون محدودية الاعتماد على الجيش أو الدبلوماسية وحدهما، ما يفرض ضرورة صياغة إستراتيجية دفاعية متكاملة.

3 - الهواجس الإقليمية كعامل توحيد: القلق من تداعيات الأزمة السورية وحروب المنطقة يخلق أرضية مشتركة بين مختلف المكونات اللبنانية، رغم الانقسامات الداخلية.

4 - أزمة الثقة بالمؤسسات: انخفاض نسب الثقة يعكس فجوة متزايدة بين الدولة ومواطنيها، وهو ما قد يهدّد الاستقرار الداخلي إذا لم تُعالج جذوره السياسية والإدارية.

رسائل واضحة للمستقبل

وختم فاعور بالتشديد على أن "اللبنانيين، رغم الانقسام السياسي والضغط الاقتصادي والحملات الإعلامية، ما زالوا يعتبرون المقاومة صمّام أمان للبلد، ويدركون أن المواجهة مع العدوّ "الإسرائيلي"  تتطلب وحدة موقف وأدوات متعددة". واعتبر أن أي نقاش حول مستقبل لبنان الأمني يجب أن ينطلق من هذا الواقع الشعبي الواضح، مع العمل على ترميم الثقة بالمؤسسات وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الإقليمية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة