اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بالصور| إحياء فعالية لحظة عروج سيد شهداء الأمة من مختلف البلدات البقاعية

تحقيقات ومقابلات

القصيدة التي لا تموت.. مهرجانات شعرية وأدبية في ذكرى السيدين الشهيدين
تحقيقات ومقابلات

القصيدة التي لا تموت.. مهرجانات شعرية وأدبية في ذكرى السيدين الشهيدين

القصيدة الخالدة: مهرجانات شعرية وأدبية إحياء لذكرى السيدين الشهيدين
56

يُعد الشعر والأدب من أقدم وأعمق وسائل التعبير التي عرفتها الإنسانية، لكنّه في سياق المقاومة يتحول إلى أكثر من أداة جمالية، ليصبح سلاحًا ثقافيًا وفكريًا يدافع عن الهوية، ويخلّد التضحيات. والأدب المقاوم لا يكتفي بسرد الواقع، بل يُعيد تشكيله، فمن خلاله نحفظ أسماء الشهداء، ونُبقي اللغة حيّة نابضة بالحقيقة. 

وفي هذا المقام، لا نجد أصدق من الكلمة، ومن الشعر، ومن الأدب المقاوم، لنعبر من خلالها عن وفائنا لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين في الذكرى السنوية الأولى لشهادتهما، فالشهيد لا يموت حين نذكره، بل يعود ليحيا في كلّ لحظة صدق نعيشها، وكلّ  موقف حقّ نقفه، وكلّ  قصيدة وفاء نكتبها.

إن إحياءنا لهذه الذكرى ليس فعلًا عابرًا، بل هو تجديد عهد، وتأكيد أن الشهداء حاضرون فينا، في وعينا، في جملنا، في قصائدنا، في سطور تُكتب بدموع المحبّة والولاء. ولهذا يحيي حزب الله ذكراهما من خلال منبر الأدب، ليكون الشعر شاهدًا، والكلمة ميثاقًا، والصوت صدى لا ينطفئ.

عن هذه الفعاليات، يتحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة لموقع "العهد"، قائلًا: "في هذه المناسبة الاستثنائية، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، لا بد من التأكيد أولًا على استمرار المشروع الذي استُشهدا من أجله، وثانيًا على محاولة كلّ فرد أن يؤدي حق هؤلاء القادة على هذه الأمة، من موقعه، على المستويات الوجدانية والعقلية والفكرية. من هنا، فإن إحياء الذكرى هو إحياء لنا بقدر ما هو إحياء للمناسبة، ولذا جاءت الأنشطة هذا العام استثنائية بكلّ معنى الكلمة".

ويشير في هذا السياق إلى أن فعاليات الذكرى ستضمن مهرجان "الأمناء" الذي يُقام بأربع نسخ: في بيروت عند مقام السيد حسن نصر الله، وفي النبيّ شيت عند مقام السيد عباس الموسوي، وفي دير قانون النهر عند مقام السيد الهاشمي، وفي كيفون، حيث تُقام أمسية شعرية كبرى في المسرح، يشارك فيها نخبة من الشعراء العرب من عدّة بلدان. ويشدد على أن هذا المهرجان سيكون فعالية شعرية نُخبوية على مستوى الأمة، تُبرز البعد العربي للمناسبة.

من أبرز فعاليات الذكرى، بحسب حمادة، عرض فيلم توثيقي شعري يُجسّد سيرة حياة الشهيد السيد الهاشمي، منذ الولادة وحتّى لحظة الشهادة. والنص الشعري يُقدَّم في سياق مشهدي موسيقي يُعبّر عن مرتكزات السيرة الذاتية بطريقة إبداعية وفنية مختلفة. 

كما يشهد هذا العام إطلاق "مؤتمر جبل عامل الأول" تحت عنوان "العلماء الشعراء"، الذي يُسلّط الضوء على عدد من الشعراء العلماء في تاريخ جبل عامل، من خلال قراءات شعرية مختارة. وسيشهد المؤتمر أيضًا الكشف لأول مرة عن نصوص شعرية وجدانية كتبها السيد الهاشمي، وهي نصوص نثرية كتبت بدموعه، وتُعرض في سياق فني مشهدي مؤثر. كما يتضمن البرنامج سلسلة توقيعات شعرية وأدبية لبنانية وعربية مخصصة للسيد حسن نصر الله، ضمن برنامج محدّد يتناول ما كُتب عن شخصيته وتجربته.

مهرجان الأمناء: وفاء لا ينتهي

بدوره، يسهب رئيس هيئة الانتساب إلى اتحاد الكتاب اللبنانيين الأديب والمنسق العام لهذه الفعاليات، سديف حمادة، بالحديث عن هذه الفعاليات، مؤكدًا أن المهرجانات الأدبية في الشعر والنقد، هي جزء من فعاليات كبيرة يحيي بها حزب الله وجمهور المقاومة الذكرى السنوية الأولى للسيدين الشهيدين، مشيرًا إلى "مهرجان الأمناء"، والمقصود بالأمناء هم الشهداء الأمناء العامون لحزب الله: السيد عباس الموسوي، والسيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين. لافتًا إلى أن "فعاليات هذا المهرجان تتنقّل بين بيروت، والجنوب، والنبيّ شيت، وكيفون، وتستضيف عددًا من الشعراء العرب البارزين من بلدان عدة، منها: الجزائر، مصر، المغرب، البحرين، اليمن، ولبنان، ممن عبّروا عن حماستهم واستعدادهم للمشاركة في هذه المناسبة التي يجدون فيها واجبًا أدبيًا وثقافيًا للوقوف بالكلمة خلف المقاومة وسلاحها".

