عربي ودولي

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة الأحد، 28 أيلول/سبتمبر 2025، بتغطية واسعة لذكرى استشهاد سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والاحتفال الحاشد الذي أقيم في مرقده الشريف، والذي كشف عن نهوض حزب الله واستمراره وانتهاء "وهم ضعفه". كما تناولت الصحف في افتتاحياتها ومقالاتها الأوضاع العالمية والإقليمية المتصلة بالحروب والضغوط المستمرة التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية والترويكا الأوروبية على إيران ومناطق محور المقاومة، خصوصًا ما يجري في غزة.
النهوض لأجل نصر الله
كتبت صحيفة همشهري تحت عنوان النهوض لأجل نصر الله: "شهد لبنان خلال اليومين الماضيين حدثًا من أبرز أحداث السنوات الأخيرة، حدثًا ارتبط باسم السيد حسن نصر الله، وجعل اسم حزب الله يتصدر الأخبار اللبنانية مجددًا".
وقالت الصحيفة "فبعد عام على استشهاد الأمين العام لحزب الله، لم تضعف مكانة الحزب داخل لبنان وخارجه، بل أثبت الاحتفال الكبير بالذكرى السنوية للسيد حسن نصر الله وسائر قادة المقاومة أن الحزب نجح في تجاوز أصعب الظروف".
وأشارت الصحيفة إلى أن السيد حسن نصر الله، على مدى عقود، تمكن من التأثير في الرأي العام في المنطقة وتغيير معادلات المواجهة مع "إسرائيل"، من خلال الجمع بين الحرب النفسية والإعلامية والقدرات العسكرية والاستخباراتية ضد الاحتلال".
وأضافت الصحيفة أن "هذه القدرة استمرت حتى بعد استشهاده في الإطار التنظيمي لحزب الله"، مشيرةً إلى أن احتفالات الذكرى السنوية الكبرى والواسعة النطاق التي تُقام في مختلف مناطق لبنان تمثل دليلًا واضحًا على نجاح الحزب في مواجهة ضربات الكيان الصهيوني.
وتابعت: "يمر حزب الله والشيعة اللبنانيون الآن بوقت حرج. فقد واجه، ملف نزع السلاح الذي كان واضحًا منذ البداية أنه متسرع ولا حل تنفيذي له، طريقًا مسدودًا، وأثار ذلك غضب واشنطن بشدة. كما تركز حكومة نواف سلام على انتخابات مجلس النواب اللبناني المقررة العام المقبل، وربما لن تتمكن بعد الآن من تولي زمام الأمور بسهولة".
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله نجح في إعادة ترميم نفسه، حتى أن ممثل الولايات المتحدة أعلن أن المقاومة تعيد بناء نفسها، وأن واشنطن ستوقف هذه العملية بالقوة إذا لزم الأمر.
وختمت الصحيفة بالقول: "لهذه الأسباب، فإن إقامة الحفل في قلب بيروت وعرض صور شهداء الأمين العام للمقاومة إلى جانب بعض القادة اللبنانيين مثل الراحل رفيق الحريري وسعد الحريري ونبيه بري، تسببت في إرباك واضح بين الفئات المعارضة للمقاومة".
التكنولوجيا القاتلة
في الشأن الدولي، كتبت صحيفة وطن أمروز تحت عنوان "التكنولوجيا القاتلة": "شهد العالم في العقود الأخيرة تحولًا جذريًا في أساليب الحرب وإدارة الأمن. فبينما كان النفط والطاقة في القرن العشرين العاملين الأساسيين للتنافس الجيوسياسي، أصبحت البيانات والتقنيات الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، محور معادلات القوة في القرن الحادي والعشرين. ولم تعد الجيوش تعتمد على الترسانات التقليدية فقط، بل أصبح لأنظمة تحليل البيانات والخوارزميات التنبؤية والشبكات السحابية مكانة خاصة في الاستراتيجيات العسكرية الحديثة".
