عربي ودولي

ذكَرت صحيفة Financial Times، أنّ "مسودة خطّة ترامب لغزة جاءت نتيجة جولة مكثّفة من الضغوط من قطر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والإسلامية المؤثّرة".
ورأت الصحيفة، في تقرير، أنّ "هذه الدول استفادت من "غضب" الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الهجوم الذي شنّته "إسرائيل" على العاصمة القطرية الدوحة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إنّ "الهدف كان تحقيق طموحات ترامب السياسية والشخصية، وترامب أراد تأمين الإفراج عن 48 "رهينة "إسرائيلية"" لدى حركة حماس، ووقف الحرب في غزة، وإبقاء حلمه حيًّا بشأن اتفاقية كبرى بين "إسرائيل" والسعودية".
وأكّد مسؤولان "إسرائيليان" للصحيفة، أنّ "التوقيت لم يكن صدفة"، فـ"ترامب أكّد أنّه يريد أنْ تنتهي الحرب مع حلول الذكرى السنوية الثانية لـ7 (تشرين أول) أكتوبر، والإعلان عن الفائز بجائزة "نوبل للسلام" سيجري في هذا الشهر"، بحسب المسؤولَيْن "الإسرائيليين" نفسهما.
غير أنّ الصحيفة أشارت إلى أنّ "ترامب كان بحاجة إلى تنازلات من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، وإلى خطّة لما بعد الحرب من أجل تحريك عجلة خطّته الكبرى للشرق الأوسط والإفراج عن "الرهائن" دفعة واحدة"، معتبرةً أنّ "ذلك كان ضروريًا ليس فقط من أجل إقناع حماس، بل أيضًا من أجل استرضاء حلفاء واشنطن الخليجيين".
وفيما لفتت الانتباه إلى أنّ "قطر كانت من أكثر المؤثّرين"، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي سابق على تَواصُل مع قادة في الشرق الأوسط قولَه، إنّ "الهجوم على قطر هو الذي "فتح الباب" لما جرى في ما بعد". وكشف مصدر مطّلع للصحيفة عن أنّه "بينما حاول نتنياهو وفريقه تعديل بعض النقاط في خطّة ترامب، وخاصة الإشارة إلى دولة فلسطينية، كان فريق تقني قطري موجودًا في البيت الأبيض"، ناقلةً عن مصدر آخر مطّلع تأكيده أنّه "لم يكن ممكنًا سوى تغيير بعض المصطلحات في الخطّة".
ووفق الصحيفة، فإنّ "نتنياهو ومفاوضيه أرادوا تنازلًا كبيرًا، وهو الفرصة للعودة إلى القتال في حال قرّرت "إسرائيل" أنّ حماس انتهكت أيّ بند من الاتفاق". بيد أنّ مصادر أكّدت للصحيفة أنّ "ترامب قدّم ضمانات للعرب بأنْ لا تبدأ "إسرائيل" مجدّدًا الحرب".
ولذلك، "شملت الخطة اقتراحات تتعارض مع أجندة الأحزاب من معسكر اليمين المتطرف (الصهيوني)، والتي تعهّدت بطرد الفلسطينيين من غزة و"إعادة توطينها باليهود""، وفقًا للصحيفة.
كذلك، كشفت الصحيفة عن أنّ "الخطة تستبعد التهجير القسري" للفلسطينيين، و"تقول إنّ سكان غزة سيستطيعون مغادرة غزة والعودة إليها متى أرادوا".
وبموجب الخطة، "لا يُمنَع على "إسرائيل" احتلال غزة أو ضمّها فحسب، بل أيضًا يُمنَع بناء المستوطنات هناك". وأضافت الصحيفة أنّه "بعد أيام من زيارته البيت الأبيض، بات نتنياهو في وضع حرج من جديد، إذ إنّه كان قد قال لـ"الداخل "الإسرائيلي"" إنّ اقتراحات ترامب هي "نصر لـ"إسرائيل""، بحيث تُوضَع حماس أمام خيارين: إمّا القبول أو الرفض، مع دعم أميركي لـ"إسرائيل" للقضاء على حماس، إذا ما رفضت الأخيرة" الخطّة.
وقالت الصحيفة: "عندما اختارت حماس الجزء الأكثر إغراءً لترامب في الخطة، وهو الإفراج عن جميع الأسرى المتبقّين في غضون 72 ساعة و"الالتفاف على النقاط الأكثر إثارة للجدل"، عندها وجد نتنياهو نفسه في وضع حرج".