إيران

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الأربعاء 24 أيلول/سبتمبر 2025، أن العدوان "الإسرائيلي" الأميركي على إيران كان خيانة للدبلوماسية، واعتداء على السلام والأمن، لافتًا إلى أن العدوان جاء فيما كانت إيران تفاوض وتسير في طريق الدبلوماسية.
وخلال كلمته عرض الرئيس بزشكيان صور شهداء العدوان الصهيوني على إيران والذي استمر 12 يومًا، وقال: "لقد شهدتم جميعًا أن بلدي تعرض في حزيران/يونيو الماضي لعدوان وحشي انتهك المبادئ الراسخة للقانون الدولي. إن الغارات الجوية التي شنها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية على المدن والمنازل والبنية التحتية الإيرانية - في وقت كنا على طريق المفاوضات الدبلوماسية - كانت خيانة عظمى للدبلوماسية وقوضت جهود إرساء الاستقرار والسلام".
وأضاف: "هذا العدوان السافر، بالإضافة إلى استشهاد عدد من القادة والمواطنين والأطفال والنساء والعلماء والنخب العلمية في بلدي، وجه ضربة قاصمة للثقة الدولية وآفاق السلام في المنطقة"، وتابع قائلاً: "العدوان "الإسرائيلي" على بلادي خيانة للدبلوماسية واعتداء على السلام والأمن".
وشدد بزشكيان على أن جهود الأعداء لبثّ الفرقة بين الشعب الإيراني باءت بالفشل. معتبرًا أن الاعتداء "على منشآت نووية هي تحت إشراف دولي، واستهداف رجال الدولة وقادة الدولة، مثالان على هذه الجرائم".
وأكد أن إيران لن ترضخ للمعتدين، مشيرًا إلى أن أعداء إيران، عززوا دون قصد، الوحدة الوطنية لدى الشعب الإيراني".
وقال: "إنهم يقتلون الأطفال والنساء في غزّة ويدمرون كلّ شيء، وإذا استمر هذا، فإنه سيطاول كلّ الدول.. منذ عامين نشهد إبادة في غزّة وانتهاك سيادة لبنان ودمارًا في سورية وقتلًا في اليمن".
أضاف بزشكيان: "إن قادة "إسرائيل" يتبجحون بخريطة "إسرائيل الكبرى" ما يكشف نواياهم لفرض ذلك بالقوّة والبطش، مشددًا على أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مجرم، والنظام الصهيوني ورعاته يريدون فرض وجودهم بالقوّة.
وكرر الرئيس الإيراني موقف بلاده الرسمي بعدم سعيها قط إلى صنع قنبلة نووية، مؤكدًا مجددًا أنها لن تفعل ذلك أبدًا.
وتطرق بزشكيان في كلمته إلى مساعي الدول الأوروبية لتفعيل "آلية الزناد" وقال: "في الأسبوع الماضي، بعد أن فشلت ثلاث دول أوروبية في إخضاع الشعب الإيراني الأبي بعشر سنوات من عدم الوفاء بتعهداتها وما تلاه من دعم للعدوان العسكري، حاولت، بناءً على طلب الولايات المتحدة، وبالضغط والتهديد والفرض والاستغلال الصارخ، إعادة العمل بقرارات مجلس الأمن الملغاة ضدّ إيران".
وأوضح: "في هذه العملية، تجاهلت هذه الدول حسن النية من جهة إيران، وتجاوزت المتطلبات القانونية، وصوّرت الإجراءات القانونية التعويضية التي اتّخذتها إيران ضدّ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وعدم امتثال أوروبا وعجزها المطلق على أنها "انتهاك صارخ"، وقدّمت نفسها زورًا على أنها "أطراف راسخة" في الاتفاق، ووصفت جهود إيران الصادقة بأنها غير كافية". مشيرًا إلى أن "كلّ هذا كان بهدف تدمير خطة العمل الشاملة المشتركة ذاتها التي اعتبرتها هي نفسها أعظم إنجاز للدبلوماسية متعددة الأطراف".
وتابع: "هذا الإجراء غير القانوني الذي عارضه أيضًا بعض أعضاء مجلس الأمن، لا يتمتع بأي شرعية دولية، ولن يرحب به المجتمع الدولي..".
وأكد بزشكيان أن إيران تطمح إلى أن يكون العالم دون أسلحة دمار شامل، لكن الأعداء يملكون تلك الأسلحة، مشدّدًا على أن إيران لن تسعى للحصول على قنبلة نووية، وهناك فتوى شرعية بذلك.
وجدد الرئيس بزشكيان إدانة بلاده للعدوان "الإسرائيلي" على قطر، كما جدد موقف إيران الداعي إلى إنهاء الحرب الأوكرانية – الروسية على أساس اتفاق عادل ودائم. وقال: "إيران تُقدّر السلام والاستقرار الإقليميين، وتدعم عملية السلام بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا، وإيران ترحب باتفاقية الدفاع السعودية - الباكستانية كنقطة انطلاق للأمن الإقليمي الشامل".
أضاف: "إن إيران ترى أن الأمن يقوم على الثقة والاحترام المتبادل والتعددية، وتدعم إعادة بناء المؤسسات وتجنب الاستقطاب السياسي.. وأدعو الجميع إلى الإنصات لبعضهم بدلًا من رفع أصواتهم". داعيًا إلى "إعادة النظر في الأسس الفكرية والعنف السياسي والتي لا تُؤرق المجتمع الدولي اليوم فحسب، بل أدت أيضًا إلى التوّتر والفوضى داخل المجتمعات".
وختم قائلًا: "لنُعد بناء مصداقية مؤسسات القانون الدولي وآلياته، ونلتزم بإنشاء نظام أمن وتعاون إقليمي في غرب آسيا من خلال السلام والحوار والصداقة".