وأضافت الصحيفة: "في هذا الإطار، اعتمد النظام الصهيوني، كأحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على القوة التكنولوجية لضمان بقائه وتفوقه العسكري. وتُعد "الوحدة 8200" مثالًا واضحًا على تكامل الأمن والتكنولوجيا داخل جيش الاحتلال، فهي مسؤولة عن جمع المعلومات الإلكترونية، كما تُعد مركزًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني".
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الشركات "الإسرائيلية" الناشئة في مجال التكنولوجيا مرتبطة بشكل مباشر بهذه "الوحدة" وتستفيد من خبرتها وبنيتها التحتية.
وأكدت أن "إسرائيل"، إلى جانب كونها حليفًا عسكريًا للولايات المتحدة، تعمل كـ حقل اختبار للتقنيات العسكرية والاستخباراتية الأميركية الجديدة في المنطقة. ولهذا السبب، أصبحت حرب غزة، إضافة إلى الحروب التي خاضها الاحتلال مع ست دول أخرى خلال العامين الماضيين، ساحة لاختبار الأسلحة الحديثة والتقنيات الاستخباراتية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي في المعارك.
وكشفت الصحيفة أن تقارير نُشرت الأسبوع الماضي أظهرت أن شركة مايكروسوفت الأميركية قد وسّعت تعاونها مع الجيش "الإسرائيلي"، وخاصة مع "الوحدة 8200"، عبر تقديم بنية تحتية سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات الضخمة.
وأضافت أن هذا التعاون يهدف إلى تحليل كميات هائلة من المعلومات، مثل بيانات شبكات التواصل الاجتماعي، والمحادثات، وصور الأقمار الصناعية.
وذكرت الصحيفة أن التعاون بين شركات التكنولوجيا الأميركية والجيش "الإسرائيلي" ليس جديدًا، بل يمتد إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين أصبحت "إسرائيل" مختبرًا للتكنولوجيا الأمنية الأميركية.
وختمت الصحيفة بالقول: "في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، يثير هذا التعاون أسئلة خطيرة حول المسؤولية الأخلاقية لهذه الشركات، خصوصًا أن هذه التقنيات تستخدم بشكل مباشر في استهداف المدنيين، ما يجعلها شريكًا في الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني".
الاعتداءات الصهيونية المستمرة في غزة
من جانبها، سلطت صحيفة رسالت الضوء على استمرار جرائم الاحتلال في غزة، فكتبت تحت عنوان الاعتداءات الصهيونية المستمرة في غزة: "في اليوم 722 من الحرب الإبادة الجماعية التي يشنها النظام الصهيوني على قطاع غزة، يستمر قتل المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء القطاع".
وأوضحت الصحيفة أن الصهاينة يعتبرون أنفسهم مهزومين، ولهذا السبب يتسم سلوكهم بالوحشية والجنون العسكري. فمع مرور كل يوم، تتزايد الاختلالات الناجمة عن الضربات التي تلقوها من غزة، وهو ما يثير قلقهم بشكل متزايد.
وأضافت الصحيفة أن عددًا كبيرًا من الدول انسحب من الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء خطاب بنيامين نتنياهو مؤخرًا، مشيرةً إلى أن نتنياهو يخضع منذ أشهر لتحقيق من قبل محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، وهو ما يشكل هزيمة نكراء للنظام الصهيوني.
ولفتت إلى أنه رغم تحالف بعض الدول الأوروبية والأميركية مع الاحتلال، إلا أن المشهد السياسي العالمي يميل لصالح الشعب الفلسطيني وضد النظام الصهيوني، ما جعل نتنياهو يشعر بالهزيمة أكثر من أي وقت مضى.
وختمت الصحيفة بالقول: "لقد أصبحت غزة محكمة دولية للحقيقة والعدالة، وأولئك الذين يلتزمون الصمت تجاه حصارها وجرائم الاحتلال واغتصاب وقتل الأطفال الرضع، إنما يسمحون للاحتلال بمواصلة جرائمه بلا حسيب أو رقيب".