عين على العدو

نشر موقع صحيفة "إسرائيل هيوم" نتائج استطلاع للرأي أجراه ما يُسمّى "صندوق ضحايا الإرهاب" التابع للوكالة اليهودية، بعد مرور عاميْن على عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، بشأن تداعيات الحرب على المستوطنين في غلاف غزة وخط المواجهة في الشمال.
تشير النتائج إلى صورة واقع معقّدة، بحسب تعبير الصحيفة، لكن ما يبرز فوق كل شيء هو شعور انعدام الأمن: أكثر من نصف المستطلعين، 53%، أقرّوا بأنهم يشعرون اليوم بقدر أقل من الأمان في منازلهم، وهذه النسبة ترتفع إلى 61% بين "سكان" غلاف غزة.
أما النتيجة الأكثر إثارة للقلق، وفق ما ترى الصحيفة، فهي أن الغالبية الساحقة، 72% من مجمل المشاركين في الاستطلاع، تخشى من تكرار حدث مشابه لـ7 تشرين الأول، وتصل هذه النسبة بين سكان الغلاف إلى 83%.
وبيّن الاستطلاع أن 71% من "سكان" غلاف غزة اضطروا إلى تلقي علاج نفسي. كما أبلغ الأطفال عن معاناة في النوم وتراجع في التحصيل الدراسي.
نحو نصف المشاركين في الاستطلاع (50%) أفادوا بأنهم احتاجوا إلى علاج نفسي منذ بداية الحرب. هذه النسبة مرتفعة بشكل خاص بين "سكان" غلاف غزة، حيث قال 71% منهم إنهم احتاجوا إلى مساعدة مهنية.
أكثر من نصف المستطلَعين (57%) قالوا إنهم يعانون اليوم من صعوبات في النوم، فيما أبلغ 42% عن زيادة في الوزن، و39% عن ارتفاع في استخدام الأدوية، و35% عن تردد متزايد على الأطباء والمتخصصين.
كما لفت بعض المشاركين إلى أنهم شُخّصوا مؤخرًا بأمراض مزمنة جديدة، من بينها ارتفاع ضغط الدم والسكري، وهي أمراض ترتبط بشكل مباشر بحالات التوتر المستمرة والعيش في ظل الصدمة.
يظهر الاستطلاع أيضًا تأثيرًا شديدًا للحرب على المعيشة والقدرة على الكسب بكرامة، فقد ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل أكثر من الضعف، من 13% فقط قبل الحرب إلى 28% حاليًا. ولا يقل عن ربع الموظفين، 26%، ذكروا أنهم اضطروا لتغيير مجال عملهم أو مكان عملهم نتيجة للأحداث. في غلاف غزة، المنطقة التي تضررت أكثر من غيرها، ترتفع هذه النسبة إلى 32%. أما بين أولئك الذين لا يعملون حاليًا، فيفيد الغالبية (50%) أن السبب الرئيسي هو الحالة النفسية، وهذه النسبة أعلى بكثير بين سكان غلاف غزة (65%) مقارنة بالشمال (21%).
عند مطالبة المستطلَعين بتقييم مجالات الحياة التي تضررت نتيجة الأحداث، تظهر صورة واسعة لأزمة متعددة الأبعاد: فقد أفاد 56% بتضرر صحتهم النفسية، و43% بصحتهم الجسدية، و43% بالمعيشة، و38% حتى بمستوى وجودة السكن.
وتعليقًا على هذه النسب، قالت رئيسة ما يُسمّى "صندوق ضحايا الإرهاب" التابع للوكالة اليهودية، آيليت نحمياس رابين إن الاستطلاع يعكس بشكل مؤلم ومعقّد الشعور الناشئ من الواقع على الأرض، وهو أن مفهوم إعادة التأهيل داخل العائلة التي عايشت الحدث يختلف تمامًا بعد كارثة 7/10".