لبنان

عدوان صهيوني واسع على أماكن سكنية جنوبًا.. وسلام يكتفي بمناشدة رُعاة وقف النار
تعمّد العدو اليوم زيادة الصخب في غاراته عبر تكرار أسلوب الإنذارات لإرهاب الجنوبيين
شنّ العدو الصهيوني عدوانًا جويًا واسعًا على لبنان، الخميس 18 أيلول/سبتمبر 2025، حيث استهدفت غارات لطائرات حربية صهيونية أماكن سكنية بامتياز ويقع بالقرب من بعضها مدارس ابتدائية وثانوية، في بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين والشهابية وبرج قلاويه في الجنوب.
وجاءت هذه الغارات بعد أنْ هدّد جيش الاحتلال الصهيوني بقصف أماكن مدنية في البلدات المذكورة، في استمرارٍ للخروقات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وأدّى هذا التهديد إلى نزوح العديد من العائلات من منازلها، وسط محاولات واضحة من الاحتلال لإرهاب السكان وخلق حال من الفوضى في المنطقة.
غارة العدو الصهيوني على بلدة دبين
وادّعى جيش الاحتلال أنّ الأماكن المستهدفة هي "منشآت عسكرية"، إلّا أنّ المشاهد تؤكّد أنّها أماكن مدنية بالكامل. كما أنّ الأماكن التي استهدفتها الغارات تقع بالقرب من مدارس وهي خالية من أيّ مظهر عسكري بتاتًا.
المكان الذي استهدفه العدو الصهيوني في كفرتبنيت سكني بامتياز
وبرغم أنّ العدو "الإسرائيلي" لم يتوقّف عن الاعتداءات والغارات اليومية، في انتهاكٍ مستمر للسيادة اللبنانية، لكنّه تعمّد اليوم أنْ تكون غاراته أكثر صخبًا عبر عودته إلى أسلوب الإنذارات المكرَّر لإضفاء مزيد من الإرهاب وإرعاب الجنوبيين، لا سيّما العائدين الصامدين منهم في بلدات الحافّة الأمامية.
غارة العدو الصهيوني على بلدة كفرتبنيت
واكتفى رئيس الحكومة، نواف سلام، بإصدار بيان مناشدة الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار التي تختزلها واشنطن حصرًا، ولم يلوّح بأيّ خطوة عملية.
وتمثَّل رد سلام على التهديدات التي أطلقها جيش الاحتلال وما رافقها من إنذارات عاجلة لإخلاء المنازل، بتكراره القول إنّ "الحكومة اللبنانية، المتمسّكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكّد انخراطها الكامل في اجتماعات "الميكانيزم"، متسائلًا عن "التزام إسرائيل بهذه الآليات".
اعتداء العدو الصهيوني على بلدة ميس الجبل
من جهته، ندّد المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، بـ"عجز السلطة اللبنانية عن حماية الوطن والمواطنين، في ظل العدوان "الإسرائيلي" على بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين في جنوب البلاد".
وتساءل المفتي قبلان، في بيان: "بكل وجع وقهر، أين سلطة الصرخة الوطنية وجوقة حصر السلاح من جحيم الإرهاب الصهيوني الذي يدوس صميم كرامة من يدعي تمثيل السيادة الوطنية؟"، متسائلًا كذلك عن "موقف أصحاب الزعامة والسلطة من مشاهد النزوح المفجعة للأهالي من البلدات الجنوبية، التي تشّكل مع بقية القرى الأمامية بُنيان الدفاع الوطني عن بيروت وباقي محافظات لبنان".
وفي حين أشار إلى أنّ "الدولة تحصر دورها في الضرائب والعتمة والفوضى"، اتّهم طواقمها بـ"عدم القيام بالوظائف الدفاعية الأساسية التي تحمي شرف الوطن، بينما الجنوب والبقاع يتعرّضان لأسوأ عدوان صهيوني يدوس كرامة هذا الوطن وشرف دولته ومؤسّساته".
كما دعا المفتي قبلان أهالي الجنوب والبقاع إلى "عدم الاعتماد على الدولة"، مؤكّدًا أن "ما يُسمّى الدولة لا تحميهم ولا تريد حمايتهم"، ومعبّرًا عن "خشية كبيرة من الانحطاط السيادي الذي يكاد يتخلّى عن أدنى مقوّمات بقاء لبنان".