اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مدير "قساطلي شتورة" يتحاور مع "إسرائيليين" في قبرص

خاص العهد

إعلاميون وأكاديميون عراقيون في ذكرى استشهاد سيد المقاومة: أمة في رجل
خاص العهد

إعلاميون وأكاديميون عراقيون في ذكرى استشهاد سيد المقاومة: أمة في رجل

66

لمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، جدّد العراقيون حزنهم الكبير على فقدان الأمين العام لحزب الله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، حيث انطلقت منذ وقت مبكر العديد من الفعاليات الجماهيرية والنخبوية المتنوعة في مختلف محافظات ومدن البلاد، إحياء لهذه المناسبة الأليمة.

موقع "العهد" الاخباري، التقى عددًا من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين العراقيين، الذين تطرقوا إلى جوانب وأبعاد مختلفة من شخصية السيد الشهيد، السياسية والجهادية والاجتماعية، ودلالات الأثر الكبير الذي خلفه الشهيد لدى مختلف مكونات المجتمع العراقي.

قائد محوري وشخصية استثنائية

يقول المدرس في جامعة المثنى الدكتور عمار العامري: "كان السيد حسن نصر الله قائدًا محوريًا في المشهد الإقليمي للمقاومة الإسلامية الممتدة من الضاحية الجنوبية، قلب لبنان النابض، وغزة رئة فلسطين، إلى العراق، وسورية، واليمن، وحتى إيران، إذ لم تقتصر شخصيته على الدور اللبناني في إدارة المواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب، إنما كان يشكل حلقة الوصل التي أعطت هذا المحور دعمًا كبيرًا في الخطاب والرمزية، مما جعل من صوته ارتدادًا مدويًا في كل المعارك التي تخص الأمة وقضاياها".

ويضيف: "أما على الصعيد الدولي فقد كانت شخصية السيد نصر الله تمثل الهاجس المقلق للكيان الصهيوني وحلفاءه الغربيين؛ حيث إن مضامين خطاباته كانت تتابع بعمق من قبل مراكز التحليل "الإسرائيلية" قبل إن يستمع لها العالم العربي، وأما تحركاته فكانت ترصد وتدخل في حسابات الأمن القومي الأميركي و"الإسرائيلي"، لذا مثل استشهاده خسارة كبيرة ليس على صعيد محور المقاومة فحسب، كون الكيان أزال شخص له ثقله في الردع الاستراتيجي وصناعة المعادلات الإقليمية، إنما فقدناه كإحدى الشخصيات المؤثرة في مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأسره".

ويستدرك العامري بالقول: "فقدانه زاد من صلابة محور المقاومة، إذ تحول إلى رمز جامع شامل تتبناه كل القوى المناهضة للهيمنة الأميركية و"الإسرائيلية"، وبذلك تحولت قضية استشهاده إلى عنصر استنهاض وشحذ للهمم، وعنصر للمواجهة الإقليمية، لا سيما في ظل التوترات المتجددة في المنطقة".

 خسارة كبرى لا تعوّض

بدوره، يصف الإعلامي عباس المرياني، الشهيد السيد حسن نصر الله بأنه "كان يمثل منظومة القيم الفكرية والجهادية والأخلاقية التي شرعها الله لأنبيائه ورسله وصفوته من عباده الصالحين من أجل إقامة العدل، ومحاربة الظلم والجور والاستبداد، ومواجهة الطغاة، وقد تجلى هذا المعنى من خلال الفارق الكبير في العدة والعدد طوال فترة المواجهة التي كان يقودها حزب الله ضد الكيان الغاصب وداعميه من المطبعين والخونة والمرجفين، فأثمرت هذه المواجهة على مدار عشرين عامًا تقريبًا انتصارات عجزت عن تحقيقها جيوش ودول وأساطيل".

ويتابع: "وقد برز دور السيد الشهيد نصر الله كقائد فذ من طراز فريد، لم ترهبه قوة وإمكانيات العدو، وكان مؤمنًا بقدره، لهذا جاءته الشهادة في سبيل الله، وقد استحقها بأعلى رتبها، لأن مثله لا تليق به إلا هذه الخاتمة، وكان كجده الحسين عليه السلام، مدرسة ومنهجًا وموقفًا وانتصارًا. وإن من لم يشهد زمن الانتصارات التي تحققت بقيادة شهيدنا الأقدس على الكيان الغاصب، لم ولن يعرف لذة وطعم الانتصار".