يشدد حمادة على أن هؤلاء الشعراء هم نخبة من الأصوات المعروفة في الأوساط الأدبية، يشاركون بقصائدهم التي تحتضن روح المقاومة وتنتصر لمشروعها، ليحملوا رسالة مفادها أن المقاومة ليست فقط فعلًا عسكريًا، بل ثقافة وهوية وموقف.

وبحسب حمادة، تُقام هذه الفعاليات بدعوة من الهيئات، والمنتديات، والجمعيات الثقافية اللبنانية، بالتعاون مع اتحاد الكتّاب اللبنانيين، الذي يُشارك بفعالية عالية، مؤكدًا التزامه بدعم المشهد الثقافي المقاوم.

الرسالة الأساسية لهذا المهرجان هي أن المقاومة مستمرة وباقية، وأن المدرسة التي أسسها سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ستستمر بمنهجه وجهاده، حيث أصبح دمه الطاهر نورًا يُضيء طريق الأجيال القادمة نحو التحرير، حتّى يزول الكيان الغاصب وتنكسر إرادة الشر العالمية.

مؤتمر جبل عامل: منارة فكرية تتجدد سنويًا

وعلى صعيد متصل، يُطلق "مؤتمر جبل عامل" دورته الأولى في 28 أيلول الجاري في بلدة دير قانون النهر، جامعًا عددًا كبيرًا من علماء الدين الحوزويين تحت عنوان: "العلماء الشعراء"، بحسب حمادة. إلا أن المؤتمر لا يقتصر على الجانب الأدبي فحسب، بل يتناول مختلف الإنتاجات الفكرية والحضارية لعلماء جبل عامل، سواء في العلوم الدينية، أو التكنولوجيا، أو التاريخ، أو الاجتماع، وسواها، وذلك لإبراز التنوع المعرفي الذي تتمتع به هذه المنطقة على مرّ العصور.

يُسلّط المؤتمر الضوء على الشعر العاملي، وفقًا لحمادة، خصوصًا في ما يتعلق بقضاياه التحررية، والتربوية، والقيمية، من خلال لغته المؤثرة التي تنفذ إلى القلب، وتلامس أرواح الناس بالشغف والحب.

ويُنظَّم المؤتمر بالتعاون بين مجموعة من الجمعيات الثقافية، واتحاد الكتّاب اللبنانيين، الذي يُعد من المؤسسات الأساسية في رعاية الإبداع الأدبي، سواء كان شعرًا، أو رواية، أو فكرًا، أو نقدًا، أو أي نوع من أنواع الإنتاج الثقافي.

وسيشكّل هذا المؤتمر محطة سنوية لإبراز الكنز المعرفي الذي تختزنه منطقة جبل عامل، خاصة في القرون الماضية، ومن المتوقع أن يكون له صدى واسع في أوساط الفكر والثقافة، لما يمثله من منصة لإحياء تراث علمي وأدبي متجدد.

الملتقى الثقافي اللبناني: منبر الأدب المقاوم

 ومن ضمن برنامج الإحياء، سيتم توقيع عدد من المجموعات الشعرية في الملتقى الثقافي اللبناني، بحسب الأديب سديف حمادة، الذي يوضح أن الملتقى الثقافي اللبناني هو مؤسسة ثقافية تُعنى بالأدب، ولا سيّما الأدب المقاوم بجميع أنواعه: الشعري، القصصي، السيري، والروائي. يضمّ الملتقى عددًا كبيرًا من الأدباء اللبنانيين الذين ذاع صيت بعضهم في العالم العربي، ونالوا جوائز مرموقة مثل جائزة "أمير الشعراء". وقد أصبحوا حضورًا بارزًا في المنابر الأدبية العربية على امتداد الوطن العربي.

في لبنان، ينشط الملتقى بشكل خاص من خلال منبر الأربعاء الذي يُقام أسبوعيًا، ويستضيف فيه نخبة من الروائيين والقاصين والشعراء. يلي هذه الجلسات نقاشات نقدية مستفيضة تُسهم في تطوير المشهد الأدبي المحلي، وتفتح المجال أمام رؤى جديدة، بحسب حمادة.

ويتابع: "تتمحور رسالة الملتقى حول دعم الأدب الملتزم الذي يعبّر عن قضايا الأمة المتنوعة، سواء كانت تتعلّق بالمقاومة العسكرية الميدانية، أو المقاومة الثقافية والاجتماعية والفكرية. ويؤدي الملتقى دورًا فاعلًا في المشهد الثقافي والأدبي، ليس فقط على مستوى لبنان، بل في العالم العربي أيضًا"، مردفًا: "سيشهد الملتقى مجموعة من حفلات توقيع الكتب والمجموعات الشعرية التي سيشارك فيها عدد من الأدباء والشعراء والمفكرين العرب، من أبرزهم الشاعر الفلسطيني صلاح أبو لاوي، والشيخ محمود كريّم، والكاتبة أوديت هاني قروشان".

وتستمر هذه الأنشطة على مدى أسبوع كامل، وسط توقّعات بإقبال شعبي كبير في مختلف المناطق اللبنانية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة