فلسطين

"الأورومتوسطي": شهران باقيان لتدمّر "إسرائيل" ما بقي من مدينة غزة
يستخدم الجيش الصهيوني عربات مدرّعة مُسيَّرة مفخخة بأطنان المتفجرات لتدمير ومحو المربعات السكنية في المدينة.
قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": إنّ "جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يدمّر يوميًّا في مدينة غزة وبلدة جباليا نحو 300 وحدة سكنية كليًّا أو جزئيًّا، باستخدام نحو 15 عربة مفخَّخة تحمل بما يقارب 100 طن من المتفجّرات".
وأوضح المرصد، في تقرير، الاثنين 1 أيلول/سبتمبر 2025، أنّ "هذه التفجيرات تجري بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة، تحقيقًا للهدف المعلَن بتدمير مدينة غزة وتهجير سكّانها، وفي إطار التصعيد الخطير لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ نحو 23 شهرًا".
وأشار المرصد إلى أنّ فريقه الميداني "وثّق تكثيف جيش الاحتلال استخدام العربات المدرَّعة المُسيَّرة المفخخة بأطنان المتفجرات، لتدمير ومحو المربعات السكنية بوتيرة متصاعدة".
وذكَر أنّ "الاحتلال دمّر بالفعل معظم المنازل والبُنى التحتية في جباليا البلد والنزلة، ويزحف في الوقت ذاته بالتدمير الشامل نحو قلب مدينة غزة من محاورها الجنوبية والشرقية والشمالية".
وأضاف أنّ "فريقه وثَّق منذ إعلان جيش الاحتلال الجمعة الماضية، إنهاء ما كان يسمّيها الهدنة الإنسانية المؤقَّتة في مدينة غزة، تضاعُف عدد العربات المفخخة التي يفجّرها من نحو 7 عربات إلى ما قد يصل إلى 15 عربة مفخخة يوميًّا".
وأكّد أنّ "الوتيرة غير المسبوقة لتدمير ومسح الأحياء السكنية في غزة بواسطة العربات المفخخة يشير إلى أنّ "إسرائيل" مصمِّمة على تنفيذ خطتها لمحو المدينة عن الوجود".
واستند المرصد إلى تقديرات تفيد بأنّ ""إسرائيل" تحتاج إلى شهرَين فقط؛ لتدمير باقي المدينة قياسًا بالوتيرة الحالية، والتي قد تتصاعد مع مرور الوقت، نظرًا إلى الإمكانات النارية الهائلة التي يمتلكها الجيش، وغياب أيّ عوامل ضاغطة على "إسرائيل" لوقف جرائمها ضد الفلسطينيين".
وشدّد على أنّ "استخدام "إسرائيل" للعربات المفخخة محظور بشكل صريح بموجب القانون الدولي الإنساني، إذ تُعَدُّ من الأسلحة العشوائية بطبيعتها التي لا يمكن توجيهها بدقة أو حصر آثارها في نطاق الأهداف العسكرية وحدها".
ولفت الانتباه إلى أنّه "بسبب طبيعة العربات الانفجارية واسعة النطاق، فهي تصيب المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر وعشوائي، في خرق واضح لمبدأي التمييز والتناسب، وهما من الركائز الأساسية للقانون الدولي الإنساني".
وحذّر الأورومتوسطي" من أنّ "أكثر من مليون فلسطيني في مدينة غزة يواجهون مخاطر وجودية على حياتهم، في ظل تَمدُّد عمليات التدمير "الإسرائيلي" وسياسات التجويع وقرارات التهجير القسري، وسط صمت دولي غير مبرَّر على هذه الجريمة غير المسبوقة".