خاص العهد
في ظل انتشار المتحوّر الأفريقي الجديد للحمى القلاعية الذي يهدّد الثروة الحيوانية في لبنان، تتصاعد أسئلة جوهرية حول أداء وزارة الزراعة وقدرتها على إدارة الأزمة. وقد أشار وزير الزراعة خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم الجمعة 12/12/2025 إلى هذا المرض الذي يتفشّى في لبنان بعد انتشاره في دول الجوار، ويؤثّر بشكل كبير في الثروة الحيوانية.
فبعد عامين على ظهور المتحور، لا يزال مخزون اللقاحات غير كافٍ، فيما تأجّل وصول شحنة أساسية تضم 550 ألف لقاح لشهر إضافي، ما يفتح الباب أمام مخاوف من تفاقم الوضع.
وفي الوقت نفسه، يبرز تحرّك نقابة الأطباء البيطريين لطلب لقاحات من الخارج، مقابل رفض الوزارة دعوة النقابة إلى وقف استيراد المواشي مؤقتًا، رغم خطورة التفشي وانتشار التهريب. وبين خسائر اقتصادية غير معلنة وخطط حكومية غير واضحة، تبقى أسئلة المزارعين والمواطنين معلّقة بانتظار أجوبة رسمية حاسمة.
وزير الزراعة نزار هاني أوضح في تصريح لموقع العهد الإخباري، أنّ الحمى القلاعية هي فيروس يصيب الحيوانات فقط، ولا ينتقل إلى الإنسان بأي شكل من الأشكال، سواء بشكل مباشر أو عبر استهلاك الحليب أو مشتقات اللحوم.
وبيّن أنّ المرض ينتقل من مزرعة إلى أخرى، ومن حيوان إلى حيوان، وأنه يشبه في طبيعة انتشاره بعض الفيروسات الأخرى مثل فيروس كورونا، حيث يظهر كل فترة متحوّر جديد يستلزم لقاحًا مخصصًا له.
وأشار هاني إلى أنّ وزارة الزراعة تتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتتبع البروتوكولات الصحية الدولية في متابعة انتشار المرض، حيث تُجمع العينات المبدئية وتُرسل إلى مختبرات متخصصة في بريطانيا وفرنسا لتحديد المتحوّر بدقة وإعداد اللقاح المناسب.
ولفت هاني إلى أنّه حتى الآن تم تحديد انتشار المرض في مناطق محددة، أبرزها البقاع الغربي ومحيطه، بالإضافة إلى بعض الحالات في منطقة الشويفات، بينما باقي مناطق لبنان تحت السيطرة ولا تتأثر بالمتحور الجديد.
وأوضح أنّ الحيوانات المصابة لا تموت عادة، لكن إنتاج الحليب قد يتأثر مؤقتًا لمدة أسبوعين كحد أقصى، مع احتمال تأثير أكبر في الحيوانات الصغيرة ذات المناعة الأقل.
وفي ما يخص الإجراءات الوقائية، بيّن هاني أنّ الوزارة اتخذت خطوات عملية تشمل توعية المزارعين بأفضل طرائق الوقاية، وتفعيل التنسيق مع البلديات للحد من حركة الحيوانات في المناطق المصابة، وإرسال اللقاحات التحسينية التي ستصل خلال الأسبوع المقبل، بهدف دعم صحة القطيع وتقليل انتشار المرض حتى صدور نتائج اللقاحات النهائية.
كذلك أكد هاني أنّ لبنان يطبق بروتوكول تلقيح شامل لكل الأبقار المستوردة، سواء كانت ملقحة سلفًا أو مزودة بشهادات صحية، مع تعديل اللقاحات عند ظهور متحوّرات جديدة.
وشدد على أنّ هذه الإجراءات تضمن استمرار إنتاج الحليب واللحوم بشكل آمن، مع التوقف عن تصدير الحيوانات من المناطق المصابة لحين السيطرة على الوضع، مؤكّدًا أنّ المرض لا يشكل أي خطر على صحة الإنسان أو استهلاك منتجات الحيوان.
وشدد على أنّ الوزارة تتعاون مع المختبرات المحلية والدولية لتحديد المتحوّرات الجديدة للفيروس، ووضع خطط تلقيح دقيقة للقطيع، مشيرًا إلى أنّ الإجراءات تشمل توعية المزارعين بأفضل سبل الوقاية، وفحص الأبقار في المناطق الموبوءة، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للمزارع المتضررة.
ولفت إلى أنّ الحكومة تسعى لضمان استمرارية إنتاج الحليب واللحوم، والحدّ من أي تأثير محتمل في الأسعار أو الأمن الغذائي، مع مراقبة صارمة لمنع انتقال المرض إلى مناطق جديدة.
وختم وزير الزراعة تصريحه لموقعنا بالتشديد على أنّ الوزارة مستمرة في متابعة الملف عن كثب، بهدف حماية الثروة الحيوانية وضمان عدم تأثير المرض في السوق المحلي أو المستهلكين.