عين على العدو

قالت المراسلة والمحللة السياسية في صحيفة "معاريف الإسرائيلية"، أنا بارسكي، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غادر الليلة إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي غدًا الجمعة 25 أيلول/سبتمبر 2025 خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن يلتقي يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
وأوضحت بارسكي أن الزيارة تأتي في ظروف حساسة للغاية، في ظل موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي شهدها هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن اجتماعًا فرنسيًا - سعوديًا عُقد يوم الاثنين في نيويورك، أعلنت خلاله دول غربية اعترافها بدولة فلسطينية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا عن الموقف ذاته، ما أطلق موجة انتقادات حادة ضدّ "إسرائيل" على خلفية عملياتها في غزّة.
وذكرت أن مئات المتظاهرين احتشدوا عشية مغادرة نتنياهو في مطار "بن غوريون"، احتجاجًا على تعيين دافيد زيني رئيسًا لجهاز "الشاباك"، واستمرار الحرب، وعدم استعادة الأسرى. ورفع المتظاهرون شعارات تتهم نتنياهو بـ"العمل على إضعاف أجهزة الأمن وتعريض "الدولة" للخطر"، مؤكدين أن "الحكومة تُعرّض "الدولة" للخطر والشعب سيوقفها".
وأشارت إلى أن الرحلة تتم في ظروف استثنائية، بسبب قيود الطيران التي فُرضت على خلفية أوامر التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، وهو ما أجبر طائرة "جناح صهيون" على تجنب المرور عبر أجواء بعض الدول، وأضافت أن هذا المسار الأطول فرض ترتيبات لوجستية خاصة، منها إضافة وقود وتقليص حجم الوفد المرافق، كما لم يرافق نتنياهو أي من الصحافيين من الكيان الصهيوني.
وتابعت أن خطاب نتنياهو في نيويورك من المتوقع أن يركز على التصدي لمسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والرد على قرارات الأمم المتحدة التي تتهم "إسرائيل" بارتكاب "إبادة جماعية"، مشيرة إلى أن التقديرات في محيط رئيس الحكومة تشير إلى أن الخطاب سيكون هجوميًا وبنبرة حادة، في محاولة لوقف ما يعتبره توجهًا سياسيًا يهدّد شرعية "إسرائيل".
وفي السياق نفسه، أفادت بارسكي أن أوساط اليمين داخل الائتلاف تمارس ضغوطًا على نتنياهو لإعلان فرض السيادة "الإسرائيلية" على أجزاء من الضفّة الغربية. في المقابل، يواجه ترامب ضغوطًا عربية لمنع "إسرائيل" من الإقدام على خطوة الضم، التي قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع.
ونقلت بارسكي عن مصادر مطلعة أن "إسرائيل" طلبت من الإدارة الأميركية ممارسة مزيد من الضغط على مصر، على خلفية التوسع في التسلح داخل سيناء، في خرق محتمل لاتفاقية التطبيع.
وختمت بارسكي تقريرها بنقل تقديرات مسؤولين سياسيين في "إسرائيل"، وصفوا الزيارة بأنها "واحد من أهم اختبارات نتنياهو في الفترة الأخيرة"، مشيرين إلى أنها "ليست مجرد خطاب في الأمم المتحدة، بل معركة على الشرعية السياسية لـ"إسرائيل"، حيث يُعد دعم واشنطن العنصر الأهم"، بحسب ما قاله مصدر رفيع.