لبنان

أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزّ الدين أنّ حرب الإسناد لم تكن حرب صدفة أو ردّ فعل؛ بل قرارٌ واعٍ ومخططٌ له عن قناعة شرعية وأخلاقية ووطنية من أجل نصرة فلسطين وأهل غزة، ومن أجل حماية لبنان من العدوان المقبل.
وخلال الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة النبطية الفوقا تكريمًا للشهيد المهندس حسن عطوي وزوجه الشهيدة زينب أرسلان، قال عزّ الدين: "إنّ المقاومة خاضت هذه الحرب عن سابق تصميمٍ وإرادةٍ وعزمٍ نصرةً للمظلومين في غزة الذين يتعرضون لأبشع مجازر الإبادة بغطاء أميركيٍّ واضح، وبمشاركة فعلية في تزويد العدو بالسلاح والطائرات والذخائر". وأوضح أنّ الهدف الثاني للحرب هو الدفاع الاستباقي عن لبنان؛ لأنّ العدو لو تمكّن من تحقيق نصرٍ على غزة لكان انتقل مباشرة إلى لبنان ليكرّر مشهد الدمار والمجازر وليثأر من هزائمه سنة 2000 و2006 زمن إفشال العدو من تحقيق أهدافه.
وأضاف عزّ الدين أنّ: "ما جرى منذ الأول من تشرين الأول 2024عند بدء الهجوم البري خاضت المقاومة ملحمة صمود أسطورية سطّرها الشهداء والمجاهدون الذين واجهوا خمس فرق عسكرية حاولت احتلال قرى الجنوب وقال: لولا ثبات المقاومين وتضحيات الاستشهاديين لوصل العدو إلى الليطاني، وربما أبعد، لكنّ عزيمة المجاهدين وروحهم الحسينية المستلهمة من الشهيد السيد حسن نصر الله جعلت العدو عاجزًا عن تحقيق أي من أهدافه.
وشدد على أنّ المقاومة ما تزال حتى اللحظة تشكل ردعًا نسبيًا حقيقيًا، ويعيش العدو قلقًا دائمًا وأنّ إفشال مخططاته كان بفضل تضحيات القادة والمجاهدين الذين حافظوا على كرامة الوطن وأمنه.
وانتقد عز الدين أداء الحكومة اللبنانية الذي وصفه بالضعيف والعاجز، فهي: "لم تقم بأبسط واجباتها أزاء الجنوب لا في مواساة الأهالي ولا حتى بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، حتى لو كنا نعلم أنَّه لن يستجيب، فإن تقديم الشكوى موقفٌ سياسي ودبلوماسي واجب على الدولة اللبنانية، وهو أقلّ الإيمان أمام دماء الشهداء وتضحيات الناس".
ودعا الحكومة للعودة إلى: "الأولويات الوطنية التي وردت، في بيانها الوزاري، وأبرزها إخراج العدو من أرضنا المحتلة وتحريرها واستعادة الأسرى وإعادة الإعمار بدل الانشغال بصغائر الأمور وتنفيذ إملاءات الخارج وبعض الداخل الذي يتحدث نيابة عن العدو".
وختم عزّ الدين بالتشديد على ضرورة إدراج بندٍ مستقل في موازنة 2026 لإعادة الإعمار، ولو بمبلغ رمزي يعبّر عن اهتمام الدولة بأبناء الجنوب، وجديتها في تنفيذ التزاماتها، مؤكّدًا أنّ كتلة الوفاء للمقاومة لن تدخر جهدًا يمكّنها من إدراج بند في الموازنة يتعلق بإعادة الإعمار، كونه واجبًا وطنيًّا لا يمكن التهاون والتساهل فيه.