اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي النائب رعد استقبل السفير العراقي في ‏لبنان 

نقاط على الحروف

إضاءة صخرة الروشة: إعلام التحريض والتهويل بالشارع!
نقاط على الحروف

إضاءة صخرة الروشة: إعلام التحريض والتهويل بالشارع!

116

صخرة الروشة ذاك المعلم الرمزي والسياحي في قلب بيروت، حوّل منذ أيام قليلة إلى ملكية خاصة، والى حلبة جمعت كلّ أخصام المقاومة، لبث التحريض وتعزيز سياسة الانقسام المناطقي والطائفي. تحرّكات سريعة تجلّت عبر بيانات ومواقف ملأت وسائل التواصل الاجتماعي من نواب وصحافيين وقنوات إعلامية، على خلفية دعوة حزب الله إلى إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، وذلك إحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهادهما. تدحرجت كرة التحريض، مع إصدار رئيس الحكومة نواف سلام بيانًا يطلب فيه أخذ الترخيص لاستخدام الأماكن الأثرية، وزاد الطين بلّة تحوّل هذا الجدل المفتعل إلى ما يشبه نية عزل فئة لبنانية ضمن نطاق جغرافي محدّد، ليس بوسعها التحرك أو إقامة أي فعالية خارج المنطقة التي تقطن فيها! هكذا، ظهّرت بشكل أكبر هذه اللغة التقسيمية، من خلال تحويل معلم عام لجميع اللبنانيين إلى ملكية خاصة لفئة محدّدة، صادر نواب بيروت الكلام وبثوا لغة التهويل والتحريض بدل لغة الجمع والإلتقاء.

Mtv تحّذر الحكومة!

إذًا، حملة شعواء شنّت في الأيام الأخيرة بعيد إعلان حزب الله عن فعاليات الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، وأبرزها إضاءة صخرة الروشة. يمكن هنا، التوقف عند تقرير قناة mtv، الذي بث أمس، تحت عنوان: "صخرة الروشة بين الدولة والدويلة"، ذهبت فيه المحطة إلى أبعد من فعالية وطنية، لتضع خطوة إضاءة صخرة الروشة ضمن "تحدي حزب الله للدولة". كمّ هائل من التحريض وتنميط بيئة المقاومة تخلل هذا التقرير، من خلال الادّعاء أن حزب الله تجاوز "العاصمة ورمزيتها". تعمّد التقرير تصوير حزب الله على أنه حزب مارق سيحاول الالتفاف على تنفيذ هذه الفعالية إن كان في البر أو الجو أو البحر، في مسار يضخّم الحدث، ويسيء إلى المقاومة بالدرجة الأولى. وبلغة فوقية كما دأبت المحطة على الدوام في خطابها مع أركان الدولة اللبنانية، حذر التقرير الحكومة وخاطبها بالقول: "إنك امام اختبار حقيقي لحصر السلاح"، واضاف: "إذا حقق حزب الله انتصاره على الحكومة فكيف ستتمكّن الأخيرة من حصر ترسانة السلاح؟". وأنهى أوامره للحكومة بأن "تتحرك سريعًا كي لا ينحر حزب الله مجددًا الدولة من على صخرة الروشة!".

التحريض المذهبي والطائفي

ذهبت فعالية إضاءة صخرة الروشة إلى أبعد من منطقة جغرافية واقعة في قلب العاصمة اللبنانية، واكتسبت أبعادًا طائفية ومذهبية. كان واضحًا، تعمّد استخدام هذا الخطاب وتغذيته في الشارع. طبعًا إلى جانب مضامين التقارير الإخبارية التي تخطت الحدود اللبنانية. سنتكئ هنا، على تقرير لشبكة "سكاي نيوز" الإماراتية، التي ضمّنت هذا الخطاب تقاريرها. فتحت عنوان: "صورة حسن نصر الله على صخرة الروشة في بيروت تثير الجدل"، بدت لغة التحريض واضحة هنا، إذ سأل التقرير: "من يصرّ على تحويل رمز وطني جامع إلى منصة تعبئة سياسية". وخصّ هنا بالذكر "المواطن البيروتي" الذي ادعى التقرير أنه "بات متوجسًا من أن يفقد أيقونته البحرية لصالح لغة الاستفزازات المتبادلة"!.

التهويل بالشارع

التقرير نفسه، تعمّد استخدام لغة التهويل والتخويف من انفلات الشارع على خلفية إقامة هذه الفعالية، إذ قال إن "الوضع الميداني حتّى اللحظة تحت السيطرة"، و"يخشى كثيرون أن يتحول الجدل الافتراضي إلى مواجهات على الأرض خاصة مع حساسيات التوازنات الأمنية". واتكأ على ما أسماه "مصدر أمني محلي"، أشار إلى أن "الأهالي قلقون من أي تحرك غير مدروس قد يشعل توترات في محيط الروشة حيث يتوافد يوميًا مئات اللبنانيين والسياح"!. الأجواء عينها، حضرت على منصة "ليبانون ديبايت"، مع مقال معنون: "صخرة الروشة تتحوّل إلى بوسطة عين الرمانة". أسف التقرير هنا، لتحوّل مبادرة "حزب الله"، إلى ما يشبه "الشرارة التي تعيد إلى الأذهان حادثة بوسطة عين الرمانة التي فجرّت الحرب الأهلية". وحدّد هنا، المناطق التي قد يطالها هذا الاحتكاك والتوتّر سيما ما وصفها بالمناطق المختلطة، كطريق الجديدة، ورأس النبع والمصيطبة، وحذّر من انزلاق الوضع إلى "اقتتال مذهبي يبدأ من بيروت وقد يمتد إلى باقي المناطق".

الضاحية كغيتو انعزالي عن بيروت

في خضم هذا الجدل المشتعل حول إضاءة صخرة الروشة، برز خطاب فئوي مناطقي يحاول عزل فئة لبنانية عن العاصمة. كلنا نتذكر فعالية إحياء ذكرى "تفجير البايجر" التي أقيمت أيضًا في بيروت بين الروشة وعين المريسة، وقتها أيضًا علت أصوات تطالب بإقامة هذه الفعالية في الضاحية الجنوبية لبيروت. اليوم يعود الخطاب عينه، على الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي. وتنمّط بيئة المقاومة، أو حتّى تشيطن الضاحية الجنوبية. يمكن هنا، العودة إلى تقرير mtv، الآنف الذكر، عندما قال: "الدولة امام اختبار عدم تحويل بيروت إلى الضاحية"، وكأن بيروت ليست ملكًا للبنانيين، أو أن الضاحية منحسرة بنشاطات حزبية فئوية!. إلى جانب mtv، كان لافتًا ما قاله نائب رئيس مجلس تحرير صحيفة "النهار" نبيل بو منصف في حوار على قناة "الجديد" حول فعالية إضاءة صخرة الروشة. إذ دعا بدوره أنصار المقاومة إلى إحياء هذه الذكرى في الضاحية في "مكان أرحب" حسب وصفه، واتهم حزب الله بإثارة النعرات الطائفية والحزبية من خلال اقامة هذه الفعالية في العاصمة!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة