عربي ودولي

كتب فرانشيسكو سيسي Francesco Sisi مقالة نشرت على موقع Asia Times قال فيها، إنّ الإستراتيجية الأميركية القاضية بالانخراط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقوم على مقاربة بالاتّجاه المعاكس من مقاربة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون Richard Nixon، بينما تمكَّن الأخير من إخراج الصين من فلك الاتحاد السوفييتي، تسعى واشنطن اليوم إلى ابعاد روسيا عن حضن الصين.
وأضاف الكاتب، أن الاجتماع الذي عقد في ولاية ألاسكا Alaska منتصف شهر آب/أغسطس الماضي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين فشل في تحقيق الهدف المذكور (بإبعاد روسيا عن الصين). كما تابع أنه يبدو كأن بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ Xi Jinping يستبقان ترامب بأشواط، مشيرًا إلى زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي Wang Yi إلى الهند بتاريخ الثامن عشر من آب/أغسطس الماضي.
كذلك تابع الكاتب، أن الموضوع لم يقتصر على عدم تخلي بوتين عن شي Xi، بل تمكّن الرجلان من جذب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي Narendra Modi الذي توجه إلى بيكن نهاية الشهر الفائت، وذلك في زيارة أنهت فعليًّا علاقة متوترة (بين الصين والهند).
بناء عليه، قال الكاتب انّ ما حصل كان بالاتّجاه المعاكس مما فعل نيكسون Nixon، لكن ليس كما كانت تأمل الولايات المتحدة، بمعنى أن موسكو هي التي تفوقت على واشنطن هذه المرة. كما رأى أن تاريخ الحادي والثلاثين من آب/أغسطس الماضي، وهو تاريخ زيارة مودي Modi إلى الصين، شكل لحظة محزنة لأميركا، حيث خسرت الأخيرة أقله جزئيًّا صديقًا أساسيًّا أمضت نحو ربع قرن وهي تقوم بتوطيد العلاقات معه.
ورأى الكاتب أنّ المنتصر هو بوتين، وأنّ القمة المقبلة بين ترامب وشي Xi، والتي من المقرر أن تعقد على ما يبدو في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، قد تنعقد تحت "غيمة روسية"، مشددًا على أنه يتعين على ترامب الآن أن يثبت أن بوتين لا يتحكم بزمام الأمور، منبهًا من أن المسألة قد تكون معقّدة فعلًا.
كذلك حذر الكاتب من أن الإطار الدولي الذي حدد معالم العالم منذ الحرب العالمية الثانية قد يبدأ بالانهيار في حال عدم قيام الولايات المتحدة بإعادة ترميم علاقاتها مع الهند بفاعلية وبسرعة. وأضاف أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة تنتابهم مشاعر الخيانة التي تشعر بها الهند، وذلك بنسب متفاوتة.
كما أردف الكاتب أنّ ما يثير صدمة العديد من الدبلوماسيين الآسيويين هو سبب الخيانة، حيث كشفت التقارير أنها تعود إلى اتّصال هاتفي بين ترامب ومودي Modi أصر خلاله الرئيس الأميركي على أن يرشحه Modi لنيل جائزة نوبل للسلام، إذ إن ترامب كان قد ساعد في تسوية النزاع الذي كان اندلع بين الهند وباكستان. كذلك قال إن ما يزيد من حجم الضرر الذي ألحق بالولايات المتحدة هو مدى تفاهة الموضوع، الأمر الذي يلقي بظلاله على مدى إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك.
هذا، وتحدث الكاتب عن استفادة بيكن من قمة منظمة تعاون شنغهاي كفرصة من أجل استعراض قيادتها وبناء التضامن في الجنوب العالمي في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة، مضيفًا أنّ هذه السردية تختلف كثيرًا عن السردية التي تأتي من واشنطن.