تحقيقات ومقابلات

عادت ذكرى المولد النبوي الشريف حاملة معها معاني الرحمة والإنسانية كلها. الرسول الأكرم الذي أتى رحمة مهداة للناس كافة، وتسجيدًا حيًا للأخلاق والفضائل التي تحيي النفوس، ونستلهم منها نورًا يستضاء به في أحلك الظروف، ودافعًا قويًا للخدمة المجتمعية.
ولأن إحياء ذكرى ولادة النبي محمّد (ص) له أهمية كبيرة، تعظيمًا لمقامه، ولتذكير الناس بسيرته وأخلاقه، وتعزيز الاقتداء به في الحياة اليومية، تخصص الهيئات النسائية في منطقة بيروت برنامجًا كاملًا في ذكرى الولادة العطرة.
في هذا الصدد، تؤكد المسؤولة الإعلامية للهيئات النسائية في حزب الله، في منطقة بيروت، الحاجة بتول كرنيب، أن ذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص) محطة سنوية تنتظرها الهيئات النسائية عامًا بعد عام، ويحضّر لها في وقت مسبق، مشيرةً إلى أن العناوين هذا العام كانت متعددة والاقتراحات كانت كثيرة، ما دفع الهيئات لجمعها في باقة من الأنشطة التي حملت العناوين الاجتماعية الهادفة والمساندة للمجتمع.
تشير كرنيب، في حديثها لموقع "العهد"، إلى أن شعار هذا العام، وللسنة الثالثة على التوالي، هو "على حبّ محمّد (ص)"، لافتةً إلى الهيئات النسائية في منطقة بيروت أقامت عدة برامج تهدف إلى الدعوة لاتخاذ سيرة الرسول (ص) منهاجًا في حياتهم، وذلك عن طريق إبراز الصفات الأساسية: الرحمة، الصدق، الأمانة، الخلق الرفيع، الوحدة بين المسلمين، محورية المسجد، الصلاة والقرآن.
ومن أبرز البرامج التي قامت بها الهيئات النسائية، بحسب كرنيب، هي الحملة الاجتماعية تحت عنوان: "علّم بالقلم"، لتقديم حصص قرطاسية للفقراء، لتيسير أمور أولياء التلاميذ، حيث تزامنت ذكرى الولادة العظيمة مع شهر أيلول وهو موعد انطلاق العام الدراسي، مضيفة: "وكانت من بين الفعاليات حملة تقديم هدايا من مجموعات طوبي الشبابية لأبناء الشهداء لرسم البسمة على وجوههم".
تقول كرنيب لـ "العهد": "كما في كل مناسبة، وخاصة ولادة الرسول الأكرم (ص)، ندعو للمشاركة في موضوع الخدمة المسجدية، لتنظيف وتعطير المساجد كافة، استقبالًا للمناسبة، وتأكيدًا على الحضور في المساجد، والحفاظ على نظافتها".
ولأن موضوع الاهتمام بالقرآن شي أساسي في حياتنا اليومية، وتزامنًا مع إطلاق الحملة العالمية لقراءة سورة الفتح، والتي يشارك فيها لبنان، أطلقت حملة لقراءة "سورة الفتح"، اليوم الأربعاء (10 أيلول 2025)، قبل صلاة الجماعة في وقت واحد ظهرًا، ورفع السورة على المنابر، وفقًا لكرنيب. كما أطلقت مسابقة في حفظ "سورة الفتح"، وإعطاء دروس تفسير مستوحاة من خطاب السيد القائد(الإمام الخامنئي) في شرح السورة. إلى جانب إقامة محافل قرانية توزع خلالها قراءة "سورة الفتح"، ويليها جلسة تدبر بآيات السورة.
وقد أطلقت الهئيات النسائية في بيروت حملة "صنارة أمل" لتأمين فرص عمل للعوائل العزيزة، عبر تأمين مبالغ مالية "رأس مال" لشراء الآلات التي تحتاجها الأخوات ليؤدين عملهن في منازلهن، مثل الصاج وأدوات الطبخ والخياطة، بحسب كرنيب، مشددة على أن هذا المشروع أساسي للتكاتف وتطوير المجتمع بشكل إيجابي.
كما أطلقت الهيئات النسائية في بيروت، دورات محو الأمية للأخوات اللواتي لم تسمح لهن ظروفهن بالتعلم، أو اللواتي كنا في بلاد الاغتراب، ويردن أن يحسن لغتهن العربية، كما تؤكد كرنيب، لافتةً إلى الدعوة التي وجهتها الهيئات النسائية للأمهات والأخوات لإضاءة شرفات المنازل والشوراع المحيطة بالشموع تعبيرًا عن الفرح، وإظهارًا للسرور بهذه الولادة المباركة.
بناء مجتمع يسوده الإيمان والوعي
عن هذا البرنامج المتكامل، تشدد مسؤولة الهيئات النسائية في منطقة بيروت الحاجة عبير سلامة، لموقع العهد، على أن إحياء ذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد (ص)، هو مناسبة لنستلهم من سيرته المباركة معاني الرحمة والعدالة والوحدة وخدمة الإنسان.
وتقول لـ "العهد": "إننا نسعى، في هذه الذكرى، إلى نشر قيم الأخلاق الرفيعة والمحبة والتسامح وتعزيز روح المسؤولية الاجتماعية، كي يكون الاحتفال تجديدًا للعهد مع رسالته في بناء مجتمع يسوده الإيمان والوعي والخير، لذلك تطلق الهيئات النسائية في منطقة بيروت عدة حملات وأنشطة؛ تصب جميعها في خدمة هذا الهدف.