عين على العدو

قالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها إن بنيامين نتنياهو لم يعد منذ وقت طويل "سيد الأمن"، وأمس تم تتويجه بشكل نهائي كـ "سيد الموت"، وأضافت "من غير المعقول أن من شغل منصب رئيس الحكومة في 7 تشرين الأول، بعد 14 عامًا تقريبًا في السلطة وأن الكارثة الأكبر في تاريخ "إسرائيل" مسجلة باسمه، ما يزال متمسّكًا بكرسيه. من غير المنطقي أن من قدم نفسه كخبير عالمي في مكافحة "الإرهاب"، ومُني بأكبر هزيمة "للإرهاب"، يستمر في قيادة "إسرائيل" من هجوم إلى هجوم. لم يسبق أن تجسد شعار "لا سلام، لا أمن" بهذه الطريقة. نتنياهو هو فشل ذريع في الحفاظ على أمن "إسرائيل"".
وتابعت "ستة "إسرائيليين" قُتلوا أمس في هجوم إطلاق نار عند تقاطع "راموت" في القدس، وأصيب ثمانية آخرون إصابات متوسطة وخطيرة، بالإضافة إلى العشرات الذين أصيبوا إصابات طفيفة، بينهم مصابون بالهلع. كما قتل أربعة من مقاتلي الدبابات من اللواء 401 أمس في منطقة جباليا شمال قطاع غزة"، وأردفت: "استمرار الحرب في غزة يضمن بدوره المزيد من القتلى والجرحى. الوضع الأمني في ظل نتنياهو وحكومة يمين 100%، التي انقضت على حكومة بينت-لابيد في كل مرة تم فيها رشق حجر في الأراضي الفلسطينية، يتدهور من فشل إلى فشل. اليمين يواصل الاستفادة من ائتمان أمني وهمي، يعتمد على الفكرة الزائفة القائلة إنه "قوي في الأمن". تحت هذا الساتر الدخاني، يتم التغطية على الإهمال الأمني مرارًا وتكرارًا، وكأن ذلك "أهون الشر". وكأن اليسار سيلحق الضرر بـ"إسرائيل". في الواقع، تظهر جميع المؤشرات أن السنوات الأكثر صعوبة من الناحية الأمنية كانت تلك التي تولت فيها حكومات اليمين السلطة".
بحسب "هآرتس"، اليسار حذر لسنوات، وبشكل خاص منذ 7 تشرين الأول، من أن مسار نتنياهو يقود إلى مزيد من العنف: الرفض السياسي، إضعاف السلطة الفلسطينية، الاستخفاف بمحمود عباس، تشجيع البناء غير القانوني في المستوطنات، تسليم الصلاحيات المدنية في الضفة الغربية إلى ممثل المستوطنين بتسلئيل سموتريتش، التغاضي عن عنف المستوطنين، العقوبات الجماعية، وغيرها من السياسات. استمرار الحرب سيضمن فقط المزيد من القتلى، الأسرى، والجنود. ومع ذلك، في كل مرة يضرب الواقع وجوههم، يسرع نتنياهو ووزراؤه في توجيه أصابع الاتهام في كل اتجاه إلا إلى أنفسهم.
وخلصت "هآرتس" الى أن "الحكومة الأفشل في تاريخ "إسرائيل" حوّلت "الإسرائيليين" إلى منبوذين في العالم، و"إسرائيل" إلى أخطر مكان بالنسبة لهم. يجب العمل على إسقاطها وإنقاذ "إسرائيل"".