اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

خاص العهد

ارتفاع إصابات كورونا:
خاص العهد

ارتفاع إصابات كورونا: "الصحة" توصي بالحذر.. وحملة تلقيح لتغطية المتحورات الجديدة

81

في ظل ازدياد الحركة السياحية والتجمعات التي شهدها لبنان خلال موسم الصيف، انتشرت موجة جديدة من فيروس كورونا، وسط مؤشرات تتمثّل بارتفاع نسبة الفحوص الإيجابية التي بلغت 18% في بعض المستشفيات و12% في المختبرات. 

ورغم أن المتحورات المنتشرة حاليًا تُعد أقل خطورة من سابقاتها، إلا أن القلق يتصاعد خاصة مع تسجيل حالات دخول متزايدة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة إلى المستشفيات. 

ومع غياب الوفيات المرتبطة بالموجة الحالية، تبحث وزارة الصحة إطلاق حملة تلقيح سنوية جديدة بلقاحات محدثة، في محاولة للحد من تأثير المتحورات المستجدة على الفئات الأكثر هشاشة.
 
بري: لا حالة طوارئ.. والحذر واجب

في هذا السياق، أوضحت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة، الدكتورة عاتكة بري، في تصريح لموقع العهد الإخباري، أن "الوضع الوبائي لفيروس كورونا في لبنان لا يستدعي القلق في المرحلة الراهنة".

ورأت أن "الوضع لا يخرج عن الإطار المتوقع خلال هذه الفترة من السنة، حيث يشهد لبنان موجتين موسميتين من الكورونا: الأولى خلال الشتاء، والثانية خلال فصل الصيف مع عودة المغتربين وازدياد التجمعات".

ولفتت بري إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تعد تصنّف كوفيد-19 كطارئة صحية دولية، بل أصبح يُعامل كمرض تنفسي موسمي يشبه الإنفلونزا، وبالتالي "لم يعد من الضروري الإبلاغ عن كل حالة إصابة، إلا في حال تطورها إلى مضاعفات خطيرة تستدعي العناية الفائقة".

وفي ما يتعلق بالمتحورات المنتشرة حاليًا، أكدت أن لبنان يشهد "نفس المتحورات التي تنتشر في بقية دول العالم، والتي باتت أقل خطورة مقارنة ببداية الجائحة، ولا تؤدي إلى  معدلات الوفيات أو المضاعفات الحادة نفسها".

وفي ما يخص نسب الإصابات، أشارت بري إلى وجود حالات إيجابية داخل وخارج المستشفيات، لكنها "لا تتجاوز النسبة المتوقعة التي اعتدنا عليها في مثل هذا الوقت من الأعوام الماضية". وشدّدت على أن "الوضع لا يزال تحت السيطرة؛ وفقًا للبيانات التي ترصدها الوزارة، عبر شبكات مختارة من المستشفيات والمختبرات".

أما عن الفئات المعرضة للخطر، فأكدت أن "كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، لا سيما الخطيرة منها، هم الأكثر عرضة للمضاعفات"، داعية هؤلاء إلى "الالتزام بإجراءات الوقاية كارتداء الكمامة في التجمعات، غسل اليدين بانتظام، والحرص على تلقي اللقاحات المناسبة، كلقاح الإنفلونزا الموسمية".

وبشأن إمكانية إطلاق حملة تلقيح وطنية جديدة ضد كورونا، أوضحت بري أنه "ليس هناك ما يستدعي ذلك حاليًّا"، لكنها لم تستبعد أن "تقوم الوزارة، وفق التوصيات العلمية، بشراء كمية محدودة من اللقاحات المطوَّرة لتغطية المتحورات الجديدة، واستخدامها عند الحاجة للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات".

وختمت بالتأكيد على ضرورة تعزيز التوعية، خاصة بين الفئات الهشة، إلى جانب استمرار العاملين في القطاع الصحي بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى داخل المؤسسات الصحية.

البزري: الفيروس لم يختفِ بل يتكيّف للبقاء

بدوره، أكّد اختصاصي الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور عبد الرحمن البزري، في حديث لموقع العهد الإخباري، أن عودة ارتفاع إصابات كورونا في لبنان "أمر متوقّع وطبيعي في ظل الموسم السياحي وازدياد التجمعات الاجتماعية والأنشطة الصيفية".

وأشار إلى أن "الاحتكاك الكبير سواء في المطارات أو خلال المناسبات والتجمّعات هو ما أدى إلى تزايد الانتشار خلال الفترة الأخيرة".

وشدّد على أن "كورونا لم تنتهِ بعد،. ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية أنها لم تعد تعتبرها جائحة أو حالة طوارئ صحية، فإنها ما زالت تُصنّف كفيروس تنفسي منتشر ويُصاب به الناس بشكل مستمر، لا موسميًّا كالإنفلونزا، بل طوال العام".

وبحسب البزري، فإن المتحورات الجديدة المنتشرة حاليًّا "لا تُسبب مضاعفات شديدة في معظم الحالات، لكنها تسهم في استمرار انتشار الفيروس بين الناس، خصوصًا أن الفيروس يقوم بتغيير تركيبه الجيني للهرب من المناعة المجتمعية التي تشكلت نتيجة الإصابات السابقة واللقاحات".

وأوضح أن هذه المتحورات "تُظهر قدرة على مقاومة نسبية للمناعة المكتسبة، ما يتيح للفيروس الاستمرار في الانتشار، وإن كانت أغلب الإصابات حاليًّا خفيفة، ولا تستدعي دخول المستشفيات".

وفي مقارنة مع الموجات السابقة التي شهدها لبنان خلال ذروة الجائحة، لفت البزري إلى أن "الوضع اليوم أقل خطورة من حيث عدد الحالات الحرجة، وذلك بفضل المناعة المجتمعية العالية، لكنه يبقى مقلقًا بالنسبة لفئات محددة مثل كبار السن، وذوي الأمراض المزمنة أو النقص المناعي، إذ لا تزال إمكانية التدهور الصحي قائمة".

أما بشأن التوصيات في هذه المرحلة، فدعا البزري إلى "الالتزام بالإجراءات الوقائية الأساسية، خاصة من قبل الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية"، مطالبًا "كل من يشعر بعوارض كورونا أن يتجنب الاختلاط بالآخرين، ويستشير طبيبه قبل تناول أي أدوية أو مضادات حيوية"، كما شدد على أهمية "الحفاظ على النظافة الشخصية، واتباع آداب العطس والسعال، وغسل اليدين بانتظام".

الكلمات المفتاحية
مشاركة