عين على العدو

قال المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر إنه في الوقت الذي تنتظر فيه حماس ردًا رسميًا من "إسرائيل"، يوجّه رئيس الأركان إيال زمير رسالة واضحة إلى المستوى السياسي قائلًا: "لقد خلقنا الظروف للإفراج عن الأسرى"، إلا أنّه أشار إلى أنّه وعلى الرغم من تعليمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ببدء المفاوضات فورًا، لم يحدث أي تقدم في الأيام الأخيرة – كما أنه ليس واضحًا أين ستُعقد جولة المحادثات المقبلة.
وأوضح أنَّه بعد نحو أسبوع من موافقة حماس مبدئيًا على صفقة جزئية – في الوقت الذي أعلن فيه نتنياهو أن "إسرائيل" تريد صفقة شاملة، صرّح قيادي في حماس: "حتى الآن لم تتلقَ الحركة ردًا رسميًا على الاقتراح الأخير، ولم تصل أي مبادرة جديدة تتعلق بالصفقة الشاملة".
ولفت إلى أنَّ نتنياهو قال فعلًا إن "إسرائيل" تريد صفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى الخمسين، ومن بينهم 20 أحياء، لكن لم يُنقل أي رد رسمي إلى الوسطاء.
وسيعقد نتنياهو مساء الثلاثاء اجتماع "للكابينت" السياسي - الأمني لمناقشة حاسمة للمصادقة على خطط الجيش "الإسرائيلي" للسيطرة على مدينة غزة، وفي هذا الاجتماع سيُبحث أيضًا رد "إسرائيل" للوسطاء، الذي لم يُقدَّم حتى الآن بشكل رسمي.
وتابع المحلل الصهيوني: "نتنياهو أعلن يوم الخميس الماضي أنه أمر ببدء المفاوضات فورًا بشأن الإفراج عن جميع الأسرى وشروط إنهاء الحرب، لكن بخلاف جسّ النبض لم يحدث الكثير. لا يوجد قرار حول موعد استئناف المحادثات، وأين ستجري، وأي وفد سترسله "إسرائيل". هناك في "إسرائيل" من يفضّلون ألّا تُعقد المباحثات في الدوحة مجددًا، ويفضلون القاهرة، لكن القطريين غير مستعدين للتنازل عن دورهم الرئيسي – ولذلك تُدرس خيارات أخرى".
وأشار إلى أنَّه من بين الخيارات المطروحة، إجراء الجولة المقبلة في الإمارات العربية المتحدة، التي يُذكر اسمها كجزء من آلية الإدارة المؤقتة لغزة في "اليوم التالي". وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر زار مؤخرًا أبوظبي والتقى مع كبار المسؤولين في الإمارة. كما ذُكر اسم تركيا، لكن مسؤولين أمنيين صهاينة استبعدوا ذلك، كونها تُعتبر قريبة من حماس. خيار آخر هو عقد المحادثات في عاصمة أوروبية.
ولفت إلى أنَّه لم يُحسم شيء بعد، ومن المشكوك أن يُحسم قبل اجتماع "الكابينت" غدًا، فيما لا يكشف نتنياهو نواياه. مقرَّبه ديرمر يجري محادثات مع مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، والأميركيون لا يوقفون "إسرائيل" عن العملية العسكرية للسيطرة على مدينة غزة.
زمير يحثّ على إتمام الصفقة
في هذه الأثناء، وجّه رئيس أركان الاحتلال إيال زمير رسالة تفيد بضرورة التقدم نحو صفقة.
وخلال زيارته لسلاح البحرية، تطرق إلى عملية "عربات جدعون"، فقال: "حققنا الأهداف الثلاثة للعملية، بما في ذلك توجيه ضربات عميقة لحماس، إبعاد التهديدات عن الحدود والمستوطنات، وبفضل الضغط العسكري خلقنا الظروف للإفراج عن الأسرى".
عائلات الأسرى تؤيّد زمير
عائلات الأسرى، عقّبت على تقرير في القناة 13 مفاده أن رئيس الأركان قال أيضًا: "هناك صفقة على الطاولة، يجب أخذها"، وصرّحوا: "رئيس الأركان يقول ما يطالب به معظم "الشعب"، اتفاق شامل لإعادة 50 أسيرًا وأسيرة وإنهاء الحرب. مثل كل "الشعب"، لا يريد رئيس الأركان مزيدًا من "سُمح بالنشر" (أي مقتل المزيد من الجنود)، بل العودة من غزة. نتنياهو، حان الوقت لتنفيذ إرادة "الشعب". ليس لديك تفويض للاستمرار في حرب أبدية. ليس لديك تفويض للتضحية بالأسرى، الجنود و"مواطني إسرائيل"".
وأضات العائلات وهي تذكّر بيوم الاحتجاج التالي غدًا: "حان الوقت لوقف المناورات والتخريب. هناك طريق واحد فقط لـ"الانتصار" – إعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب. "إسرائيل" تقف إلى جانب الأسرى، المقاتلين في الخدمة النظامية والاحتياط، النازحين والمصابين. الثلاثاء، يوم التضامن من أجل إعادتهم!".