ويرى الإعلامي المرياني أن "فقدان السيد نصر الله، خسارة كبرى لا يمكن تعويضها، ومرارة وغصة لا تزول إلا بالانتقام من قاتليه وسحقهم إلى الأبد، وهذا وعد رباني مهما طال الزمن، ونعم فقدناه كقائد ورمز، إلا أن منهجه باق ما دام الليل والنهار، لأنه منهج القرآن الكريم، ومنهج الدين المحمدي الأصيل، ومنهج الرسول العظيم وأهل بيته الأطهار في نصرة المظلومين ومواجهة الظالمين".

أمة في رجل

من جانبه، يعتبر الباحث في الشأن الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي، أن السيد الشهيد نصر الله، كان بحق أمة في رجل، إذ إنه قاد حزب الله في أحلك وأصعب الظروف، ونجح في تحقيق انتصارات كبيرة ومشرفة على العدو.

ويقول الدليمي إن رمزية السيد الشهيد، اكتسحت قلوب وعقول الأحرار جميعًا، لا سيما ممن اقترن الأمر عنده مع البعد الإسلامي، وأنه تألق في وجدان محبيه لما امتلكه من خصائص نادرة وقدرة على التأثير، والإيثار العالي، والصراحة والوضوح، والثقة المطلقة بالله تعالى، والإيمان الحقيقي بالمشروع الإسلامي"، مشيرًا إلى أنه "زاد تعلق محبيه به بعد استشهاد ولده هادي في إحدى المعارك مع العدو الصهيوني عام 1997".

ويؤكد الدليمي أن السيد نصر الله كان صاحب مشروع سماوي، لم يبغِ منه إلا الشهادة بعد النصر، وإن تأبين كبار مراجع الدين له زاد من شدة التعلق به شهيدًا اكثر مما كان حيًا، فمنزلة شهيد المقاومة، والشهيد الأسمى، وشهيد الأمة، كلمات ليست عابرة، أطلقها المراجع العظام تقديرًا وتثمينًا للفقد الكبير لذلك القائد الكبير.

 قامة جهادية عالمية

أما رئيس مؤسسة "فنقاوم" للثقافة والفنون، الفنان التشكيلي علي عاتب، فيقول إن الحروف والكلمات والجمل، وكل وسائل وأدوات التعبير والوصف، تعجز عن تصوير وتوضيح وإبراز مكانة وتأثير وحضور سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله، سواء في حياته أو بعد استشهاده، لأن مسيرته الطويلة كانت حافلة بالمآثر والبطولات، والتضحيات ونكران الذات، والانشغال بقضايا وهموم الأمة الإسلامية وسبل التصدي لأعدائها.   
ويشير عاتب إلى "أن القائد السيد نصر الله نجح خلال تصديه للمسؤولية على مدى ثلاثة عقود ونصف من الزمن في صنع جيل مقاوم شجاع، مؤمن بحقيقة واحقية مشروع المقاومة، ومدرك لطبيعة ومخاطر التحديات والتهديدات التي تواجه الأمة الإسلامية، ومشخص لهوية الأعداء وطبيعة المخططات والمشاريع التدميرية لهم، ومن هذا المنطلق تحققت الكثير من الانتصارات في لبنان وغيره".   

 صاحب الرؤية الثاقبة

أما الباحث في شؤون المقاومة، أحمد الخزعلي، فقد أكد "أن الحديث عن الشهيد السيد حسن نصر الله هو حديث عن علماء الإسلام الأصيل، اذ إن الله اصطفاه ليكون القدوة الحسنة في الأبعاد التالية:

أولًا: إخلاصه لله وذوبانه بالمشروع الإسلامي، لا سيما في عصرنا هذا، عصر جهاد التبيين والتمهيد.

ثانيًا: فهمه أن أداء التكليف الشرعي لا يكون إلا من خلال بوابة الله ورسوله، والوصي الخاتم عجل الله تعالى فرجه الشريف، ونائبه بالحق السيد القائد علي الحسيني الخامنئي، وبقية مراجع الدين العدول، فالتكليف الشرعي لديه هو أن نؤدي أفضل ما نستطيع تقديمه، سواء تحققت الأهداف أم لم تتحقق.

ثالثًا: استطاع أن يواصل طريق رسالة العلماء والشهداء، وذلك في مرحلة بالغة الصعوبة والخطورة، وتمكن أن يُورِّث رسالة الإسلام في بعدها الثوري والجهادي المقاوم من الآباء إلى الأبناء.

رابعًا: كان يمتلك رؤية وقراءة استشرافية دقيقة للواقع المحلي والإقليمي والدولي، ويبث الأمل المشرق لأمته الإسلامية، ويعلم أن سقوط الكيان الصهيوني الأميركي، واقع لا محالة، لكنه يتطلب وقتًا لتآكلهم وموتهم.

ويختم: "إن نصر الله هو نصرٌ من الله وفتحُ قريب".

الكلمات المفتاحية
مشاركة