عين على العدو

في سياق سياساتها القائمة على قضم الأراضي السورية، وتفتيت سورية، وإضعافها، قدمت "إسرائيل" لسورية مقترحًا مفصلًا بشأن اتفاق أمني، يتضمن خريطة مقترحة تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع فلسطين المحتلة.
وقد أفاد مراسل "القناة 12" في واشنطن باراك رابيد بأنه "تم نقل اقتراح من "إسرائيل" إلى السوريين قبل عدة أسابيع كجزء من المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاق أمني جديد"، وفق قوله.
وأضاف: "ما هو مثير للاهتمام أن هذا الاقتراح، الذي لم يكن معروفًا حتى اليوم، تضمن خريطة تم فيها تفصيل مناطق نزع السلاح التي تريدها "إسرائيل" على الأرض من جنوب غرب دمشق حتى "الحدود"، وهذا ما سمعته من مصدرين مطلعين على التفاصيل".
وأكد أن "هذا الاقتراح مبني على مبادئ "اتفاق السلام" بين "إسرائيل" ومصر التي تفصل كيف يكون نزع السلاح في سيناء، وفقًا للمنطقة "أ" والمنطقة "ب" والمنطقة "ج"، وفي الواقع هكذا ستكون أيضًا الأحزمة الجغرافية بين "الحدود الإسرائيلية" ودمشق التي تحدد أي قوات ووسائل قتالية يمكن الاحتفاظ بها في كل حزام جغرافي".
وأشار أن "هذا الاقتراح يحدد أن المنطقة العازلة بين "إسرائيل" وسورية ستمتد في الجانب السوري كيلومترين"، لافتًا إلى أن "السوريين في المنطقة القريبة لهذا الحزام لن يكون بإمكانهم الاحتفاظ بقوات عسكرية وأسلحة ثقيلة، لكن يمكنهم الاحتفاظ بقوات أمن داخلي وشرطة".
وأضاف "وفقًا لهذا الاقتراح، وهذه نقطة مهمة، كل المنطقة من جنوب غرب دمشق وحتى الحدود ستكون منطقة يمنع فيها تحليق الطائرات السورية، وليست ممنوعة على تحليق الطائرات "الإسرائيلية"، وفقًا لرابيد.
ونقل عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله "إن المبدأ الأساسي هنا هو الحفاظ على ممر جوي آمن لصالح سلاح الجو "الإسرائيلي" نحو إيران في حال دعت الحاجة لهجوم إضافي".
وشدد على أنه "مقابل الترتيبات الأمنية هذه تنسحب "إسرائيل" بشكل متدرج من جميع المناطق التي احتلتها في سورية في السنة الأخيرة، باستثناء الحرمون في الجانب السوري، وهو موقع استراتيجي تريد "إسرائيل" أن تحتفظ به بأي ثمن".
وقال: "من المخطط عقد لقاء بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية السوري برعاية المبعوث الاميركي توم براك اليوم الأربعاء (17 أيلول) في لندن، ويعتبر هذا الاجتماع الثالث بين الجانبين، وربما سيأتي السوريون إلى هذا الاجتماع مع اقتراح مقابل أو رد على الاقتراح "الإسرائيلي"".