ترجمات

قال الكاتبان في مجلة Foreign Affairs، سنام فاكيل وغاليب دالاي، إنّ "دول الشرق الأوسط تنظر إلى "إسرائيل" على نحو متزايد بالتهديد المشترك الجديد".
وأضاف الكاتبان، في مقالة مشتركة نشرتها المجلة، أنّ "الهجوم "الإسرائيلي" على قطر أثار مخاوف دول الخليج، والشكوك حول مصداقية المظلّة الأميركية الأمنية"، مشيرَيْن إلى أنّ "أفعال "إسرائيل" ترتد سلبًا، والدول التي سبق وأنْ اعتبرت "إسرائيل" شريكًا محتملًا أصبحت تعتبرها لاعبًا خطيرًا لا يمكن التنبؤ به".
وتابع الكاتبان قولهما: ""إسرائيل" عزلت نفسها وجعلت الدول العربية غير مستعدّة لدفع الأثمان السياسية، وأيضًا على صعيد سمعتها الناتجة من العمل مع "إسرائيل"، والأخيرة جعلت شركاء سابقين يتحوّلون إلى خصوم حذرين"، فـ"العديد من دول المنطقة ترد على العدوانية "الإسرائيلية" من خلال تنويع شراكاتها الأمنية والاستثمار الذاتي، والابتعاد عن التطبيع مع "إسرائيل""، بحسب فاكيل ودالاي.
كما نبّها إلى "إلغاء المشاريع الهادفة إلى توطيد علاقات "إسرائيل" مع دول عربية بمساعدة الولايات المتحدة بشكل أساس"، واعتبرا أنّ "ذلك ليس نبأ سيئًا لـ"إسرائيل" فحسب، بل أيضًا للولايات المتحدة".
وفيما بيّن الكاتبان أنّ "الدعم الأميركي غير المحدود لـ"إسرائيل" يقوّض مكانة أميركا في المنطقة"، أكّدا أنّ "شبح التمرّد "الإسرائيلي" يبعد دول المنطقة عن الولايات المتحدة بعد ما كان "تهديد إيران" يشجّع هذه الدول على اعتماد النهج الأميركي".
وبينما شدّد الكاتبان على "ضرورة إدراك الولايات المتحدة التحوّلات الحاصلة في الشرق الأوسط"، محذّرَيْن من "خطر تقويض علاقاتها مع شركاء إقليميين أساسيين وخسارة النفوذ في النظام الإقليمي الناشئ، وذلك فيما لو امتنعت واشنطن عن كبح جماح "إسرائيل" وعن البحث عن تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية".
كما حذّرا من أنّ "عدم معالجة قضية فلسطين والسماح لـ"إسرائيل" بالتصرّف بعدوانية مع حصانة سيؤدّي إلى موجة جديدة من الراديكالية التي ستهدّد المصالح الأميركية والاستقرار الإقليمي والأمن العالمي".
وذكّرا بأنّ "دول الخليج اصطّفت مع "إسرائيل" قبل اندلاع الحرب الحالية؛ لأنّها اعتبرت أنّ إيران هي "التهديد الأكبر لأمنهم". إلّا أنّ الكاتبَيْن جزما بأنّ "الحرب في غزة وتوسيع المستوطنات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية ونهج "إسرائيل" في لبنان وهجماتها المتكرّرة على سورية وتعدّيها على الأراضي السورية، كل ذلك جعل من الحفاظ على علاقات رسمية مع "إسرائيل" عبئًا سياسيًا وإستراتيجيًا للحكومات العربية".
واستدلّ فاكيل ودالاي باستطلاعات رأي جديدة لـ"مجموعة Arab Barometer للأبحاث" كشفت عن أنّ "التأييد الشعبي للتطبيع مع "إسرائيل" يبقى في أدنى مستوياته في المنطقة، حيث لا تفوق هذه النسبة 13 في المئة في أيّ من البلدان"، وأنّ "نسبة التأييد في المغرب تراجعت من 31 في المئة في عام 20233 إلى 13 في المئة بعد "هجمات" 7 (تشرين الأول) أكتوبر".
وفيما أشار الكاتبان إلى أنّ "عدوانية "إسرائيل" تُسرّع أيضًا من وتيرة العسكرة وتنويع الإستراتيجيات الدفاعية حول المنطقة"، لفتا الانتباه إلى أنّ "السعودية كثّفت تعاونها مع الصين في مجالَي الصواريخ والمُسيَّرات، وسعت إلى تكثيف الإنتاج المحلي الدفاعي، ووقّعت على اتفاقية تعاون دفاعي مع باكستان"، وهو ما اعتبره الكاتبان "مؤشرًا على رغبة السعودية في شراكات أمنية بديلة ونيّتها بناء العلاقات مع قوة إسلامية من خارج المنظومة الأمنية الأميركية".
وإذ قالا: إنّ "دول الخليج تشتري المُسيَّرات التركية"، رأى الكاتبان أنّ "شبكة الشراكات هذه الآخذة في التوسّع لا تترك الكثير من المجال لـ"إسرائيل"".
وبحسب فاكيل ودالاي، فإنّ "المبادرات الإقليمية مثل "اتفاقات أبراهام" والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا و"قمة النقب"، وهو منتدى أمني جمع "إسرائيل" مع شركاء عرب وغربيين، وكذلك "مجموعة I2U2 للتعاون التكنولوجي والاقتصادي" التي تضم الهند و"إسرائيل" ودولة الإمارات والولايات المتحدة، كل هذه المبادرات صُمِّمت من أجل إنشاء نظام جديد يستند إلى التعاون العربي - "الإسرائيلي" تحت إشراف أميركي".
وأوضح الكاتبان أنّ "الهدف كان توطيد علاقات الدول العربية مع "إسرائيل" وإقصاء تركيا واحتواء إيران".
وختم الكاتبان مقالتهما بالقول: "المسؤولون الأميركيون و"الإسرائيليون" افترضوا أنّ التطبيع والمزيد من القبول بـ"إسرائيل" سيكون حتميًا، إلّا أنّ هذه الرؤية تنهار".