اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الاحتلال يواصل حرب الإبادة على غزة: مجازر متصاعدة ومجاعة خانقة

تحقيقات ومقابلات

تحقيقات ومقابلات

السيد نصر الله مع الشهداء وأُسرهم.. وفاءٌ أبدي

99

لم تخلُ أيٌّ من خطابات سيّد شهداء الأمّة سماحة السيّد حسن نصر الله من ذكر الشهداء وعوائلهم، وكم من مرةٍ بكى متأثرًا لعظيم التضحيات. فهو، على الرغم من أنَّه من تلك العوائل الكريمة، إلا أنَّه كان أبًا لكل الشهداء، فلا نجد وصيةً إلا وفيها جزءٌ مخصّص لسماحته، ولا نجد عائلة شهيد إلّا وكانت شهادته مصابها الأعظم. كيف لا، وهم كانوا تحت رعايته واهتمامه، يتابع أخبارهم، ويشاركهم فقدهم لعزيز، ويهنّئهم بنيلهم وسام الشهادة. كان أنيسهم ورفيقهم حتى نال الوسام نفسه، والتحق بإخوانه وأبنائه.

حاضرٌ دائمًا

في إطار عمل مؤسسة الشهيد، كانت رعاية السيّد نصر الله واضحة، فقد اعتاد المشاركة في الإفطارات السنوية المخصّصة لعوائل الشهداء، حيث يخاطبهم ويشدّد على مكانتهم في مسيرة المقاومة. كما كان يرعى سنويًا احتفال "يوم الشهيد" الذي يقيمه حزب الله في 11/11 من كل عام، فيلقي كلمته ويوجّه التوصيات لأبناء الشهداء وأسرهم.

ومن أبرز المحطات التي لامست أبناء الشهداء مباشرةً، الاحتفال السنوي "نباتًا حسنًا"، حيث يُكرَّم الأبناء الذين بلغوا مرحلة الاعتماد على أنفسهم. كان السيّد نصر الله يحضر شخصيًا هذا الحفل - حين كان ذلك ممكنًا -، ويقدّم لهم الهدايا ويوجّههم نحو الانطلاق في حياتهم بثقة وإيمان. وفي حال حقّق أحد أبناء الشهداء إنجازًا استثنائيًا، كان يمنحه هدية رمزية، غالبًا ما تكون المصحف الشريف.

كما كان سماحته يولي عناية خاصة لاحتفالات تكليف بنات الشهداء التي تُقام في ذكرى ولادة السيدة الزهراء (ع)، حيث يحضر شخصيًا ويوزّع الهدايا على الفتيات.

ولم يقتصر الاهتمام على المناسبات الاحتفالية، بل شمل أيضًا المشاركة في التعازي، ما عزّز الصلة المباشرة مع العوائل، قبل أن تضطره الظروف الأمنية إلى إرسال موفدين يمثّلونه ويقدّمون التعازي باسمه لعوائل الشهداء.

وبعد استشهاد نجله السيّد هادي، أصبح هو نفسه من عوائل الشهداء. غير أنّه رفض أن يتلقّى الهديّة الشهرية التي خُصّصت له، وأصرّ على أن تُعطى لعائلة شهيد آخر، واستمرّت حتى بعد خروج تلك العائلة من رعاية المؤسسة بعد نضوج الأبناء. وحين راجعه المعنيون بالأمر، أصرّ أن تبقى تُقدّم لهم، قائلاً إنّهم قد اعتادوا على وجود هذا المبلغ في حياتهم.

وكان يرى السيّد نصر الله أن عوائل الشهداء هم أصحاب الفضل الأكبر على مسيرة المقاومة. وفي أحد اللقاءات مع القيّمين والعاملين في مؤسسة الشهيد، أوصاهم قائلاً: "عليكم أن تتقبّلوا من عوائل الشهداء وتتحمّلوا إن بدر منهم شيء، لأن للشهداء فضلًا علينا جميعًا لا يمكن سداده".

الشهيد الهاشمي وخصوصية العوائل

بدوره، أولى الشهيد الهاشمي السيّد هاشم صفي الدين اهتمامًا بالغًا بعوائل الشهداء، إذ لم يكن ابن شهيد يقصده إلا وسعى لتلبية حاجته. وقد أطلق مشروعًا عام 2019، استمر عامًا كاملًا، التقى خلاله معظم العوائل في مختلف المناطق اللبنانية، حتى كان يخصّص لتلك اللقاءات مرتين أسبوعيًا أحيانًا رغم انشغالاته، ما يُظهر مدى خصوصية تلك العوائل بالنسبة إليه.

كان السيّد صفي الدين هو المبادر بطرح المشروع، وذلك بغية أن يكون بقربهم. استمع إليهم خلال اللقاءات، وحمل طلباتهم، وسعى لتحقيقها، حتى أنّه تكفّل بتلبية ما لا تسمح به أنظمة المؤسسة، كطلبات زيارة العتبات المقدسة.

في عيون الأمين

وبعد معركة "أولي البأس"، جرى لقاء موسّع بين إدارة مؤسسة الشهيد والأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، خُصّص لعرض تفاصيل عمل المؤسسة وحاجاتها، فأعطى توجيهاته بضرورة الاستمرار في الرعاية والاهتمام بعوائل الشهداء، التي تُعدّ شريكةً في هذه المقاومة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة