عربي ودولي
تستعد عشرات المنظمات المدنية والإنسانية لإطلاق أكبر أسطول بحري مدني في التاريخ؛ تحت عنوان "أسطول الصمود العالمي" (Global Sumud Flotilla – أسطول الصمود العالمي)، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، وفتح ممر إنساني بحري لإيصال المساعدات.
يأتي هذا التحرك في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لحرب "إسرائيلية" فتاكة، منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرت عن استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 155 ألفًا، في ظل إغلاق "إسرائيل" المعابر كافة ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود. وأدى ذلك إلى تجويع نحو مليوني فلسطيني باتوا يعيشون كاللاجئين في مخيمات مكتظة، يواجهون الموت يوميًا جوعًا ومرضًا وقصفًا.
ويشارك في الأسطول ناشطون ومتضامنون من 44 دولة، فيما سجّل أكثر من 15 ألف شخص استعدادهم للانضمام إلى المبادرة، والتي وُلدت في منتصف هذا العام من اندماج أربع حركات رئيسة هي: Freedom Flotilla Coalition (تحالف أسطول الحرية)، Global Movement to Gaza (الحركة العالمية من أجل غزة)، Maghreb Sumud Flotilla (أسطول الصمود المغاربي)، و Sumud Nusantara (صمود نوسانتارا).
ومن المقرر أن تبدأ قوارب الأسطول بالإبحار على دفعات، حيث تنطلق السفن من إسبانيا في 31 آب/أغسطس الحالي، تليها دفعة أخرى من تونس في 4 أيلول/سبتمبر.
وسيحمل المشاركون مساعدات إنسانية ورسائل تضامن مع سكان غزة، في خطوة يراها المنظمون “تاريخية وغير مسبوقة” لجهة حجم المشاركة الشعبية والدولية.
وأعلن عدد من الشخصيات البارزة انضمامها إلى التحرك، من بينهم: الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ (Greta Thunberg) والممثلة الأميركية سوزان ساراندون (Susan Sarandon) والممثل السويدي غستاف سكارسغارد (Gustaf Skarsgård) والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام (Liam Cunningham).
وقد أكدت ثونبرغ، في مطلع شهر آب/أغسطس الحالي، أن المهمة ستنطلق بمشاركة 44 دولة، مشددة على أن "الصمود" هو رسالة الأسطول إلى العالم.
ويصف القائمون على المبادرة كلمة "صمود" بأنها التعبير الأصدق عن روح الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والحصار، مؤكدين أن هذه الحملة تأتي امتدادًا لمحاولات سابقة مثل سفينة "مادلين" (Madleen) والقوافل البرية، إلّا أنها المرة الأولى التي تتوحد فيها الجهود العالمية بهذا الحجم وبهذا الزخم.
وشدد المنظمون على أن "أسطول الصمود" هو تحرك مدني سلمي، يهدف إلى حشد التضامن العالمي ضد الحصار "الإسرائيلي"، وإيصال رسالة إنسانية إلى المجتمع الدولي عن المعاناة المستمرة في غزة، وبرأيهم أن الصمت الدولي أمام استمرار الحصار والحرب يمثل تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال.