إيران

أكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنه على الرغم من تعاون وزارة الخارجية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديمها خططًا لحل القضية النووية الإيرانية، فإن تصرفات بعض الدول الأوروبية ستؤدي فعليًّا إلى تعليق مسار التعاون مع الوكالة.
وعقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعًا برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان، جرى خلاله مناقشة الوضع في المنطقة ومغامرات الكيان الصهيوني، وأوضحت أمانة المجلس في بيان، أنه "تم التأكيد خلال الاجتماع على أن سياسة جمهورية إيران الإسلامية في ظل الظروف الراهنة، تتمثل في التعاون قدر الإمكان لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة".
كما تطرق الاجتماع إلى تحليل تصرفات بعض الدول على الساحة الدولية، والتي شملت العمليات العسكرية والعقوبات، بما في ذلك الإجراءات غير المدروسة التي أقدمت عليها ثلاث دول أوروبية بشأن القضية النووية الإيرانية.
وأشار البيان إلى أنه "على الرغم من تعاون وزارة الخارجية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديمها خططًا لحل هذه القضية، فإن تصرفات الدول الأوروبية المعنية ستؤدي عمليًّا إلى تعليق مسار التعاون مع الوكالة".
وفي ختام الاجتماع، كُلفت وزارة الخارجية الإيرانية بمواصلة مشاوراتها في إطار قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي، لحماية المصالح الوطنية للبلاد.
كما عبر المجتمعون عن شكرهم للخطوة الحكيمة التي اتخذتها السلطة القضائية بالعفو عن السجناء، معتبرين أنها تسهم في تعزيز التضامن الوطني وتعكس نهج الدولة في ترسيخ الوحدة الداخلية.
رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان: ينبغي لفارضي العقوبات الاستعداد لدفع أثمان باهظة
في غضون ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، إبراهيم عزيزي أن سياسة "الضغط الأقصى" قد فشلت، وسيندم فارضوها ومؤيدوها هذه المرة، وعليهم أن يكونوا مستعدين لدفع أثمان باهظة أثقل من الماضي.
وفي منشور له على منصة "إكس" حذر عزيزي الدول التي تستغل حسن نية إيران في مسار الحوار، قائلًا: "لم تُسفر سياسة الضغط الأقصى قط عن أي نتائج، وهذه المرة لن تكون فقط عديمة الجدوى، بل ستترتب عليها تكاليف أثقل من أي وقت مضى على فارضيها ومؤيديها".
وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ظلت دائمًا ملتزمة بمنطق الحوار والتفاعل البنّاء، وأضاف: "بدلًا من الاستفادة من الفرص الدبلوماسية، أغلقت بعض القوى أبواب التفاوض أمام نفسها واختارت طريق الضغط والمواجهة. هذا الخيار الخطأ لن يوصلها إلى أهدافها فحسب، بل سيؤدي إلى عزلة هذه القوى المتزايدة وهزيمتها المؤكدة".
وشدد عزيزي على أن: "تجارب السنوات الأخيرة أثبتت أن سياسة الضغط الأقصى ضدّ الشعب الإيراني قد فشلت، وكانت النتيجة الوحيدة لها هي زيادة التكاليف على أعداء إيران. فالشعب الإيراني لم ولن يتراجع أبدًا أمام التهديدات والضغوط، وهذا الصمود ذاته كان العامل الرئيس في إفشال جميع السياسات العدائية".
وأوضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر التفاوض أداة قوة، لكنّها لن تسمح أبدًا بتحويل حسن نيتها واستعدادها للحوار إلى فرصة للاستغلال ونقض الاتفاقيات.
واعتبر أن "الحوار ليس امتيازًا بلا حدود، وعلى الأطراف التي تختار طريق الضغط أن تدرك أن إيران ستُقدم ردًّا أكثر حزمًا وجِدّية".
ورأى عزيزي أنه "ينبغي لفارضي سياسات الضغط أن يكونوا مستعدين لدفع أثمان باهظة أثقل من الماضي"، مؤكدًا على أن بلاده ستدافع بقوة عن مصالحها الوطنية وأمن المنطقة".
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي، قد فشل يوم أمس الجمعة 19/9/2025، في تبني مشروع قرار، اقترحته كوريا الجنوبية الرئيس الدوري للمجلس، بتمديد تعليق العقوبات الدولية على إيران، لمنع إعادة فرض العقوبات على إيران التي تم رفعها في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل المشترك الشاملة (JCPOA).