خاص العهد
في ذكرى السيدين.. "تجمع أجيال السيد" الكشفي: عهد وعزم وأمل في درب الإمام المهدي (عج)
حدثٌ استثنائي لكشافة الإمام المهدي (عج)
في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات، وتُستنهض فيه الهمم لصناعة الأمل، تمضي جمعية كشافة الإمام المهدي (عج) بخطى ثابتة نحو مشروعٍ رياديّ جديد، يجمع بين الروح التربوية والرؤية الرسالية، يُحيي ذكرى السيدين الشهيدين، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، ويجسّد مسيرة أربعين عامًا من العطاء والبناء والتمهيد.
يأتي هذا التجمع الكشفي الكبير ليشكّل محطة مفصلية في تاريخ الجمعية، وفعالية غير مسبوقة من حيث الشكل والمضمون، حيث تتكامل فيها الرسائل التربوية، واللوحات الفنية، والتشكيلات الرمزية، ليُعلن الكشفيون من خلالها الولاء، والعهد، والعزم، والأمل، في مشهدٍ جامع، يُعبر عن التمسك بالأرض، والانتماء للنهج، والثبات على طريق الإمام المهدي (عج).
وسط حماسة من كل قطاعات الجمعية، وتفاعلٍ لافت من كل الأجيال، يتحوّل هذا الحدث إلى ورشة حيّة نابضة بالحيوية والتنظيم والتخطيط المتقن، تعكس مستوى النضج الذي بلغته الجمعية في رسالتها، وجاهزيتها الدائمة لحمل أمانة الشهداء والقادة، والسير خلف راية الإمام المهدي (عج).
بهذا الصدد، يقول المعاون الفني لرئيس جمعية كشافة المهدي (عج) الحاج علي خليل إن إقامة "تجمّع أجيال السيّد" يأتي تخليدًا لذكرى سيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي، وتعظيمًا لمسيرتهما المباركة، وفي رحاب الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية كشافة الإمام المهدي (عج).
وفي حديثه لموقع "العهد"، يضيف: "نجتمع غدًا، أجيالًا متعاقبة، لنحمل راية الوفاء، ونجدد العهد لسماحة سيّدنا الشهيد، الذي كان لنا القائد والمعلّم والرائد، ونقول له في هذه الذكرى: "هذه الأربعون عامًا هي من حصاد يديك، يا سيّدنا، أربعون عامًا من النضج والتألق، من الحضور الفاعل والعطاء المتجدد، كنا وما زلنا تحت رعايتك، ننهل من وصاياك، ونمضي على دربك، وفاءً لمسيرتك، واستمرارًا لنهجك"".
ويلفت خليل إلى أن الجمعية تطمح أن يكون التجمع من أكبر التجمعات الكشفية، من حيث عدد المشاركين، وشكل الفعالية، والاستعراضات الفنية، مشيرًا إلى أن التجمع يضم عددًا هائلًا من الكشفيين في مكان واحد ووقت واحد، معتبرًا ذلك إنجازًا بحد ذاته يعكس قوة التنظيم وروح العمل الجماعي.
التجمع سيضم أكبر فرقة موسيقية كشفية يتجاوز عدد عازفيها الألف، على ما يورد خليل، مؤكدًا أن هذه المشاركة ستشكل لوحة فنية مبهرة.
كما يؤكد أن الجمعية تسعى من خلال هذه الفعالية إلى تقديم صورة مشرقة ونموذجية، تحمل في طياتها رسائل تربوية قوية، وتعكس العنفوان والعزة والاقتدار الذي تتمتع به بيئة المقاومة.
ويوضح خليل أن الجانب الإعلامي أُُعطي أهمية كبيرة، إلى جانب التركيز على البرنامج العام للتجمع، مما يعكس الحرص على تقديم تجربة متكاملة تليق بالحركة الكشفية.
ويشير في حديثه إلى أن التسجيل للمشاركة شهد تسارعًا لافتًا من الكشفيين والكشفيات، مما يدل على حجم الحماس والرغبة في أن يكونوا جزءًا من هذا الحدث الكبير، مؤكدًا أن نسبة الحضور المتوقعة ستكون عالية جدًا، وأن الجميع عمل بجهد لضمان نجاح هذا التجمع بكل تفاصيله.
برنامج فني يحمل رسائل قوة وأمل
ويشدد خليل على أن البرنامج الفني للتجمع الكشفي سيكون مزيجًا متكاملًا من التشكيلات الفنية التي تجمع بين الشكل والمضمون، موضحًا أن هذه التشكيلات ستشمل تشكيلات النظام المرصوص التي تعبّر عن الانضباط والقوة، بالإضافة إلى تشكيلات جمالية تعكس صورة مشرقة عن الجمعية وهويتها.
ويلفت إلى أن التشكيلات ستمتد إلى المدرجات، حيث سيكون هناك عروض موسيقية راقية لمجموعة من الأناشيد التي ارتبطت بسماحة السيد وبالإمام المهدي (عج)، مشيرًا إلى أن هذه الأناشيد ليست مجرّد مقطوعات فنية، بل هي رسائل وجدانية وروحية عميقة.
وشدد خليل على أهمية المقطوعتان الأساسيتان في البرنامج، وهما: "يا ابن الحسن" التي رافقت التجمعات السابقة ولقاءات القادة برعاية سماحة السيد، والتي كانت دائمًا تحظى بحضوره وقيادته الأبوية، و"سلام يا مهدي" التي وصفها سماحة السيد بأنها "مؤثرة جدًا"، فيما وصفها السيد هاشم صفي الدين بأجمل الأوصاف.
