عين على العدو

كتب الصحفي المختص بشؤون الاقتصاد اريئيل فايغلين في صحيفة "معاريف الإسرائيلية": "إنّ نجاح منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصواريخ بعيدة المدى يكشف عن تهديد اقتصادي جديد ومُقلق على المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد. الأمر لا يتعلق بسقوط الصواريخ نفسها، بل بالعواقب الجانبية للاعتراض: بقايا المعادن والشظايا الثقيلة، التي تسقط بشكل عشوائي وقد تتسبب في تعطيل صناعات كاملة، مع التركيز على قطاع الهايتك والصناعات المعرفية".
وتابع "في الوقت الحالي، تستثمر الشركات ملايين الشواكل في حماية غرف الخوادم وتأمين الأمن السيبراني. ومع ذلك، تظل نقطة الضعف الأهم مكشوفة: الأسطح. هناك تُركب البنى التحتية الحيوية مثل أنظمة التبريد (Chillers)، المولدات للطوارئ، وبنى الكهرباء والاتصالات. إصابة محددة لأي منها، حتى لو بدت بسيطة، قد تؤدي إلى انهيار العمليات وتسبب أضرارًا اقتصادية ضخمة، حتى لو كانت غرفة البيانات محمية بالكامل".
وفي هذا السياق، يقول ران نائور، مدير عام شركة أورتيك لأنظمة الحماية: "التركيز على حماية غرفة الخوادم مع تجاهل بنى التبريد والكهرباء على السطح هو خطأ قاتل. إصابة شظية واحدة في Chiller مكشوف يمكن أن تسبب أضرارًا بملايين الشواكل، تعطل شركة وتعرقل التزامات دولية. الحل لا يتطلب استثمارات هائلة، بل تغييرًا في مفهوم "الحماية الموضعية"، حيث تُحمى المكونات الحيوية بشكل دقيق. استثمار عشرات آلاف الشواكل في حماية من هذا النوع زهيد مقارنة بالأضرار المحتملة، ويضمن استمرارية العمل، وهو ميزة تنافسية في حالات الطوارئ".
ووفقًا لبيانات معهد Uptime العالمي، تصل تكلفة تعطل مركز البيانات المتوسط إلى حوالى 9,000 دولار في الدقيقة. وفي الأحداث الحرجة، قد تتجاوز الخسائر مليون دولار في الساعة الأولى فقط. علاوة على ذلك، هناك أضرار غير مباشرة: انتهاك عقود الخدمة مع عملاء دوليين، الإضرار بالسمعة، وتأثير كبير على قيمة الأسهم.
وأضاف الكاتب "التهديد بالطبع لا يقتصر فقط على الشركات الخاصة، بل يشكل خطرًا على المنعة "الوطنية"، مع تهديد مماثل للبنى التحتية المدنية مثل محطات الكهرباء والمياه. يدعو الآن العاملون في القطاع الخاص إلى تعاون بين قيادة الجبهة الداخلية، الهيئة الوطنية للطوارئ والقطاع الخاص، بهدف تحديث معايير الحماية ووضع حوافز للشركات التي تستثمر في حماية بنيتها التحتية الحيوية، قبل أن تصيب الشظية التالية النقطة الأضعف في الاقتصاد "الإسرائيلي"".
وختم فايغلين بالقول "في هذا الواقع الأمني المستمر الذي نعيشه يصبح الأمر واضحًا: السؤال ليس إذا ما كان سيصيب صاروخ مراكز الهايتك بل متى ستجد شظية طريقها إلى السطح الخطأ".