إيران

بقائي: أوروبا ليست مخوّلة قانونًا أو أخلاقًا استخدام "آلية الزناد"
أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن أنّه "لم يطرأ أيّ تغيير جوهري على موضوع المفاوضات مع أوروبا".
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: "عندما نقول إنّ الأطراف الأوروبية ليست مخوّلة قانونًا أو أخلاقًا استخدام "آلية الزناد" ("آلية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن)، فهذا يعني أنّنا لا نؤيّدها فحسب، بل نشعر بالقلق من تداعياتها أيضًا".
وأضاف بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران، الثلاثاء 26 آب/أغسطس 2025، أنّ "المحادثات الجارية اليوم في جنيف تأتي عقب الاتصالات الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية (الإيراني) مع نظرائه، وكذلك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المشاورات التي أُجريت مع باقي أعضاء مجلس الأمن، ولا سيّما روسيا، وجميعها تَصبُّ في مسار مواجهة العودة التلقائية لعقوبات مجلس الأمن ضد إيران".
وبالنسبة إلى المفاوضات مع أوروبا، قال بقائي: "نحن نتفاوض مع أوروبا حول القضية نفسها التي كنّا نتفاوض بشأنها منذ فترة طويلة، أيْ رفع العقوبات. وفي هذه المرحلة، سيكون موضوع القرار 2231 والوضع المرتقب بشأنه جزءًا من النقاش. وفي المقابل، يستمرُّ بناء الثقة والتوضيح حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني السلمي، ومن هذا المنطلق، لم يطرأ أيّ تغيير جوهري على موضوع المفاوضات".
وردًّا على سؤال حول ما إذا كانت إيران على علم بمسوّدة القرار التي قدمتها روسيا لتمديد القرار 2231، أفاد بقائي بأنّ "إيران على اطِّلاع كامل بهذا الإجراء، قائلًا: "نحن نقوم بمراجعة نص المسوَّدة، وسنعلن مواقفنا بشأنها".
جدير بالذكر، أنّ القرار 2231 صدر عن مجلس الأمن الدولي في عام 2015، ويدعو إلى "تنفيذ الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران و6 دول، من بينها الولايات المتحدة".
وتطرّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى اتهامات أستراليا لإيران بشأن الوقوف وراء "أحداث أمنية" على أراضيها، فشدّد بقائي على أنّ هذه الاتهامات "مرفوضة تمامًا"، مؤكّدًا أنّ "أيّ تصرُّف غير مناسب وغير مبرَّر على المستوى الدبلوماسي سيقابَل برد فعل متبادل"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "هذا القرار الأخير يبدو أنّه متأثر أكثر بالتطوّرات الداخلية في أستراليا منه بالعلاقات مع إيران".
وبخصوص موقف طهران من التطوّرات في لبنان، قال بقائي: "نحن نعتقد أنّ لبنان، بوصفه دولة مستقلّة تضمّ مكوّنات مختلفة وطوائف متعدّدة لها دور في البلاد، يجب أنْ يكون قادرًا من خلال مشاورات لبنانية - لبنانية على اتِّخاذ أفضل القرارات بشأن مختلف القضايا، بما في ذلك العلاقات مع الأطراف الأخرى".
واستدرك قائلًا: "في الوقت نفسه، مواقفنا واضحة جدًا؛ نحن نؤمن بأنّ العيش بكرامة في منطقة تواجه باستمرار الطمع والتوسع والسيطرة من قِبَل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" يتطلّب بالتأكيد قدرات خاصة. فالجميع مُلزَم بتعزيز قدراته العسكرية لحماية سيادته وسلامة أراضيه ومنع أطماع الكيان الصهيوني وضمان الأمن والاستقرار لدوله".
وبشأن اجتماع "منظمة التعاون الإسلامي" حول غزة، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن أنّ "إيران قدَّمت (خلال الاجتماع) مقترحات محدَّدة تم تضمين جزء كبير منها في البيان الختامي للاجتماع"، موضحًا أنّ "من أبرز ما تناوله القرار النهائي اعتراف وزير الاحتلال "الإسرائيلي" بسعيه إلى تحقيق فكرة ""إسرائيل" الكبرى"، وهي فكرة تستهدف أراضيَ عديدة في المنطقة، وقد تم إدانتها".
وفي رده على سؤال حول سبب عدم بدء الحوار مع الولايات المتحدة برغم "ضعف أوروبا"، سأل بقائي: "أليس صحيحًا أنّ إيران كانت تستعدُّ للجولة السادسة من المفاوضات في مسقط، وأنّ جميع مراحل الحوار جرت بوعي وقرار مشترك من الطرفين؟ لكنْ، يا لَلأسف، قبل يومين فقط من الموعد المحدَّد، تخلّت الولايات المتحدة عن الدبلوماسية، وخانت مسار المفاوضات"، مبيّنًا أنّ "إيران خلال الشهرين أو الثلاثة الماضية أثبتت بوضوح أنّها أهل للتفاوض".
وحول إلغاء أوكرانيا مذكّرة التفاهم مع إيران؛ المتعلِّقة بإلغاء تأشيرات حاملي الجوازات الدبلوماسية والخدمة، أوضح بقائي أنّ "هذا الإجراء غير مبرَّر، والحقيقة أنّ الحكومة الأوكرانية خلال السنوات الماضية تبنّت نهجًا معاديًا لإيران، بسبب تقارير كاذبة ادَّعت دعم إيران ضدها في نزاعها مع روسيا، وهو ما أدَّى إلى مواقف عدائية تجاه بلادنا".
وبشأن علاقات إيران مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، أشار بقائي إلى أن "علاقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالوكالة ما زالت قائمة، وإيران ما زالت عضوًا في "معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية" وتلتزم بتنفيذ اتفاق الضمانات الشاملة"، مبيّنًا أنّه "في الأسبوع الماضي عُقِد لقاء على مستوى المديرِين العامِّين في فيينا".
وعن إجراءات الحظر البريطانية الجديدة ضد إيران، لفت بقائي الانتباه إلى أنّ الإجراءات - "العقوبات لا تتعارض فقط مع القانون الدولي، بل أيضًا لن تؤثّر مطلقًا في نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حماية مصالحها الوطنية العليا".
وعن استمرار دور آلية "3+3"؛ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "هذه الصيغة هي إطار إقليمي قديم أُنشئ للتشاور بين دول المنطقة والدول المحيطة بالقوقاز الجنوبي، بعضوية آذربيجان وأرمينيا. وقد عُقدت اجتماعات عدّة في دول مختلفة، وأظن أنّ أحد أول الاجتماعات كان في طهران. وقد أثبت هذا الإطار قدرته كآلية إقليمية للمساعدة في حل الخلافات بين دول المنطقة، خاصة بين آذربيجان وأرمينيا".