ويلفت إلى أن البرنامج سيتميز بطابع استعراضي متكامل، يجمع بين العروض الفنية والرمزية التي تمثّل مختلف جوانب العمل الكشفي والجهادي، مؤكدًا أن هذه العروض ستعكس قيم القوة، والوفاء، والإرادة، وتكرّم المجاهدين والشهداء من خلال المعزوفات، والأناشيد، والقسم، والبيعة.
الحدث سيتضمن عرضًا هو الأضخم لفرقة موسيقية كشفية، إلى جانب سرايا رمزية تمثل كل تشكيلات الجمعية بمختلف فئاتها العمرية، بحسب خليل، الذي يوضح أن الجمعية ستقوم برسم لوحات بشرية على أرضية الملعب وعلى المدرجات، في مشهد فني وتنظيمي فريد من نوعه.
ويضيف أن البرنامج سيفتتح ويُختتم بذكر الإمام المهدي (عج) لما يحمل اسمه من معاني الأمل، والرجاء.
خليل يستطرد حديثه بالإشارة إلى أن التجمع سيحمل في مضمونه ثلاث رسائل مركزية: العهد، العزم، والأمل، موضحًا أن: "العهد هو في مواصلة الطريق والثبات على المبادئ، والعزم هو الإرادة في تجاوز التحديات، والأمل هو في تحقق الوعد الإلهي وظهور الإمام المهدي (عج)".
ويشير خليل إلى أن هذه القيم ستجعل من التجمع ليس فقط حدثًا فنيًا وتنظيميًا، بل محطة روحية وتربوية مميّزة تعزّز الانتماء والولاء، وتربط الكشفيين بمشروعهم الإلهي الكبير.
التجمع الكشفي محطة كبرى لمجتمع مقاوم
وإذ يشير خليل إلى أن الاهتمام بهذه المناسبة نابع من موقعها في قلب المشروع الإيماني المقاوم، يؤكد أن سماحة السيد كان دائمًا الأب والقائد والحبيب، ولواء الحرية والعدالة والكرامة والتحرر من الاحتلال والاستكبار، وأن هذه الفعالية هي امتداد لمسيرته ونهجه.
ويلفت إلى أن هذا الحدث يُقام، بينما تبلغ الجمعية عامها الأربعين، أربعون عامًا من التضحية والتمهيد لصاحب العصر والزمان (عج)، في مسارٍ طويل من الإعداد التربوي والإيماني للكشفيين.
ويشدد على أن هذا التجمع سيكون محطة كبرى لمجتمعنا المقاوم، المتجذر بأرضه، المتمسك بقضيته، وفيه كل الأجيال التي ترفع الصوت عاليًا: "هذه الأرض أرضنا"، مضيفًا أن الجيل الصاعد سيوجه من خلال التجمع رسالة واضحة بأن دماء الشهيدين السيدين القائدين ستزيد هذا الجيل ثباتًا، وإصرارًا، وإيمانًا بنهج السيد، وخليفته سماحة الشيخ نعيم قاسم، وتحت راية الإمام المهدي (عج).
ويوضح أن هذا اليوم سيكون بحق "يوم أجيال السيد"، التي ستحمل رسالة العهد، والعزم، والأمل، وتجسّدها في أروع مشاهد الثبات، والكرامة، والفخار، مضيفًا أن ما سنشهده في هذا التجمع سيكون تعبيرًا صادقًا عن استمرارية المشروع وروحه الحية في كل من ساروا على الدرب.
ما قبل هذا المشروع ليس كما بعده
كذلك، يشدد خليل على أن الجمعية تتقدم اليوم بخطوات كبيرة جدًا في مشروع تربية الأجيال وبناء الشباب والقادة، معتبرًا أن هذا الحدث يشكّل تحولًا مفصليًا في مسيرتها. وقال: "ما قبل هذا المشروع لن يكون كما بعده، سواء من ناحية حجم الاستقطاب، أو مستوى الحضور، أو الأثر التربوي والتنظيمي. نحن أمام محطة جديدة من عمر الجمعية، وانتقال حقيقي من طورٍ إلى طور".
ورشة تنظيمية ضخمة
ويشدد على أن هذا الحدث أطلق داخل الجمعية ورشة تنظيمية ضخمة، بالنظر إلى ما يتطلبه من جهد إداري ولوجستي متكامل على مختلف المستويات، مشيرًا إلى أن الحدث أعاد بث الحيوية والفعالية في القطاعات والأفواج.
ويشير خليل إلى أن كل وحدات الجمعية وكل قطاعاتها التنظيمية عملت لإنجاح هذا المشروع، بروحٍ من العزم والحماس العاليين، حيث بذل الجميع، من أصغر عنصر إلى أكبر قائد، جهدًا متواصلًا لإحياء هذه المناسبة بما يليق بها.
وختم خليل بالإشارة إلى أنّ التحضيرات انطلقت منذ شهرين متواصلين، وستستمر حتى صبيحة الأحد (12 تشرين الأول 2025)، مؤكدًا أنه سيحمل العديد من المفاجآت الجميلة التي ستُبرز مستوى القوة التنظيمية والفنية التي وصلت إليها هذه الجمعية المباركة.
يُذكر أن التجمّع الكشفي الكبير، سيقام غدًا الأحد (12 تشرين الأول 2025)، في المدينة الرياضية في بيروت.