عين على العدو

انتقدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون الصهاينة بدعم وحماية من قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، ورأت أن هذه الاعتداءات تشكل تحريضًا لأبناء الضفة بدلًا من تهدئتهم.
ورأى الكاتب الصهيوني آفي يسسخروف المتخصص بالشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن العملية التي وقعت أمس في القدس المحتلة "توضح ما حذر منه الكثيرون صباحًا ومساءً: التصعيد في الضفة الغربية يقترب، وجميع الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" تشارك هذا التقدير".
وكشف عن أن رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية أطلقوا إشارة التحذير هذه أمام المستوى السياسي أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة، "لكن حكومة نتنياهو ناضجة وتصرّ على رفض التحرك في القضايا الحساسة. على العكس، أصبح ظهور المجرمين اليهود الذين يحرقون الممتلكات ويعتدون على المدنيين الفلسطينيين في القرى في الضفة الغربية شبه يومي، بعد أن كان مقتصرًا على أيام السبت فقط".
وقال: "العمليات ومحاولات العمليات القادمة من المناطق الفلسطينية أو من القدس كانت وستظل قائمة.. نفذ الفلسطينيون عمليات أيضًا في أيام حكومات أخرى، وستواصل حماس كل ما يمكن فعله لربط جبهة غزة بجبهة الضفة الغربية".
أضاف: "مع ذلك، يبدو أن هذه الحكومة، بدلًا من تحييد هذا التهديد، تقوم بالعديد من الإجراءات لتحقيقه، أي أنها تحرض الأرض بدل تهدئتها. وبينما تستعد قوات الجيش "الإسرائيلي" لعملية برية واسعة في مدينة غزة، وتخوض معارك صعبة في لبنان وغيرها، فإن حكومة "إسرائيل" تزيد من تعقيد الوضع المتوتر أصلًا في الضفة الغربية".
وأكد أنه "لا يمكن تجاهل المستوى السياسي في "إسرائيل"، الذي وجد أمس مرة أخرى من يلوم على الوضع: المحكمة العليا. بعد العملية الدموية في القدس التي أسفرت عن ستة قتلى، الحادث الخطير الذي قتل فيه أربعة جنود في قطاع غزة، وإطلاق طائرات مُسيّرة انتحارية من اليمن تجاه "إسرائيل" أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بالفعل أن قضاة المحكمة العليا مسؤولون عن الوضع الأمني".
وتابع: "في الواقع، بالنسبة لنتنياهو وبن غفير، يمكن تلخيص الحدث بهذه الطريقة: لا مسؤولية على المستوى السياسي، ولا مسؤولية على من هو مكلف بالأمن الداخلي في "إسرائيل" عن الوضع".
وخلص آفي يسسخروف إلى أن "ما هو أكثر إيلامًا، أنه حتى في حالة نتنياهو، والذي كان من المفترض أن يعرف جيدًا من المسؤول عن الوضع أصبح هذا الأسلوب في التنصل من المسؤولية عادة روتينية. الجميع يتحمل المسؤولية إلا هم".