عين على العدو

قال المحلل السياسي والمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق آفي بنياهو، في مقالة له على موقع صحيفة "معاريف الإسرائيلية":" لو لم نكن في عشية العيد، مع الترقب والأمل بسنة جديدة، ولولا الحاجة إلى شيء من الأجواء الاحتفالية وبث التفاؤل، لكنت أطلقت على هذا الشهر اسم "أيلول الأسود".
وتابع :"هذا هو الشهر الذي أعادت فيه "إسرائيل" توحيد العالم العربي من جديد حول هجوم عديم الجدوى على قطر. هذه الدولة التي كانت مكروهة من معظم الدول العربية أصبحت الآن محطّ تعاطف ودعم- وهذا نفاق- في ما يتعلق بانتهاك سيادتها. إنه شهر تدين فيه مصر والأردن "إسرائيل"، ويخاطب فيه الرئيس المصري "شعب إسرائيل" قائلاً إن "السلام في خطر". شهر تبتعد فيه احتمالات التوصل إلى اتفاق مع السعودية، ويعترف فيه رئيس الوزراء أن الحصار الأمني والسياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والأكاديمي يقود "إسرائيل" إلى عزلة غير مسبوقة، وإلى الحاجة للاستعداد لـ"سوبر-إسبرطة" (دولة عسكرية منغلقة) واقتصاد اكتفاء ذاتي".
وأضاف: "هذا هو الشهر الذي يُحذّر فيه رئيس الأركان "الكابينيت" من تبعات إرسال قوات الاحتياط والجنود النظاميين مجددًا إلى "فخ الموت"، من دون هدف واضح أو استراتيجية، مع تعريض حياة الأسرى والجنود للخطر – وهم يردّون عليه: "سمعناك، تابع". وهو الشهر الذي يُعلن فيه إيتمار بن غفير لرجال الشرطة أنه يُخطط لهم حيًّا من الفيلات، في "أجمل مكان في العالم، في غزة"، وهم يصفقون له.. شهرٌ تتغلغل فيه السياسة إلى كل زاوية من حياتنا، وحتى إلى قدس أقداس "أمن إسرائيل"، حين يتوسل رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش، أمام "الكنيست"، لتجنيد "الحريديم"، لأنه بحاجة إلى عناصر، ويحذّر من أن جيش الخدمة الدائمة يواجه أزمة حادة، وأن جيش الاحتياط يتحول إلى جيش نظامي. لكنه يتحدث إلى جدار؛ لأن رئيس الحكومة يحمي "الكابينيت"، و"الكابينيت" يحمي الحكومة، والحكومة تحمي الائتلاف، والائتلاف يحمي قاعدته الانتخابية، والقاعدة الانتخابية تحمي الحكم والمناصب والوظائف ونهب المال العام".
وأردف بنياهو :""أيلول الأسود" هو الشهر الذي قررت فيه الحكومة أنه لا رغبة لديها ولا ميزانية لإقامة مراسم إحياء، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لآلاف القتلى في أكبر كارثة في تاريخنا. ومع ذلك، تموّل بعشرات الملايين فقط "الاحتفالات": في أومان وميرون وفي احتفالات الضم في الأراضي المحتلة، وفي نقل المدفع المقدس لسفينة "ألـتَلِـنا" من معسكر فؤوم إلى متحف بيغن- قد "ينهض من قبره" ليصفع وزير "الأمن" الحرب- على ما ينشغل به في وقت الحرب".
وتابع المحلل :"نعم، هذا هو الشهر الذي تُشتبه فيه وزيرة في الحكومة بارتكاب مخالفات خطيرة، وترفض المثول للتحقيق في الشرطة وتضع شروطًا. ورئيس الحكومة لا يدفعها للمثول؛ بل على العكس تمامًا. هو يدّعي أن المستشارة القانونية تطارد وزراء الحكومة ووزيراتها. إنه الشهر الذي تُلغى فيه صفقات ضخمة مع شركات "إسرائيلية"، شهر لا يجد فيه الميناء البحري الجديد في أشدود دولة تبيع له رافعات وحَمالات، شهر يُعتقل ويُستجوب فيه "إسرائيليون"، في جميع أنحاء العالم. وشهر تُعلن فيه بريطانيا أنها لن تقبل بعد الآن ضباطًا "إسرائيليين" للدراسة في الأكاديمية العسكرية، وشهر نعلن فيه الرغبة في ضم الأراضي، ونفقد الدعم بوتيرة متسارعة في كل أنحاء العالم، وفي هذا الشهر تُوعدنا بالدم والعرق والدموع، بحربٍ لا تكفي أبدًا، وباقتصاد اكتفاء ذاتي ودولة إسبرطية، لنا ولأبنائنا ولأحفادنا".