عين على العدو

حكومة نتنياهو "المهووس" حفرت فخًا ووقعت فيه وأفضل صيف دبلوماسي في تاريخ الفلسطينيين
ما لا يريد نتنياهو أن يفهمه عن ورطة "إسرائيل"
رأى الكاتب "الإسرائيلي" في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" نداف إيال، أنّ لحكومة "إسرائيل" صديقًا واحدًا فقط في العالم، هذا "الزعيم" وحده من يفهم خطواتها في غزة، ورغم أنّه لم يعلن صراحة موافقته على احتلال غزة، إلا أنه يعبر عن تفهم، وهذا الرجل هو بالطبع الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وأشار الكاتب الى أنّ "التنسيق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وترامب لا يمكن إنكاره، وقد أثبت نفسه في الحرب مع إيران. لكن له أيضًا حدود. أين هي؟ لا أحد يعلم. هذا قرار سيقع بين أذني الرئيس اليمنى واليسرى. سنستيقظ يوماً ما ونسمع. سيكون سريعًا ومفاجئًا وقاطعًا، إذا بدا أن العملية في غزة كارثة، فمن المشكوك فيه أن البيت الأبيض سيدعمها، وهذا ما لا يفهمه نتنياهو. وهو أيضًا لا يريد أن يفهم".
وتابع الكاتب: "هو مهووس" (أي نتنياهو)، قال لي وزير في "الكابينت"، "لا فائدة من الحديث معه. كل ما يحدث في العالم يمر فوق رأسه. يرى الأمر كموجة أخرى فقط". ويُعطي آيال مثالًا: " خذوا مثلًا "العمليات" (العدوان) في لبنان ضد حزب الله. المنطقة كلها على شفا تغيير محتمل –وليس مضمونًا– وأيضًا تاريخي. الحكومة اللبنانية تريد تفكيك سلاح حزب الله. أليس من المرغوب الآن، حتى لأسبوع أو أسبوعين، كبح التصريحات الملتهبة حول احتلال مدينة غزة؟ تجنب توفير المزيد من الحجج والسلاح الإعلامي لمحور المقاومة؟ بالتأكيد. لكن، كما يقول مسؤول آخر: "بيبي في حالة جنون. يركز على الأمر كما لو كان إيران".
وأردف الكاتب: "في الوقت نفسه، يستمر الانهيار السياسي. الفلسطينيون يعيشون الآن أفضل صيف دبلوماسي في تاريخهم. أستراليا أعلنت أمس الاثنين (11 آب 2025) عن اعتراف بدولة فلسطينية، وزير الدفاع الإيطالي (الدولة التي ترفض الاتجاه العام للاعتراف بالفلسطينيين) قال إن حكومة "إسرائيل" فقدت "العقل والإنسانية" في خططها، والصندوق السيادي النرويجي أعلن عن مقاطعة "إسرائيل"".
وسأل آيال: "كل هذا لماذا؟ لا أحد يعرف بالضبط. "الكابينت" لم يتخذ فعلًا قرار احتلال؛ الأمر الذي أغضب سموتريتش (وزير المالية بتسلئيل) ونتنياهو يحاول إصلاحه"، مضيفًا: "في مدينة غزة ومحيطها يعيش حاليًا حوالى مليون شخص، مركزين في منطقة حضرية مكتظة مع مبانٍ متعددة الطوابق. من المشكوك فيه أن يكون من الممكن إخلاء الجميع بإشعارات إخلاء. المشكوك فيه أكثر إذا كان بالإمكان الحفاظ على حياة الأسرى في عملية عسكرية واسعة هناك. إخلاء المدنيين من مدينة غزة، ليس بهدف حماية "السكان" من القتال، سيعتبر جريمة حرب. المدعية العامة حذرت هيئة الأركان حول هذا، مع الأخذ بعين الاعتبار طموحات سموتريتش وشركائه".
وتابع: ""إسرائيل" انجرفت منذ وقت طويل في التيار، ولا أحد في المجتمع الدولي –مرة أخرى، فقط ترامب في هذه المرحلة– يستمع إلى مزاعمها، حتى وإن كان فيها شيء من الصحة. العزلة تزداد، وكذلك تكلفتها. ستكون ظاهرة تمتد لأجيال، دائمة. "إسرائيل" بدأت تكتسب مرادفات لن تُمحى. وأسوأ من ذلك هو الوضع الداخلي. نتنياهو لم ينجح –وبالنظر إلى مؤتمره الصحفي قبل يومين لم يحاول كثيرًا– في تعبئة الجمهور المتعب، الذي أحيانًا يُصاب باليأس، للخطوة الأخيرة التي قررها. يعلم أنه لا فرصة، لذلك يركز فقط على قاعدة اليمين".
وختم آيال: "الآن يحاولون إقناع الجميع بأن مدينة غزة هي رفح النهائية، فيلادلفيا الحقيقية، الانتصار الحقيقي للحياة، الحسم التاريخي. في المؤسسة الأمنية يأملون أنه قبل "العملية" في مدينة غزة يحدث ما حدث قبل الاقتحام لبيروت الغربية عام 1982: تم التوصل إلى اتفاق نفي منظمة التحرير من لبنان. لكن حينها لم يكن هناك أسرى، ولم يكن هناك حماس. هذه "خطة أورانيم الكبرى". لكن أمل نتنياهو ربما يبقى اختراقًا لاتفاق صغير. وفي الوقت نفسه تستمتع حماس بالحصار الذي وضعته "إسرائيل" لنفسها، والفخ الذي حفرته حكومتها ووقعت فيه. التراب يغطينا جميعًا".