عين على العدو

قال المحلل السياسي في موقع "والاه الصهيوني" باراك ساري "الرسالة التي أرسلها أفيغدور ليبرمان إلى نفتالي بينيت، يائير لابيد وغادي أيزنكوت بهدف البدء في صياغة الخطوط العريضة للائتلاف القادم، هي رسالة مهمة وصحيحة، قبل حوالى سنة، زائد أو ناقص، من الانتخابات القادمة – ومع الاعتذار عن الكليشيهات – فإن هذه ستكون الانتخابات الأهم منذ قيام الدولة. ولذلك، من الجيد أن المعارضة بدأت تستيقظ. حتى بداية جزئية كهذه، هي بداية لشيء ما".
وأضاف: "كان ينبغي إرسال رسالة أيضًا إلى يائير غولان، لكن لا حاجة لإرسالها إلى بيني غانتس، فهو يندم بمرارة على انسحابه من الحكومة، لأن حياته في صفوف المعارضة صعبة ومريرة. وهو يريد العودة إلى الحكومة، يريد بشدة العودة إلى حكومة نتنياهو. ولذلك، إذا تجاوز نسبة الحسم، فسيكون أول من يسارع للانضمام إلى ائتلاف نتنياهو. وإذا لم يتجاوز نسبة الحسم، فإن الأصوات التي سيحصل عليها ستكون على حساب المعسكر المعارض لنتنياهو. لذلك، لم يعد جزءًا من المعارضة، وليبرمان على حق".
وأردف ساري: "أمر آخر، وهو الأهم فعلاً: نتنياهو هو القائد الوحيد والأصيل لمعسكر نتنياهو، لا بديل له، وهناك إجماع عليه، وفي معسكر المعارضة لا يوجد حتى الآن قائد طبيعي ربما سيكون هناك لاحقًا، لكن حاليًا لا يوجد."، مشيرًا إلى أنّ "بينيت، لابيد، أيزنكوت، ليبرمان – جميعهم يرون أنفسهم رؤساء الوزراء القادمين، حتى يوسي كوهين صرّح هذا الأسبوع، في مقابلة "بودكاست" مع ياسمين لوك، ابنة المليارديرة مريم أدلسون، بأنه "يجب أن يكون رئيس حكومة"".
وتابع الكاتب الصهيوني: "كان من الأفضل أن يكون هناك مرشح واحد لمعسكر مناهض لنتنياهو، وربما سيكون ذلك لاحقًا، لكن هذا ليس أمرًا مهمًا جدًا، بل على العكس، ليس مهمًا على الإطلاق. فليتنافس الجميع، وليحصلوا على عدد من المقاعد، وإذا تجاوزوا 61 مقعدًا – سيتم تشكيل حكومة ونتنياهو سيكون في البيت، إلى الأبد، الأمر الأكثر أهمية هو عدم حرق الأصوات"، موضحًا أنّه "في الانتخابات الأخيرة، كان هناك تعادل فعلي في عدد الأصوات بين مؤيدي نتنياهو ومعارضيه، معسكر نتنياهو، بما في ذلك الأصوات التي حصلت عليها أييليت شاكيد، حصل في انتخابات نوفمبر 2022 على 2,360,757 صوتًا. أما معسكر معارضي نتنياهو فحصل على 2,330,464 صوتًا. تعادل شبه كامل، لكن من حيث المقاعد، النتيجة كانت بفارق كبير: 64 مقعدًا لمعسكر نتنياهو مقابل 56 فقط للمعارضة، لماذا؟ من بين الأسباب، رفض ميراف ميخائيلي الترشح مع حزب ميرتس بقيادة زهافا غالؤون في قائمة موحدة. حزب ميرتس لم يتجاوز نسبة الحسم، وبالتالي أُهدرت أصوات معارضي نتنياهو. والخلاصة: رغم التوازن في عدد الأصوات، نظام توزيع المقاعد حوّل النتيجة إلى انتصار واضح لمعسكر نتنياهو – بسبب ضياع أصوات من المعسكر الآخر".
ورأى ساري أنّ "الأمر الأهم هو ألا تُهدر الأصوات في معسكر معارضي نتنياهو هذه المرة أيضًا. كل حزب يتعثر حول نسبة الحسم يجب عليه إما أن يتّحد مع حزب آخر أو ينسحب. لا يوجد خيار ثالث. الترشح بشكل منفرد هو مغامرة في غاية الخطورة. ويمكنكم الوثوق بنتنياهو – سيقوم مجددًا بربط سموتريتش مع بن غفير، فهو لن يخاطر بأن تُهدر أصوات في معسكره"، لافتًا إلى أنّه "بخصوص مقال نير كيبنيس الذي نُشر أمس في "والاه": "حتى أذكى السياسيين في النظام أصبح ساذجًا. "وهو يقصد ليبرمان وينشر مقالًا كاملاً عن خطط نتنياهو لضمان حكمه، بدءًا من سلب حق التصويت من عرب "إسرائيل"، الذين يشكلون 20% من سكان "إسرائيل"، وصولًا إلى سيطرة جهاز الأمن العام (الشاباك) على الديمقراطية".
وقال: "بالمناسبة، ليس لدي أدنى شك أن بعض الخطط التي وصفها كيبنيس تمر في ذهن نتنياهو، لكن التنفيذ، يا لهذا التنفيذ، لقد قضيت سنوات كافية مع وزراء كانوا الأقرب إلى نتنياهو لأعرف أن ما يفسره الناس على أنه "بيت من ورق" هو في الواقع مجرد فقاعة كبيرة من الفشل، نتنياهو محاط بمجموعة من الأشخاص الفاشلين، أشخاص بمستوى منخفض جدًا، سواء في مكتبه أو بين بعض الوزراء الذين أُرسلوا لمهام مختلفة ضد الديمقراطية"، مشيرًا إلى أنّه "بشكل عام، وزير العدل يريف ليفين فشل في تنفيذ كل خططه الرهيبة للقيام بانقلاب على النظام، ووزير الاتصالات شلومي كراعي لم يقدم شيئًا للأشخاص الذين عينوه، من ميامي إلى القدس، لا شيء، لا شيء على الإطلاق، وقدرة تنفيذ بائسة، وهؤلاء حصلوا على دعم هائل من نتنياهو".
وختم الكاتب الصهيوني: "لقد قضيت سنوات كافية بالقرب من نتنياهو لأعلم أنه لديه رغبة في القيام بأشياء تضر بالديمقراطية وتضمن حكمه لسنوات عديدة قادمة، مثل المساس بنزاهة الانتخابات وأمور أخرى، لكن لم ينفذ أي شيء من ذلك حتى الآن، وأنا أشكك في أن يتم التنفيذ فعلاً"، لافتًا إلى أنّ "نتنياهو يلعب على الوقت، وهو في هذا المجال بطل عالمي، يؤجل ويؤجل، يكسب الوقت، ثم يعتمد على الحظ الكبير. ربما يحالفه الحظ مرة أخرى. لا توجد استراتيجية، لا توجد خطة واضحة، لا شيء. نؤجل الأمور، نكسب الوقت، ونأمل في الأفضل. هذا هو حال قضيته القانونية، هذا هو الحال مع قانون الخدمة العسكرية، وكذلك مع كل ما يتعلق بقطاع غزة. نؤجل ونؤجل، وفي الوقت نفسه نحافظ على كل الأمور معلقة ونتمسك بالأمل في الأفضل. هذه هي خلاصة منهج نتنياهو في جملة واحدة".