اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي المناضلة المحررة لينال الطبال من طرابلس: المقاومة خيار استراتيجي

تحقيقات ومقابلات

معركة الإسناد اللبنانية مأثرة تاريخية وبيان دموي للالتزام بفلسطين
تحقيقات ومقابلات

معركة الإسناد اللبنانية مأثرة تاريخية وبيان دموي للالتزام بفلسطين

الخطيب: السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه ليس رأي المقاومة الفلسطينية في ما قام به حزب الله بل ما إذا كان الجميع يدرك فعلًا ما قدمه حزب الله في هذه المعركة 
78

تأتي معركة الإسناد التي خاضتها المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله كواحدة من المحطات الفاصلة في مسيرة المقاومة الفلسطينية والعربية. هذه المعركة التي انطلقت دعمًا لغزّة في وجه العدوان الصهيوني كانت بقرار عسكري، يحمل أبعادًا إستراتيجية وأخلاقية تُبرز عمق الالتزام بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة. دفع الحزب ثمنًا باهظًا من تضحيات وشهداء، بما في ذلك استشهاد الشهيد الأسمى سماحة الأمين العام لحزب الله؛ السيد حسن نصر الله وقادة الصف الأول، مرورًا بتفجيرات "البيجر" و"اللاسلكي" والهجمات الحربية والاعتداءات العسكرية الوحشية التي أدت إلى نزوح الأهالي واحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية. في هذه المقابلة، يستعرض الباحث السياسي الفلسطيني تيسير الخطيب أبعاد هذا القرار التاريخي، معززًا أهمية معركة الإسناد ودور المقاومة الإسلامية في تعزيز الموقف الفلسطيني على الصعيدين الإقليمي والدولي.

في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، أكد الخطيب أنّ "حرب الإسناد كانت دليلًا واضحًا لمن يشكّكون في التزام المقاومة الإسلامية في لبنان وسماحة السيد حسن نصر الله بالقضية الفلسطينية". وصف الخطيب هذه المعركة بأنها ترجمة فعلية للواجب الذي رَجَح على الإمكانات، مشيرًا إلى أنّ المقاومة الإسلامية وقيادتها كانتا تدركان تمامًا، أنّ فتح هذه المعركة يجب أن يتم بعد تنسيق كامل بين القوى المتحالفة والمقاومة، إلا أنّ سماحة السيد حسن نصر الله اتّخذ هذا القرار التاريخي رغم ما ترتب عليه من أثمان باهظة على لبنان والمقاومة".

وأوضح الخطيب أنّ قرب الحدث قد يجعل بعضًا يغفل عن أبعاده، مشيرًا إلى أنّ القرار في حيثياته أكبر من إسناد عسكري؛ هو قرار أخلاقي وإنساني يُظهر عمق الالتزام بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية، إسلامية وإنسانية.

وعبّر الخطيب عن شعوره بالخجل لما لحق بلبنان نتيجة هذا القرار، لكنّه أكد أنّ الظروف التي أحاطت بحدث السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم تترك للمقاومة الإسلامية في لبنان خيارًا سوى اتّخاذ هذا القرار الحاسم. وأضاف أنّ هذا الحدث سيبقى في ذاكرة التاريخ؛ باعتباره علامة بارزة في سجل التضحية والفداء، وتجسيدًا لتغليب الواجب على المصالح الأخرى.

وأشار إلى أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان دفعت ثمنًا باهظًا، لافتًا إلى أنّ مسار التاريخ يتقدّم أحيانًا بطرائق يصعب فهمها في لحظتها، لكن يتضح ذلك لاحقًا. كما أكد أنّ هذه الحرب أسهمت في تحسين موازين القوى للمقاومة الفلسطينية، وأظهرت أنّ المقاومة الفلسطينية ليست وحيدة في الميدان، حيث رفع دخول حزب الله المعنويات وقوّى موقف المقاومة رغم تفاوت القوى.

هذا؛ وأوضح الخطيب أنّ المساندة التي قدّمها حزب الله في هذه المعركة كشفت بوضوح الواقع العربي والإسلامي، وبيّنت من يساند فلسطين بصدق ومن يتشدق بها فقط، ومن يتبنى القضية الفلسطينية بشكل كامل. وأكد أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان تبنت القضية الفلسطينية تبنيًّا كاملًا، ودفع الحزب ثمنَ كلّ الكلمات التي قيلت على مدى أربعين عامًا، عبر الدم والتضحيات والشهداء الذين يشكلون رصيدًا كبيرًا في المنطقة كتيّار مقاوم لا يهادن ولا يساوم.

وشدّد على أنّ ما حدث في هذه الحرب كان واقعًا ملموسًا لا ينكره إلا من يغلب عليه التحامل أو الحقد، مؤكدًا أنّ ما قام به سماحة السيد حسن نصر الله والمقاومة هو تلبية حقيقية للواجب. وفسّر أن كلمة الشهادة هنا تحمل معنى أعمق، إذ يشهد الإنسان بدمه على الموقف الصحيح، وهذا ما فعله الحزب وسيد المقاومة، وهما بذلك شهيدان.

وختم الخطيب حديثه بالتأكيد على أنّ الشهادة ليست بالكلمات، ولا التضحية بالأموال، بل هي تضحيات غالية وعزيزة تكتب بدماء الأوفياء. وأشار إلى أنّ السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه ليس رأي المقاومة الفلسطينية في ما قام به حزب الله، بل ما إذا كان الجميع، سواء فلسطينيين أو غير فلسطينيين، يدركون فعلًا ما قدّمه حزب الله في هذه المعركة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة